ما سبب الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران؟

كانت إيران حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة خلال عهدالشاه محمد رضا بهلوي، الذي أطيح به في الثورة الإيرانية عام 1979 واستعيض عنه بجمهورية إسلامية تحت قيادة الشيعة.

في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام، قام مسلحون إيرانيون باحتجاز نحو 70 أمريكياً كرهائن داخل السفارة الأمريكية في طهران، والذين ظلوا رهن الاحتجاز لمدة 444 يوماً، لتتدهور العلاقة بين البلدين منذ ذلك الحين.

المحللون رأوا أن تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتكوين تحالفات مع إسرائيل وعدد من القوى السنية الكبرى في المنطقة للوقوف ضد إيران مبرر لما تفعله إيران، في حين يرى آخرون أن إيران قوة توسعية بذاتها تحرص على تمديد النفوذ الشيعي داخل دول الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى ترى الولايات المتحدة وحلفائها أن إيران تسعى لتطوير برنامج أسلحة نووية.

ما سبب اهتمام الولايات المتحدة وإيران بالعراق؟

تُعد العراق هي أقرب جار لإيران، فالبلدين يشتركان في حدود طولها 900 ميلاً، كما أن 70٪ من سكان العراق يتبعون المذهب الشيعي الذي يتبعه حوالي 90٪ من سكان إيران التي تبلغ مساحتها نحو أربعة أضعاف مساحة العراق.

في العصر الحديث، وحتى فترة ليست بالبعيدة كانت العلاقة متوترة بين البلدين، حيث قام صدام حسين بغزو إيران عام 1980 مما تسبب في قيام حرب استمرت لثماني أعوام وخلفت مئات الآلاف من القتلى، إلا أن المشهد تغير بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث أُطيح بصدام حسين وبالتالي فقد “السُنة” هيمنتهم على البلاد، وأصبحت العراق تحت سيطرة الجماعات السياسية الشيعية الموالية لإيران.

ما تأثير صعود الدولة الإسلامية في سوريا والعراق على العلاقة الأمريكية-الإيرانية؟

تعود أصول تنظيم الدولة الإسلامية إلى العراق، لكنها برزت بصورة واضحة في الشرق الأوسط بعد التي تبعت الحرب السورية والتي بدأت عام 2013 وما زالت مستمرة.
بلغت قوة تنظيم الدولة ذروتها أواخر عام 2014، حيث سيطر التنظيم على أجزاء كبيرة من البلدين وأعلن نفسه دولة على مساحة بحجم بريطانيا، واستخدمتها كقاعدة للتنظيم وشن هجمات على “المصالح الأمريكية والإيرانية”.

بطبيعة الحال، وعند اندلاع الحرب السورية، قامت الولايات المتحدة وإيران بدعم طرفين متعارضين في تلك الحرب، حيث أيدت طهران الرئيس السوري بشار الأسد والذي اعتبرته حليفاً رئيسياً لها في المنطقة، في حين قامت الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى بدعم المتمردين الذين عارضوا حكومة الأسد.
وعلى الرغم من ذلك، وجد البلدان أن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يشكل تهديداً أكثر خطورة عليهما.

ومع الضربات الجوية الأمريكية، وتدخل القوات الموالية لإيران والجيش الروسي، تخلت الدولة الإسلامية عن آخر أراضيها في وقت سابق من عام 2019، ومع ذلك، فإن نهاية تلك المعركة أثارت احتمال نشوب صراع جديد بين إيران والولايات المتحدة.

على صعيد آخر، فإن احتفاظ الولايات المتحدة بحوالي 5000 جندي لها داخل العراق بحجة محاربة “داعش”، ساهم بصورة كبيرة في زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

ما هي علاقة إيران بالجماعات في العراق وسوريا؟

لطالما اتُهمت إيران بإدارة شبكة من الوكلاء الموالين لها داخل الشرق الأوسط، حيث استعانت بالميليشيات الشيعية والأحزاب السياسية لتقويض الحكومات المنافسة لها وتنفيذ أجندتها الأيدلوجية.
في العراق على سبيل المثال، هناك مجموعة متنوعة من الميليشيات الشيعية، ليس لديهم مصالح واحدة، ولكن لديهم نفوذ سياسي متزايد منذ المعركة ضد “داعش”، حيث حصلوا على ما يقرب من ثلث مقاعد البرلمان العراقي في انتخابات 2018.

وخلال العام الماضي، أدت الهجمات الصاروخية على القواعد القوات الأمريكية في العراق إلى زيادة التوتر بينها وبين إيران.

كيف غير الرئيس ترامب العلاقة الأمريكية مع إيران والعراق؟

نظر ترامب إلى الاتفاق النووي مع عهد أوباما مع إيران بارتياب، وقال إن الإدارة السابقة ]إدارة أوباما[ لم تفعل ما يكفي للحد من النفوذ الإيراني في جميع أنحاء المنطقة، وعليه قام بإعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية التي وُقعت مع إيران في مايو/أيار 2018 وأعاد فرض العقوبات عليها مرة أخرى.

من ناحية أخرى، تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والعراق، ففي أوائل عام 2019 ، قال الرئيس العراقي برهم صالح إن بلاده سترفض فكرة ترامب بأن الولايات المتحدة يمكن أن تبقي القوات الأمريكية في العراق بحجة “مراقبة” إيران.

كما اتفق العراقيون بأن الغارات الجوية كانت إهانة لسيادة بلادهم وخرقت “اتفاقية وضع القوات” التي تسمح للقوات الأمريكية بالتواجد في العراق.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا