أعلن وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الدوحة تسعى بشكل حثيث إلى نزع فتيل الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران،  مؤكدًا على أن ما طرأ من أحداث في المنطقة يعد منعطفاً جديداً.

وفي حوار موسع مع موقع “العربي الجديد”، قال: “نعول على عدم رغبة الطرفين في الدخول في مواجهات مفتوحة، أو حلقة عنف مفرغة”.

** الأزمة الخليجية

وجدّد آل ثاني تقدير بلاده للوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، وقال إن قطر تريد علاقات حسن جوار، وحوار دون إملاءات.

وأكّد أن “بلاده لم تغير تعاملها مع شعوب دول الحصار، وهي تصدّر الغاز إلى الإمارات التي أوقفت تصدير أغذية وأدوية للشعب القطري”.

وحول العلاقة مع الإخوان المسلمين قال آل ثاني “عبرنا عن موقفنا بشأن مسألة الإخوان بوضوح أكثر من مرّة، لا وجود لهم في قطر حزبا سياسيا”.

وأضاف “إذا كان هناك أشخاصٌ ينتمون إلى فكر الإخوان وتيارهم، ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي، فهذا لا يُنقص من وضعهم شيئا ولا يضيف إليه شيئا، من وجهة نظرنا”.

وأشار أن “الإخوان المسلمين موجودين في عدة بلدان عربية ونتعامل معهم بوصفهم من المكوّنات السياسية في هذه البلدان، مع التأكيد دائما أننا معنيون بالدول والحكومات، وليس الأحزاب”.

وقال أيضاً “أما عن الاختلاف بين منظورنا ومنظور بعض دول مجلس التعاون الخليجي في موضوع الجماعة، فهم يصنّفونها إرهابية، ونرى أن هذا التصنيف يؤثّر على الحياة السياسية في دول عربية أخرى، طالما لم تثبُت عليهم ممارسة أعمال عنف وأعمال إرهابية”.

** الشأن الليبي

وفي الشأن الليبي قال الوزير القطري “أبلغنا الأمم المتحدة استعدادنا لتقديم أي دعم للعملية السياسية في ليبيا. تم استثناؤنا من الدعوة إلى مؤتمر برلين الذي تجري اتصالاتٌ لعقده، وقد يعود هذا إلى أسبابٍ تخصّ الدولة المستضيفة والداعية أو الأمم المتحدة”.

وأكد آل ثاني “على أي حال، لن يثنينا هذا عن تقديمنا أي دعمٍ إيجابي لمسار الحل السياسي في ليبيا”.

وقال “عندما طلب الرئيس التركي دعوة قطر إلى المؤتمر، فذلك لأنه رأى الدول الداعمة للقوات غير الشرعية التي تهاجم طرابلس أكثر من الدول الداعمة للحكومة الليبية الشرعية، فوجد أن حضورنا المؤتمر يحقّق التوازن”.

وحول انعقاد تجمع إسلامي في كوالالمبور، كانت قطر عضوا فيه، ويضم ماليزيا وتركيا وأندونيسيا، نفى آل ثاني أن يكون هذا التجمع بديلا لمنظمة التعاون الإسلامي.

وأوضح أن “منتدى كوالالمبور سنوي، وينتظم منذ فترة طويلة، وليس جديدا، فضلا عن أنه ليس بديلا عن منظمة التعاون الإسلامي”.

وقال “كما أن هناك أزماتٍ كثيرةً تعصف بدول إسلامية عديدة، فيمكن أن تتوفر فرصةٌ لنقاش القادة بشأنها، غير أن هذه الدول لن تقوم بحلّ أي منظمةٍ قائمة، فعالةٍ أو غير فعالة”.

** العلاقات مع تركيا

وفيما يخص العلاقات القطرية التركية قال وزير خارجية قطر أن “العلاقات بين البلدين قوية واستراتيجية، ولها أوجه متعدّدة، في مجالات الأمن والدفاع والتجارة والاقتصاد، وتركيا في مصاف الدول الأولى التي لعلاقاتنا معها أولوية”.

وأضاف “نتفق في أمور كثيرة، منها مثلا دعم الشعب السوري، وقد تحمّلت تركيا أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين على حدودها، وتحمّلت مشكلاتٍ أمنيةً بسبب انهيار الوضع الأمني في سوريا، ودولة قطر تقف معها في هذا الخصوص”.

وقال أيضاً “وقفت تركيا مع قطر وقفة مشرّفة، منذ بداية الأزمة الخليجية، في لحظاتٍ حرجة، عندما تخلّى عنا جيراننا وانقلبوا ضدنا، وعندما تخلت عنا دولٌ أخرى نتيجة ضغط سياسي عليها، لا ننسى وقفتها هذه، وسنقف معها في أي لحظاتٍ صعبة”.

** الأزمة اللبنانية

وفي الشأن اللبناني قال الوزير القطري “الآن في لبنان أكثر من مشكلة، هناك أزمة مالية للحكومة، ولدينا في قطر سياسة عدم التدخل”.

وأضاف “هناك مشكلة يمكن أن تتسبب بانهيار الاقتصاد الوطني أو في أزمة خدمات للشعب اللبناني، وهذه هي المساحات التي تدخل فيها قطر عادة”.

وأردف “لم يسبق لقطر أن قدّمت دعماً لموازنةٍ حكوميةٍ ما عدا الصومال وجزر القمر”.

وأكد، أنّ “قطر تدرس عدداً من الأفكار والمشروعات بعيدة المدى لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته الاقتصادية الراهنة”.