ذكرت مصادر عسكرية في بغداد أن القوات الأمريكية نفذت عملية محدودة بإعادة انتشارها في مواقع قرب العاصمة العراقية، استعدادا لمرحلة جديدة من المواجهة مع القوى الموالية لإيران بالعراق.
ونقلت “إندبندنت عربية” عن تلك المصادر أن “القوات الأميركية أخلت مواقع غير حصينة شمال العاصمة العراقية، ونقلت جنودا ومعدات إلى قواعد عسكرية شمال بغداد وغربها”، مؤكدة أن العملية بدأت فجر السبت، واكتملت فجر اليوم الثلاثاء.
أضافت المصادر أن “هذه العملية تندرج تحت بند تقييم ساحة العمليات، في ظل تزايد التهديدات الإيرانية للمصالح الأمريكية في العراق، بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس”.
وسبق أن تناقلت وسائل الإعلام وثيقة يبلغ فيها التحالف الدولي السلطات العراقية بأنه سيعيد انتشار قواته في العراق استعدادا لمغادرته، استجابة لقرار البرلمان العراقي.
وعلى الرغم من أن واشنطن نفت على أرفع المستويات وجود أي خطط للانسحاب، إلا أن الحقيقة أن قواتها غادرت بضعة مواقع قرب بغداد فعلا، سبق لها أن تعرضت لهجمات صاروخية مميتة.
وأخلت القوات الأمريكية قاعدة بلد في محافظة صلاح الدين شمال بغداد كليا من جنودها ومعداتها، تاركة طائرات “F16” الأربع التي يملكها العراق هناك بلا خبراء تشغيل أو صيانة.
وكانت القاعدة تعرضت لهجوم صاروخي قبل أشهر، تسبب في مقتل جنود عراقيين.
وتحدث النائب في البرلمان العراقي فائق الشيخ علي صراحة عن هذا الأمر، وقال إن القوات الأمريكية بدأت فعلا عملية انسحاب من المناطق الشيعية في البلاد، على أن تعيد انتشارها في مناطق سنية وكردية.
ووفقاً لمراقبين، فإن عملية إعادة الانتشار التي نفذتها القوات الأميركية فجر الثلاثاء، قد تعقبها عمليات مماثلة، تؤكد نية الولايات المتحدة استمرار العمل مع شركائها السنة والكرد في العراق، بعدما تعقدت علاقتها مع الشيعة.
وكشف تسجيل مسرّب لجلسة البرلمان التي شهدت التصويت على إخراج القوات الأميركية، عن تحذير رئيس البرلمان محمد الحلبوسي جميع الأعضاء الشيعة في مجلس النواب، بأنهم يرتكبون خطأ كبيرا بهذا القرار، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة يمكنها أن تتسبب بأضرار كبيرة للعراق في حال قرر معاداتها.
اضف تعليقا