أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان أنّه لا يعلم ما إذا كان المدير التنفيذي السابق لمجموعة رينو-نيسان كارلوس غصن قد دخل إلى لبنان بجواز سفر فرنسي بعد فراره من اليابان.

وقال لودريان لقناة “بي أف أم تي في” الإخبارية الفرنسية ردّاً على سؤال بشأن ما إذا كان غصن قد استخدام جواز سفر فرنسي للوصول إلى لبنان “ليس على حدّ علمي”.

وأضاف الوزير الفرنسي “ليست لدينا معلومات محدّدة بشأن هذا الموضوع”.

ويتّهم القضاء الياباني غصن بأنّه صرّح للسلطات الضريبية عن راتب أقلّ ممّا كان يتقاضاه، وبأنّه حوّل جزءاً من مداخيله لما بعد التقاعد وأخفى ذلك عن المساهمين في الشركة واستخدم كذلك ملايين الدولارات من أموال شركة نيسان لأغراض شخصية.

وأفرج عن غصن المتهم في اليابان بارتكاب مخالفات مالية في نيسان/أبريل 2019، لكنه أبقي قيد الإقامة الجبرية في طوكيو، ومنع من مغادرة اليابان خلال الفترة التي تسبق محاكمته.

وكان في إمكان غصن، بحسب شروط الإفراج عنه، أن يغادر بيته بحريّة، وأن يتنقّل داخل اليابان لمدّة تقلّ عن 72 ساعة من دون طلب إذن من المحكمة.

واحتفظ محاموه اليابانيون بجوازات سفره الثلاثة (الفرنسي واللبناني والبرازيلي) للحدّ من مخاطر هروبه من الأرخبيل، لكن، وفقاً لمصدر مطّلع على القضية، فإنّ تفويضاً استثنائياً من المحكمة مكّنه من الاحتفاظ بجواز سفر فرنسي ثانٍ في خزنة مغلقة برقم سرّي لا يعرفه سوى محاموه.

ويُرجّح بأن يكون غصن الذي سيعقد مؤتمراً صحافياً في بيروت الأربعاء، قد سافر في 29 كانون الأول/ديسمبر من مطار كانساي الدولي قرب أوساكا (غرب اليابان) على متن طائرة خاصة، وبأنه استقلّ طائرة أخرى من اسطنبول للوصول إلى لبنان.

ونقلت وسائل إعلام عن المحققين قولهم إنّ غصن فرّ من اليابان داخل صندوق مماثل للصناديق المستخدمة في نقل المعدات الصوتية الخاصة بالحفلات الموسيقية. وقد عثر المحقّقون الأتراك على صندوق من هذا النوع في إحدى طائرتين استخدمتا لتهريبه من اليابان إلى بيروت عبر اسطنبول، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

ومنذ وصوله إلى بيروت في 30 كانون الأول/ديسمبر لم يطلب غصن (65 عاماً) الذهاب إلى فرنسا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي تعليقاً على سؤال بهذا الشأن “في الوقت الحالي هو لم يطلب ذلك”، مشيراً إلى أنّ “تسوية هذه القضية يجب أن تتمّ بين اليابان ولبنان”.

وأضاف لودريان “إذا جاء إلى فرنسا، فيعود للقضاء الفرنسي أن يدرس قضيته”.

وأثار هروب غصن استياء واسعاً في طوكيو، حيث سجن لمدة 130 يوماً بعد توقيفه في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، قبل أن يُطلق سراحه مقابل كفالة مالية وشروط صارمة، تنص على وضعه قيد الإقامة الجبرية ومنعه من السفر خارج اليابان.