44 جامعة بريطانية “متواطئة” بأكثر من 129.2 مليون جنيه إسترليني في دعم الانتهاكات

كشفت دراسة أجرتها حملة التضامن مع فلسطين أن الجامعات البريطانية استثمرت ما يقدر بنحو 456 مليون جنيه إسترليني في شركات يُزعم أنها مرتبطة بالانتهاكات الإسرائيلية ضد حقوق الإنسان في فلسطين.

وبحسب الدراسة فإن تلك الشركات تمول أو تساهم مباشرة في الصناعة العسكرية الإسرائيلية وبناء المستوطنات “غير القانونية”، كما تشارك في إنتاج البرامج المستخدمة في مراقبة الفلسطينيين.

موقع العربي الجديد تابع البحث وحصل على نسخة من نتائج “حرية المعلومات” لتلك المؤسسات، وتضمنت النتائج قائمة بالشركات “المتورطة” بصورة مباشرة وغير مباشرة في تلك الانتهاكات والممارسات، كما تضمنت الدراسة المبالغ الإجمالية التي يُزعم أن كل مؤسسة شاركت بها في تمويل تلك النشاطات، بالإضافة إلى إيضاح السياسة الداخلية لكل مؤسسة وما إن كانت أخلاقية أم لا.

تتضمن نتائج حرية المعلومات ، التي تم جمعها في قاعدة بيانات شاهدتها “العربية الجديدة” ، قائمة بالشركات “المتواطئة”

تم الحصول على المعلومات بعد إرسال طلبات مباشرة إلى جهاز”حرية المعلومات” للحصول على بيانات 151 جامعة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، تم سؤال كل منها عن القيمة السوقية للاستثمارات المباشرة والاستثمارات في الصناديق.

بفحص البيانات وُجد أن هناك 44 جامعة بريطانية “متواطئة” باستثمارات تزيد قيمتها على 129.2 مليون جنيه إسترليني، وقد تم حساب متوسط ​​”نسبة التواطؤ” البالغة 3.78 في المائة للقطاع وتطبيقها على “إجمالي أرقام الوقف” الموجودة في الحسابات العامة للجامعات التي رفضت طلبات حرية المعلومات..

تم احتساب إجمالي الأموال غير المكشوف عنها لهذه الجامعات بأكثر من 327 مليون جنيه إسترليني، مما يجعل المبلغ الإجمالي المقدَّر أكثر من 456 مليون جنيه إسترليني للنشاط بأكمله.

من بين 151 جامعة، تصدرت جامعة مانشستر متروبوليتان[MMU] القائمة كأكبر مستثمر من خلال استثمارها المباشر البالغ 27.7 مليون جنيه إسترليني في مؤسسة مالية واحدة فقط: باركليز.

وكانت تقارير سابقة قد أفادت أن باركليز لديها استثمارات بقيمة 1،167.6 مليون جنيه إسترليني في شركات تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة كشركات BAE Systems و Rolls Royce و Boeing

تصدرت الجامعة القائمة على الرغم من أن سياسة الاستثمار الأخلاقي فيها تنص على أنها “لا تستثمر بشكل مباشر أو عن طريق الأموال الجماعية في شركات الوقود الأحفوري أو شركات الأسلحة أو الشركات المتواطئة في انتهاك القانون الدولي.”

وقد حددت تعريفها للاستثمار الأخلاقي على النحو التالي: “الاستثمار في الأعمال التجارية التي تُظهر نهجًا إيجابيًا ومستدامًا تجاه البيئة والحكم والمجتمع“.

لم ترد جامعة مانشستر متروبوليتان على طلب للحصول على معلومات حول استثماراتها أو تفسير لتلك النتائج رغم ما تنص عليها سياستها

تحتل جامعة غلاسكو المرتبة الثانية من حيث عدد المستثمرين حيث تمتلك محفظة استثمارية بقيمة 15.53 مليون جنيه إسترليني موزعة على 30 شركة يزعم أنها متواطئة في ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.

استثمارات غلاسكو بشكل عام كانت في بنك HSBC والذي تستثمر فيه بأعلى مبلغ بقيمة 3.9 مليون جنيه إسترليني، وفي مؤسسة وباركليز بقيمة (1.9 مليون جنيه إسترليني) وسيسكو سيستمز (1.38 مليون جنيه إسترليني) وسامسونغ (882 ألف جنيه إسترليني) و يونايتد تكنولوجيز (274 ألف جنيه إسترليني).

بنك استبعد من شركة الأسلحة الإسرائيلية Elbit Systems ، وفقًا لـ War on Want، ومع ذلك فإنه لا يزال “يواصل القيام بأعمال تجارية” مع شركات مثل Caterpillar “التي تستخدم جرافاتها في هدم منازل الفلسطينيين، وكذلك “BAE Systems، التي يتم استخدام أسلحتها في جرائم الحرب المرتكبة من قبل إسرائيل والمملكة العربية السعودية وغيرها من الأنظمة القمعية في عدد من الدول المختلفة.

احتلت جامعة إمبريال كوليدج لندن المرتبة الثالثة بين المستثمرين في القائمة المُشار إليها، حيث بلغت استثماراتها المباشرة وصناديق الاستثمار المتداولة 12 مليون جنيه إسترليني.

يتم تقسيم استثماراتها الأربعة الأولى التي تتراوح قيمتها بين 2.1 مليون جنيه إسترليني و 2.9 مليون جنيه إسترليني بين كل منSamsung و Cisco Systems و Lockheed Martin و Check Point Software Tech.

قالت هدى عموري، مسؤولة حملة التضامن من أجل فلسطين، للعربي الجديد إنه “من المثير للصدمة” أن نرى الجامعات البريطانية “تغذي انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان” على الرغم من حقيقة أن “أغلبية تلك الجامعات تتبنى ما يسمى سياسات الاستثمار الأخلاقية“.

كشفت نتائج طلبات حرية المعلومات أنه من بين 151 جامعة، هناك 81 منها تحمل سياسة استثمار أخلاقية داخلية، والتي من المفترض أنها “تسعى إلى القضاء على الاستثمارات غير الأخلاقية مثل تلك المرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان“.

وأورد العربي الجديد عن أندر سميث من حملة مكافحة تجارة الأسلحة إن الجامعات كمؤسسات عامة “يجب أن تعمل على أن يكون لها أثر اجتماعي إيجابي، وأن تتبنى سياسات الاستثمار الأخلاقية وأن لا تقدم الدعم المالي للشركات”.

ولكن على الرغم من وجود مثل هذه السياسات، فقد كشفت البيانات عن استمرار بعض الجامعات في الاستثمار أو المشاركة في/أو الحصول على رعاية من المؤسسات والشركات “المتواطئة” بصورة مباشرة في الانتهاكات.

من بين تلك الجامعات، الأكاديمية الملكية للموسيقى (RAMحيثتنتشر محفظة استثماراتها البالغة 9.12 مليون جنيه إسترليني عبر 36 شركة يزعم أنها متواطئة في معدات تستخدمها الدولة الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين.

وتشمل هذه المعدات طائرات مقاتلة من طراز F-17، مقدمة من شركة لوكهيد مارتن للجيش الإسرائيلي، وقد استثمرت الشركة 48.5 ألف جنيه إسترليني.

ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، فإن طائرات F-16 استخدمت ضد الفلسطينيين دون التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين.

الأكاديمية الملكية للموسيقى تضع الجزء الأكبر من استثماراتها في سادس أكبر شركة أسلحة في العالم يصل قيمتها إلى أكثر من 4.9 مليون جنيه إسترليني.

تعتبر شركة QinetiQ وهي شركة كانت تابعة سابقاً لوزارة الدفاع شركة للمعدات العسكرية والفضاء والأمن ومورد رائد للروبوتات العسكرية، وانضمت إلى برنامج الطائرات بدون طيار التابع للجيش البريطاني عام 2007، ويُزعم أنه تم اختباره على المدنيين الفلسطينيين في غزة.

بحسب نتائج الدراسة فإن الاستثمارات الأخرى لتلك المؤسسة كانت في شركة الأمن البريطانية G4S بمبلغ  129.2 ألف جنيه إسترليني، والمعروف أنها تشترك في إدارة السجون الإسرائيلية التي يتعرض بداخلها الأسرى الفلسطينيون للتعذيب والاحتجاز دون محاكمة.

من المعروف أيضا أن الشركة توفر المعدات والخدمات لنقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية.

لم ترد الأكاديمية الملكية للموسيقى على طلب معلومات حول استثماراتها.

تمتلك جامعة أدنبرة ما مجموعه 7.3 مليون جنيه إسترليني في استثمارات متواطئة” بصورة مباشرة في الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين، تليها جامعة مانشستر بمبلغ 6.75 مليون جنيه إسترليني، ومدرسة لندن للاقتصاد، التي تقسم 4.25 مليون جنيه إسترليني من استثمارات الصندوق في معظمها بين 39 شركة، بما في ذلك HSBC وباركليز ومايكروسوفت وهونيويل وإسرائيل كيماويات وشركة تشيك بوينت سوفت وير.

سابع أكبر مستثمر في الاستثمارات المتواطئة هي جامعة برمنغهام، حيث تستثمر 4.57 مليون جنيه إسترليني في شركات بما في ذلك “إسرائيل كيميكالز“، والتي ذكرت أنها المزود الوحيد للفوسفور الأبيض للجيش الأمريكي، والتي تستخدم المادة لصنع المقذوفات / القذائف للجيش الإسرائيلي. .

وفيما يتعلق باستثماراتها، قال متحدث باسم جامعة برمنغهام للعربي الجديد إن تركيزنا الأساسي عند القيام بالاستثمارات هو ضمان أن نتمكن من الاستمرار في الاستثمار في التدريس ذي الجودة العالية، والبحوث الرائدة في العالم، وأفضل التسهيلات للموظفين والطلاب الآن وفي المستقبل.”

وفي الوقت نفسه ، أكدت جامعة مانشستر أن لديها استثمارات مباشرة يبلغ مجموعها حوالي 7 ملايين جنيه إسترليني في شركات مثل باركليز، وبنك HSBC، وسامسونغ، وكاتربيلر.

الجامعة تخصص ثالث أكبر استثماراتها لشركة Samsung ، التي لديها منفذ مبيعات مقره في تل أبيب لشركة الدفاع التابعة للشركة، Hanwha Techwin ، التي قامت ببناء حراس الروبوتات العسكرية الكورية الجنوبية Samsung SGR-A1.

الاستثمارات في تلك الشركات يعني تمويل جرائم الحرب بصورة مباشرة وغير مباشرة، ومما لا شك فيه أن ما يرتكب في فلسطين من قبل الاحتلال الإسرائيلي هو جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فبحسب لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، تم إنشاؤها للتحقيق في مقتل 189 فلسطينياً مظاهرات العودة في غزة بين 30 مارس و 31 ديسمبر 2018، فإن ما حدث للفلسطينيين في تلك الاحداث على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي هي جرائم حرب، هذا بالإضافة إلى الهجمات الجوية المستمرة التي تستهدف المدنيين ومناطقهم السكنية بصورة مباشرة في غزة، بالإضافة إلى اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية والقدس.