رغم أن الدعم الروسي للنظام السوري ساهم في تقوية موقف الرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب التي مزقت بلاده منذ عام 2011، إلا أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا جسدت احتراما ضئيلا تجاه نظيره.

وتوجه بوتين في زيارة نادرة إلى دمشق الثلاثاء، للقاء نظيره السوري بشار الأسد، وكانت المرة الثانية التي يزور فيها الرئيس الروسي سوريا بعد أن انخرطت موسكو في الحرب الأهلية السورية عام 2015، حيث زار قاعدة حميميم الجوية عام 2017.

ورغم أن صور وكالة الأنباء السورية أظهرت ابتسامات متبادلة بين الرئيسين بعد الاستماع لعرض عسكري شكر خلاله الأسد الجهود الروسية التي ساهمت “باستعادة السلام في سوريا”، إلا أن موقع اللقاء وطريقة تسييره لم يعكسا البهجة ذاتها بينهما.

عقد اللقاء في مقر القوات الروسية في دمشق حيث علقت صورة بوتين إلى جانب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ولم تظهر أي صورة للأسد خلف موقع لقائهما، وهو أمر غير معتاد لأي مؤسسة في سوريا، حيث تتباهى كافة مؤسسات الدولة بصور بشار الأسد وأبيه حافظ الأسد.

وظهر وزير الدفاع السوري علي عبدالله أيوب على مقعد منخفض نسبيا مقارنة بذلك الذي جلس عليه نظيره، كما لم يظهر أي علم سوري في الموقع.

وانتشرت التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لانتقاد البروتوكولات التي لم يتم تطبيقها في اللقاء.

وهذا لم يكن الموقف المحرج الأول الذ اتبعته روسيا مع النظام السور، فخلال زيارة بوتين عام 2017، تداول مستخدمون مقطع فيديو أظهر ضابطا روسيا وهو يمنع الأسد من اللحاق ببوتين.

ولا تزال مناطق عديدة في سوريا تشهد القصف الروسي والسوري، بالأخص في المعاقل التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة شمال غربي إدلب، حيث تسبب التوتر في نزوح أكثر من 300 ألف شخص خلال الشهر الماضي، وفقا للأمم المتحدة، وتتركز الضربات حاليا على معرة النعمان التي هجرت من سكانها وسط قصف شديد على مواقع مدنية.