يجري الحزب الديمقراطي مطلع فبراير/شباط أولى فعاليات انتخاباته الداخلية بولاية أيوا ثم نيوهامبشير لاختيار مرشح الحزب في المنافسة الرئاسية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020. ووفقا لقوانين الحزب، من المقرر إنهاء الانتخابات التمهيدية الداخلية وإعلان المرشح الرئيسي في مؤتمر عام في يوليو/تموز القادم.

 

المرشحون الأكثر حظا

قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها مطلع هذا الأسبوع أن إثنى عشر مرشحا ديمقراطيا يرغبون في خوض سباق الانتخابات منهم 6 مرشحين يتوقع أن يستمروا في السباق التمهيدي حتى نهايته، وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم جو بايدن عن أقرب منافسيه بيرني ساندر، وفيما يلي نبذة مختصره عن أبرز المنافسين المحتملين لترامب:

 

 جو بايدن:

“إذا تركنا دونالد ترامب ثماني سنوات في البيت الأبيض ، فسوف يغير إلى الأبد شخصية هذه الأمة، أنا لا يمكنني التوقف ومشاهدة ذلك يحدث .”

بايدن، 76 عاماً، صاحب الخبرة السياسية الطويلة ؛ يعد من المرشحين ذو الحظوظ الكبيرة، رغم تقدمه في السن وظهور أعراض الشيخوخة عليه أمام الجمهور، لا سيما النسيان والإدلاء بتصريحات تفتقر الدبلوماسية وعمق التفكير.

شغل منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس السابق باراك أوباما من 2009 إلى 2017 بعد ما يقرب من 4 عقود من العمل كعضو في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير. وهذه هي المرة الثالثة لبايدن في منافسات الرئاسة.

على الناحية المقابلة، مهمة بايدن لكسب أصوات حزبه ليست سهلة، لا سيما وسط تسليط الحزب الجمهوري الأنظار على نجله، فيما يتعلق “بفضيحة أوكرانيا غيت،” قد يضطر بايدن للإدلاء بشهادته أمام محكمة العزل التي ستعقد آخر يناير الجاري، وما سيرافقها من انكشاف بعض الأسرار التي قد تستغل ضده في الحملة الانتخابية. ليست هذه مشكلة بايدن الوحيدة في هذا الصدد، فاللافت أن ثلاثة من منافسي بايدن عن الحزب الديموقراطي، هم أعضاء مجلس الشيوخ: بيرني ساندرز، اليزابيث ووران، وآيمي كلوبوشار؛ والذين سيشاركون أيضا في إجراءات المحاكمة وستكون على حساب حملتهم الانتخابية، وربما يتعمدون إسقاط بايدن أمام جمهوره.

ومحاكمة العزل هي الإجراء التالي وفق الدستور الأمريكي لمناقشة لائحة الاتهام الموجهة من الكونجرس ضد ترامب وتتلخص في استغلال السلطة وإعاقة عمل الكونجرس، حيث طلب ترامب من أوكرانيا التحقيق في شأن جو بايدن، منافسه المحتمل للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، ومارس ضغوطا لهذا الغرض عبر تعليق مساعدة عسكرية حيوية لأوكرانيا.

كما واجه بايدن العام الماضي اتهامات من العضو السابق في برلمان ولاية نيفادا لوسي فلوريس، بالتحرش الجنسي في واقعة تعود لعام 2014 خلال فعالية علنية، كما قدمت عدة نساء أخريات ادعاءات مماثلة.

ويتلخص برنامج بايدن الانتخابي في استعادة مكانة أمريكا على الساحة العالمية؛ وتعزيز الحماية الاقتصادية للعمال ذوي الدخل المنخفض عن طريق الصناعات الصغيرة ومشروعات الوجبات السريعة.

 

بيرني ساندرز:

“الطريقة الوحيدة التي سنفوز بها في هذه الانتخابات ونخلق حكومة واقتصادًا يعملان من أجل الجميع، عن طريق الحركة الشعبية – التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الأمريكي”.

ساندرز، البالغ 77 عاما، استطاع المحافظة على سيرته أمام الناخبين وأداءه المميز في الجولة السابقة عام 2016، والذي كان على أعتاب الفوز بترشيح الحزب أمام منافسته هيلاري كلينتون؛ لكن مراكز القوى الرئيسة داخل الحزب الديموقراطي كانت تسعى للحفاظ على مسافة منه لسياساته الاجتماعية ومناهضته للحرب.

حظي ساندرز، ، بشهادة من المرشح الجمهوري آنذاك، دونالد ترامب الذي أقر بأن ساندرز لو فاز بترشيح الحزب الديموقراطي ربما كان سيهزمه في الانتخابات العامة.

يتميز ساندرز، ومنذ الجولة السابقة، بوضوح توجهاته الاجتماعية والاستثمار في البنى التحتية ومناهضة الحروب؛ وحظي بدعم واسع من الشباب لتعهده بمجانية التعليم العالي، ورفع مستوى الحد الأدنى من الأجور، والأهم توفير الرعاية الصحية الشاملة دون قيود.

ويتلخص برنامجه الانتخابي في: “الرعاية الطبية للجميع” ، الرسوم الدراسية المجانية في الجامعة، والحد من تأثير “المليارديرات” على حد وصفه.

 

إليزابيث وارين:

“لقد حان الوقت للنساء للذهاب إلى واشنطن وإصلاح حكومتنا المعطوبة”.

تشغل إليزابيث وارين، منصب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ماساتشوستس منذ عام 2013، وتدِّرس القانون في عدد من الجامعات، وكانت محاضِرة بجامعة هارفارد.

وهي الأقل خبرة سياسية بين المرشحين المخضرمين، بايدن وساندرز، وأصغرهم سناً، 69 عاماً. اكتسبت شهرتها بدفاعها الحثيث عن صغار المودعين أمام تسلط كبريات المصارف المالية، وميلها لفرض قيود على المعاملات المالية في “وول ستريت.”

ونظراً لخلفيتها الليبرالية فقد تبنت شعار “إعفاء الطلبة الجامعيين من ديون الرسوم بالكامل،” وتتقاطع في البرامج الاجتماعية والرعاية الصحية مع ساندرز، وكان ملفتا في المناظرة الأخيرة دعوتها لسحب القوات الاميركية من منطقة الشرق الأوسط.

بيد أن علاقتها الشخصية مع ساندرز يشوبها الجفاء على خلفية الكشف أحدهم عن محادثة في عام 2018 أشار فيها الى أن ترامب لن تهزمه امرأة مرشحة عن الحزب الديموقرطي  وعندما نفى ساندرز ذلك تولدت حالة استياء بينهما.

وبعد إعلان ترشحها لانتخابات الرئاسة في فبراير/شباط الماضي، أثار ترامب الجدل عندما سخر من وارين، قائلاً: “هل ستخوض الانتخابات كأول مرشح رئاسي ينحدر من سكان أمريكا الأصليين، أم أنها قررت أنه بعد 32 عامًا، لم يعد هذا مجديًا بدرجة كافية بعد الآن؟” وأضاف “أراك في الحملة الانتخابية”.

يتلخص برنامجها الانتخابي في: المساواة في الدخل، وتخفيض رسوم الطلاب، وحماية الطبقة متوسطة من هجوم الشركات الكبرى، والحد من الفساد السياسي.

 

بيت بوتيجيج:

“الترشح للمنصب هو ترف نابع من الأمل. أنت لا تفعل ذلك إلا إذا كنت تعتقد أنه يمكن إعادة تصميم حكومتنا لجعل حياة هذه الأمة أفضل لنا جميعًا.”

بيت .. المرشح الأصغر سناً (37 عاما) والأقل خبرة بين المجموع، رئيس بلدية مدينة ساوث بند في ولاية إنديانا، وأول مرشح “مثلي” يشارك في السباق الرئاسي، ويتمتع بعلاقات جيدة مع شركات الأسلحة والمصالح الكبرى، ويصنف كأكبر جامعي التبرعات في السباق.

يغازل بيت اليهود من حين للأخرى،  وقال مخاطباً جمهوراً من قيادات اليهود الأميركيين حديثاً إن “رحلة قام بها مؤخرا إلى إسرائيل مع “اللجنة اليهودية الأمريكية” عززت علاقته مع الدولة اليهودية.”  موضحاً ولاءه بالزعم أن “محاربة معاداة السامية، مثل محاربة جميع أشكال الكراهية، يجب أن تكون قضية غير حزبية.”

ويتلخص برنامجه الانتخابي في: هوية الأجيال الشابة، وتغير المناخ وتوسيع الفرص الاقتصادية.

دخول بوتيجيج حلبة السباق الرئاسي رغم صغر سنه وانعدام الخبرة السياسية، تثير جملة تساؤلات حول الحكمة من وجوده، لا سيما وهو لا يزال يتلقى دعماً مالياً لا بأس به، تفوق فيه أحياناً على التبرعات الواردة لحملة بيرني ساندرز؛ كما يحظى بدعم قيادات الحزب الديموقراطي. وربما قد يحالفه الحظ لاختياره لمنصب نائب الرئيس.

 

آيمي كلوبوشار:

“لقد حان الوقت للتنظيم، للتعبئة ، حان الوقت لاستعادة ديمقراطيتنا”.

آيمي، صاحبة الـ 59 عاما، هي محامية وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية منيسوتا عام 2006 ، ربما تدرك أن فوزها بالترشيح تبدو ضئيلة، كما أنها تطمح أيضاً لاختيارها كنائب للرئيس في مؤتمر الحزب، لا سيما إن وقع الاختيار على بايدن أو ساندرز.

ويتلخص برنامجها الانتخابي في: مكافحة المواد الأفيونية وإدمان المخدرات، ومعالجة تكلفة الأدوية.

 

مايكل بلومبيرغ:

“هزيمة دونالد ترامب وإعادة بناء أمريكا، هي المعركة الأكثر إلحاحًا والأكثر أهمية في حياتنا.”

عمدة مدينة نيويورك السابق لعقد من الزمن ويبلغ 77 عاماً، تقدر ثروته 54 مليار دولار، ويعد من بين أغنى 10 أثرياء عالمياً؛ أعلن عن تخصيص حملته الانتخابية بـ 31 مليون دولار وجهها لإعلانات متلفزة؛ مما دفع منافسيه في الحزب الديموقراطي اتهامه بمحاولة “شراء الانتخابات؛” وهو الآتي من صفوف الحزب الجمهوري سابقاً.

اتسم عهد بلومبيرغ في بلدية نيويورك بسياسته المعادية للأقليات والمهاجرين بتوسعه في تفتيش واعتقال المشتبه بهم، خلافاً للقوانين السارية التي تشترط توفر أمر قضائي لتنفيذ حملة تفتيش.

وكان بلومبيرغ قد صرَح في إعلانه الانتخابي“لا يمكننا تحمل أربع سنوات أخرى من تصرفات ترامب الطائشة وغير الأخلاقية”. وأشار إلى أن ترامب “يمثل تهديدا وجوديا لبلادنا وقيمنا. وفي حال فوزه بولاية أخرى، فربما لا نتعافى أبدا من الأضرار”.

كما يتلخص برنامجه الانتخابي في: التحكم في الأسلحة وقضايا المناخ ، وإصلاح الضرائب.

ورغم أن بلومبيرغ قد أعلن نيته عدم الترشح للانتخابات الرئاسية في مارس 2019، إلا أن موقفه النهائي سيتحدد خلال هذه الفترة التي يجرى فيها الانتخابات الحزبية التمهيدية.

 

توم ستاير:

“الأمريكيون يشعرون بخيبة أمل شديدة ويتأذون بالطريقة التي يعاملون بها من خلال النخبة القوية في واشنطن العاصمة”.

ستاير.. 62 عاما وأحد الأثرياء ذائعي الصيت، نال شهرته بالتبرع من ماله الخاص لتمويل محاكمة الرئيس ترامب على طريق عزله؛ رغم أنه غازل ترامب مرارا من قبل أثناء الترشح لمنصب الولاية في ولاية كاليفورنيا.

كما يوجّه ستاير انتقادات كبيرة لنفوذ كبريات الشركات في الحملات الانتخابية؛ ويتلخص برنامجه الانتخابي في: قضايا التحول المناخي ومكافحة انتشار المخدرات، وإقالة ترامب.

 

من السابق لأوانه التكهن بما ستؤول إليه موازين القوى في اختيار المرشح الديمقراطي، حيث المنافسة بين المرشحين ليست سهلة على الإطلاق، وتبرز تكهنات عن عدم قدرة الحزب حسم مرشحه النهائي من الجولة الأولى للانتخابات التمهيدية، وإذا استمرت حالة توزع أصوات الناخبين من الحزب على عدة مرشحين رئيسيين قد لا يتم حسم مرشح الحزب الا حين عقد المؤتمر العام.