قطع محتجون، طرقًا وشوارع وجسورًا حيوية في تسع من أصل 18 محافظة عراقية، للضغط على النخبة السياسية الحاكمة للإسراع بتكليف مرشح مستقل لتشكيل حكومة.
ويعيش العراق فراغًا دستوريًا منذ انتهاء المهلة أمام رئيس الجمهورية لتكليف مرشح لتشكيل الحكومة، في 16 ديسمبر/ كانون أول الماضي، جراء خلافات عميقة. بين القوى السياسية
وترك المتظاهرون ساحات الاحتجاج والاعتصام وتوجهوا لغلق الطرق الرئيسية بين المحافظات وبين البلدات والمدن، وإغلاق الشوارع الرئيسية والجسور، ما أدى لشل حركة المرور بأجزاء واسعة وسط وجنوبي العراق.
وشمل إغلاق الطرق 9 محافظات هي: بغداد، بابل، كربلاء، النجف، ميسان، المثنى، الديوانية، ذي قار والبصرة، وتصاعد الدخان الأسود من إطارات محترقة.
ويأتي هذا التصعيد استجابة لدعوات نشطاء في ذي قار (جنوب) كانوا قد أمهلوا الحكومة أسبوعًا (انتهى الإثنين) للاستجابة لمطالبهم.
وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، في الأول من ديسمبر/ كانون أول الماضي، ويطالبون بتكليف شخصية مستقلة نزيه لتشكيل حكومة من مختصين غير حزبيين، تمهيدًا لانتخابات مبكرة، ومحاسبة قتلة المحتجين، ورحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية الحاكمة منذ 2003، والمتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة.
وقال ناشط باحتجاجات ذي قار، للأناضول، طلب عدم نشر اسمه: هذا “التصعيد رسالة إلى الأحزاب الحاكمة، مفادها أن المماطلة والتسويف لن تأتي إلا بنتائج عكسية”.
ودعا أعضاء النخبة الحاكمة إلى الإسراع بتكليف مرشح مستقل يحظى بتأييد الحراك الاحتجاجي “قبل أن يُجبروا على ذلك”.
وانتشرت قوات من مكافحة الشغب والشرطة والجيش بكثافة في مدن وبلدات وسط وجنوبي العراق.
وشهدت مناطق واسعة مواجهات وكر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وقال شهود عيان للأناضول إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز علي المتظاهرين وسط العاصمة بغداد، ما أدى إلى مقتل محتج برصاصة في عنقه وآخر بقنبلة غاز في رأسه، إضافة إلى إصابة 60 آخرين.
وأعلنت قيادة عمليات بغداد (تابعة للجيش)، في بيان، إصابة 15 ضابطًا بجروح؛ جراء رشقهم بالحجارة من جانب المتظاهرين.
وقال وليد الفايزي، أحد المحتجين في بغداد، للأناضول، إن “قوات الأمن أطلقت النار وقنابل الغاز على المتظاهرين لتفريقهم وإعادة فتح طريق محمد القاسم، لكن لن نفتح الطريق إلا إذا أردنا ذلك”.
وتابع: “الخطوات التصعيدية ستتواصل، ولن تقف عند هذا الحد لحين الاستجابة لمطالبنا”.
فيما قال حاتم الجابري، نقيب بشرطة بغداد، للأناضول، إن “قوات الأمن لديها أوامر بتفريق واعتقال المحتجين، الذين يغلقون الطرق والمؤسسات الحكومية”.
وتابع: “عدة مناطق في بغداد شهدت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، لرفض المتظاهرين إعادة فتح الطرق”.
وشدد على أن “قوات الأمن لديها أوامر بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، وربما تقف عناصر غير منضبطة وراء استخدام الرصاص الحي”.
وفي البصرة أقصى جنوبي العراق، أغلق محتجون الطرق المؤدية إلى مينائي “أم قصر” و”خور الزبير”، بإشعال النيران في إطارات سيارات، فضلاً عن صدامات بين المحتجين وقوات الأمن وسط البصرة.
وقال مصدر أمني بشرطة البصرة، طلب عدم نشر اسمه، للأناضول، إن سيارة مسرعة حاولت تفادي الفوضى، خلال صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين، فدهست فردين من الشرطة، ما أدى إلى مصرعهما.
وشدد على أن “قوات الأمن ستعمل خلال الساعات المقبلة على إعادة فتح جميع الطرق المغلقة”.
ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت ما لا يقل عن 507 قتلى وآلاف الجرحى، معظمهم من المحتجين، وفق مصادر حقوقية وطبية وأمنية.
اضف تعليقا