كشف قيادي في قوات حكومة الوفاق الليبية، أن مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، استعانت بمرتزقة سوريين موالين لنظام بشار الأسد، تم نقلهم مؤخرا في أكثر من 12 رحلة جوية إلى شرق ليبيا.
جاء ذلك في حوار عبر الهاتف أجرته الأناضول مع سليم قشوط، عضو غرفة عمليات المنطقة الغربية بمحور الطويشة (جنوبي طرابلس)، التابعة لقوات حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا.
وأرجع قشوط، لجوء حفتر، للمرتزقة السوريين، بعدما استعان في وقت سابق بمرتزقة أفارقة وروس، إلى العجز الذي تعاني منه مليشياته في العدد والعتاد بعدما تم استنزافها طيلة تسعة أشهر من القتال جنوبي العاصمة طرابلس.
جدير بالذكر أن أحمد المسماري، الناطق باسم مليشيات حفتر، قال في حوار مع قناة “ليبيا روحها الوطن” (خاصة)، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، “بعد 7 آلاف قتيل من قواتنا فكيف يُطلب منا وقف إطلاق النار”، وهذا الرقم يمثل نحو ربع إجمالي مليشياتهم.
حيث لجأت مليشيات حفتر، إلى تجنيد مرتزقة من تشاد والسودان والنيجر، بالإضافة إلى مرتزقة شركة فاغنر الروسية، بتمويل خليجي، بحسب مصادر إعلامية.
والأحد، نظمت أسر سودانية، وقفة احتجاجية أمام السفارة الإماراتية بالعاصمة الخرطوم، احتجاجا على تعاقدات شركة إماراتية، مع أبنائها وإرسالهم للقتال في ليبيا واليمن، بدلا من توظيفهم في الخدمات الأمنية بالإمارات، حسب العقود المبرمة.
15 ألف من قوات الاحتياط تصدت لهجوم أبو قرين
يشير قشوط، إلى أن هجوم مليشيات حفتر، على منطقة أبو قرين (البوابة الجنوبية الشرقية لمصراتة)، الأحد، جاء بأوامر من غرفة العمليات المصرية الإمارتية، وطلبت من حفتر تسريع الهجوم باتجاه مدينتي مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) والزاوية (50 كلم غرب طرابلس).
وأوضح أن الهدف من استهداف مصراتة والزاوية، دفع كتائب المدينتين للانسحاب من محاور القتال جنوبي طرابلس، مما يسهل على مليشيات حفتر مهمة اقتحام العاصمة.
ويؤكد القيادي العسكري في الوفاق، أنه ولا قوة من مصراتة خرجت من طرابلس، بعد هجوم مليشيات حفتر على أبو قرين (115 كلم جنوب شرق مصراتة).
وكشف أن 15 ألف من شباب الاحتياط، و7 آلاف آلية تحركت من مصراتة إلى أبو قرين، وصدوا الهجوم.
ولفت إلى أن الشاب الذين تصدوا لهجوم أبو قرين، ليسوا سوى جزءا من 35 ألفا من قوات الاحتياط بمصراتة لوحدها.
وبالنسبة لهجوم مليشيات حفتر على الزاوية، أفاد قشوط، أن “300 آلية خرجت من المدينة لصد الهجوم، دون الحديث عن الأفراد”، في إشارة إلى عدم حاجة المدينة لسحب كتائبها من طرابلس.
والأحد، أعلنت مليشيات حفتر، تشكيل غرفتي عمليات خاصة بالسيطرة على الزاوية بقيادة عبدالله نور الدين، والأخرى خاصة بمصراتة بقيادة سالم درياق.
نحو 70 قتيلا في صفوف حفتر
وأفاد قشوط، أن قوات الوفاق، فقدت في معركة أبو قرين 6 مقاتلين، خلال مواجهات مع مليشيات حفتر.
لكنه بالمقابل أشار إلى تمكن قوات الوفاق من غنم عدة آليات، والقضاء على ما بين 60 إلى 70 عنصرا من مليشيات حفتر، بينهم مرتزقة أجانب.
وأوضح قشوط، أن من بين قتلى حفتر 22 حالة مؤكدة لديهم وبالأسماء، وصلت جثثهم إلى مستشفى مدينة أجدابيا (675 كلم شرق مصراتة)، بالإضافة إلى عدد من الجرحى (لم يحددهم).
** أسقطنا طائرة مسيرة بفضل أجهزة تشويش
وحول كيفية إسقاط طائرة مسيرة صباح الثلاثاء بمصراتة، أوضح قشوط، أن ذلك تم بفضل أجهزة تشويش التي وصلتهم، وتكفلت مضادات الطيران بإسقاطها.
وبيّن أنه تم تثبيت أجهزة تشويش، في المنطقة الغربية بين مصراتة وطرابلس، وتركيب منظومة دفاع جوي لتأمين مطار معيتيقة.
ولفت قشوط، إلى أنه منذ فترة طويلة لم يقصف الطيران الداعم لحفتر، طرابلس ومصراتة، لكنه أشار إلى أنه قصف قواتهم بأبوقرين، وهي منطقة بعيدة عن أجهزة التشويش.
واستدرك أن مليشيات حفتر، لجأت في الفترة الأخيرة لقصف مطار معيتيقة بطرابلس، براجمات الصواريخ (غراد) بدل الطائرات.
وفي ذات السياق، كشف قشوط، أن قوات الوفاق استعملت أسلحة نوعية في استهداف وتدمير مصدر إطلاق هذه الصواريخ على مطار معيتيقة.
وأوضح القيادي في قوات الوفاق، أن استراتيجيتهم القتالية في طرابلس تعتمد على الدفاع لاستنزاف مليشيات حفتر، خاصة وأن الأخيرة لم تعد قادرة على الهجوم.
وقال إن الهدنة، “ساعدت قوات الوفاق في إعادة ترتيب صفوفها”، رغم وقوع مناوشات بعدة محاور جنوبي طرابلس.
وتشن مليشيات حفتر، هجوما متعثرا على طرابلس، منذ 4 أبريل/نيسان 2019، وتحت ضغوط دولية وافقت على وقف إطلاق النار، في 12 يناير/كانون الثاني الجاري، بمبادرة تركية روسية، لكنها خرقتها عدة مرات وفي أكثر من محور.
اضف تعليقا