قال مصدر أمني عراقي، مساء الأربعاء، إن المتظاهرين أعادوا فتح الطرق والجسور المغلقة في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، جنوبي البلاد، بعد 9 أيام من إغلاقها في إطار تصعيد الاحتجاجات المناهضة للحكومة والنخبة السياسية الحاكمة.

وقال الملازم أول في شرطة ذي قار حمزة الجندول، في تصريح لوكالة الأناضول، إن “المتظاهرين أعادوا فتح الجسور المغلقة منذ 9 أيام وهي النصر، والدوب، والسريع، فضلاً عن الطرق الأخرى داخل الناصرية”.

وأضاف الجندول، أن “جسر الزيتون المؤدي إلى ساحة الحبوبي، معقل المتظاهرين المعتصمين، هو الوحيد الذي بقي مغلقاً من قبل المتظاهرين”.

وأكد شهود عيان، إنه جرى إعادة فتح الطرق والجسور بعد التواصل بين نشطاء الحراك الشعبي وقوات الأمن بشرط إقامة نقاط تفتيش مشتركة بين أفراد الأمن والمتظاهرين لحماية الاحتجاجات.

وفي 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، عمد المحتجون إلى غلق الجسور وغالبية الطرق الرئيسية في مدينة الناصرية ضمن مساعي المتظاهرين لتصعيد الاحتجاجات للاستجابة لمطالبهم.

وردت، قوات الأمن ومسلحون مجهولون باقتحام ساحات يعتصم فيها المحتجون منذ أشهر في العاصمة بغداد ومحافظات أخرى بينها ذي قار وتفريقهم بالعنف المفرط بما في ذلك استخدام الرصاص الحي.

واقتحم مسلحون، يشتبه بأنهم عناصر فصائل مقربة من إيران، ساحة الحبوبي بالناصرية ليل الأحد، وأطلقوا النار على المعتصمين هناك وأضرموا النيران في خيامهم ما أدى لمقتل متظاهرين اثنين.

إلا أن المتظاهرين عمدوا إلى إعادة بناء مكان الاعتصام عبر أكواخ من الطوب هذه المرة بدلاً من الخيام.

ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل، وفق منظمة العفو الدولية وتصريحات للرئيس العراقي برهم صالح.

وأجبر الحراك الشعبي حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، في الأول من ديسمبر/ كانون أول الماضي، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.

ويعيش العراق فراغاً دستورياً منذ انتهاء المهلة أمام رئيس الجمهورية بتكليف مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة في 16 كانون الأول/ديسمبر الماضي، جراء الخلافات العميقة بشأن المرشح.