تُسلّط الأضواء في عام 2020 الجاري على قارة أفريقيا، إذ تنعقد فيها أربعة عشر عملية انتخابية – على الأقل – بين برلمانية ورئاسية، بعضها سيحدد مصير الدولة السياسي، وبعضها يتوقع محللون نتائج تقليدية لا مفاجآت فيها.
أولاً: الانتخابات الرئاسية
توجــو:
يسعى الرئيس التوجولى فور جناسينجبى إلى تمديد حكمه بعد قبوله طلب حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم لخوض الانتخابات المقرّر إجرائها فى فبراير2020.
وتولى جناسينجبى حكم البلاد منذ عام 2005م عندما توفى والده، وقد يكون المرشح الوحيد فى هذه الانتخابات، بالرغم من الاحتجاجات الواسعة التى شهدتها البلاد لإنهاء حُكم أسرته التى تحكم توجو منذ عام 1967م.
بوركينا فاسو:
يشهد أكتوبر 2020 منافسة رئاسية بين “كادري ديسيري ويدراوغو” رئيس الوزراء السابق، وهو اقتصادي مشهور يبلغ 66 عاما، والرئيسَ الحالي “روش مارك كريستيان كابوري” الذي يترشّح للمرة الثانية على التوالي. ومنذ الانتفاضة الشعبية في 2014 بالبلاد والتي أطاحت بـ “بليز كومباوري”، أجريت الانتخابات الرئاسية مرة واحدة فقط. جدير بالذكر أن بوركينا تواجه أوضاعاً أمنية مضطربة في شمالها على إثر هجمات من جماعات مسلحة بها.
تـنزانيــــا:
في مطلع أكتوبر تخوض تنزانيا الانتخابات الرئاسية رغم تصريحات رئيس الوزراء متيرا ليفينجستون أمام أعضاء الحزب الحاكم بأنه ليس هناك داعٍ لعقد انتخابات رئاسية مُكلِّفة هذا العام؛ «لأنه لا يوجد مَن يمكنهم هزيمة الرئيس جون ماجوفولي».
ورغم تراجع شعبية الرئيس الحالي على ضوء أداؤه المتداعي، إلا أن المعارضة ستواجه عقبات أكثر حدة في المنافسة، ففي الانتخابات المحلية التي أُجريت في نوفمبر 2019؛ حَجَبَت الحكومة وسائل التواصل الاجتماعي، وتعرّض زعماء المعارضة للمضايقة، وتم إجبارهم على مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها. وقد أخبر الرئيس “ماغوفولي” البالغ 60 عامًا، حزبَه الحاكم “شاما شا” بأنَّه لا ينوي الترشح لفترة ولاية ثالثة؛ أي: بعد عام 2025م.
كوت ديفوار:
في نهاية أكتوبر، ستُجرى في كوت ديفوار الانتخابات الرئاسية، وسط ضبابية المشهد إثر قرار الرئيس الحالي “الحسن واتارا” البالغ من العمر 77 عامًا أنه لن يترشح مرة أخرى بعد قضائه مدتين متتاليتين حسب دستور البلاد، لكن تصريحات أخيرة له فُسّرت على أنها تراجع عن القرار حيث قال بأن التغيير الدستوري لعام 2016م قد أبطل الفترات الرئاسية السابقة. وحذَّر من أنه سيترشح لفترة ولاية ثالثة؛ إذا قرر “أسلافه” الترشح، قاصدا اثنين من الرؤساء السابقين “لوران غباغبو” البالغ 74 عامًا، والذي قد يترشح للرئاسة في حال تبرئته مِن قِبَل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من جرائم ضد الإنسانية، و”هنري كونان بيدي” البالغ من العمر 85 عامًا، والذي يستعد حزبه للإعلان عن مرشحهم للرئاسة.
كما تشير الأنباء عن نية زعيم المتمردين ” غيوم سورو” الترشح للرئاسة، لكن السلطات أصدرت مذكرة توقيف بحقه قبل شهر، وكان من المقرّر أن يعود “سورو” البالغ من العمر 47 عامًا إلى البلاد بعد غياب دام ستة أشهر للاستعداد لمعركة الرئاسة.
غانـــا:
تنعقد رئاسيات غانا في نوفمبر أو ديسمبر 2020، سيتنافس فيها كلّ من الرئيس السابق “جون ماهاما” البالغ 60 عاما؛ مرشحا عن حزب “المؤتمر الوطني الديمقراطي” المعارض، والرئيس الحالي “نانا أكوفو-أدو”؛ الذي يسعى لإعادة انتخابه وهو من “الحزب الوطني الجديد”.
جدير بالذكر أن جون ماهاما قد وجهت له خلال توليه رئاسة البلاد تهم من طرف المعارضة تتعلق ب”الفساد والرشوة”، واعتبر البعض أن الوضع العام للبلاد خلال فترة حكمه، كان السبب في عدم انتخابه لولاية ثانية عام 2016، بينما نجحت حكومة أكوفو-أدو في تسريع النمو الاقتصادي بعدما أعوام قليلة من طلب غانا من صندوق النقد الدولي عام 2015 الحصول على برنامج إنقاذ بقيمة مليار دولار.
جمهورية إفريقيا الوسطى:
تجرى انتخاباتها في ديسمبر 2020م. وتشهد جمهورية أفريقيا ظروفا صعبة للغاية، فالإضافة إلى الاضطرابات الأمنية الكبيرة بسبب نشاط الجماعات المتمردة وتكرار الأحداث الطائفية المسلحة بالبلاد. فقد صرح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قبل أيام؛ أنهم يتوقعون بأن حوالى 2.6 ملايين شخص فى جمهورية أفريقيا الوسطى سيحتاجون الى المساعدة الإنسانية هذا العام، أى أكثر من نصف إجمالى سكان البلد الأفريقى، وأوضح أنه حتى نوفمبر الماضى نزح ما يقرب من 700 ألف شخص فى جميع أنحاء البلاد، واتخذ أكثر من 595 ألفا مأوى لهم فى الدول المجاورة.
ومن المتوقع عودة الرئيس السابق “فرانسوا بوزيزي” إلى البلاد بعد أكثر من ست سنوات في المنفى للترشح للرئاسة أمام الرئيس الحالي فوستان أرشانج.
بوروندي:
مع اقتراب موعد الانتخابات فى مايو، يتصاعد التوتر بين الحزب الحاكم، وحزب المعارضة الرئيسى “المؤتمر الوطنى للحرية”، فيما أعلن حزب التحالف المعارض الرئيسى أنه سيعود من المنفى فى بلجيكا للمشاركة فى الانتخابات لأول مرة منذ عام 2005م.
وكان الرئيس البوروندى بيير نكورونزيزا قد صرح الشهر الماضي أنه لن يخوض الانتخابات المقبلة فى 20 مايو 2020م، غير أنه قد غير دستور البلاد للسماح له بالترشح حتى 2034م، ولم يعلن الحزب الحاكم اسم أي مرشح آخر؛ بالرغم من أن موعد الاقتراع أقل من خمسة أشهر.
ثانيا: الانتخابات البرلمانية
جزر القمر:
في يناير الجاري ينتخب المواطنون مجلسًا وطنيًّا جديدًا يتكون من 33 عضوًا، وذلك عقب الانتخابات الرئاسية التي أُجْرِيت في مارس عام 2019م، وفاز فيها الرئيس غزالي عثماني.
تشاد:
أخيرا وبعد تأحيل الانتخابات التشريعية باستمرار منذ 4 سنوات، أعلنت اللجنة الانتخابية عن اجراء الانتخابات خلال الشهور الأولى من عام 2020 دون تحديد موعد دقيق, وكان الرئيس إدريس ديبي الذي تولى السلطة منذ قرابة 30 عامًا بعد الانقلاب عام 1990 ، قد برر التأجيلات بالتهديد الإرهابي الذي ارتكبه جماعة بوكو حرام منذ 2025. وكانت المعارضة قد طالبت برفع حالة الطوارئ قبل اجراء الانتخابات، والتي شملت بعض محافظات تشاد الشرقية إثر مواجهات طائفية عنيفة.
الكاميرون:
تجرى انتخاباتها البرلمانية والبلدية في فبراير القادم، بعد سلسلة تأجيلات، وكانت آخر انتخابات تشريعية في البلاد عام 2013م.
أثيوبيا:
من المقرّر إجراء الانتخابات البرلمانية بإثيوبيا في مايو أو يونيو 2020م، وستختبر هذه الانتخابات مدى نجاح رئيس الوزراء “آبي أحمد” في أجندته الإصلاحية السياسية في البلاد.
ويخشى مراقبون من أزمات دينية تحت الرماد على إثر حوادث حرق مساجد متفرقة في البلاد، وخروج مظاهرات حاشدة من مسلمي إثيوبيا؛ تنديدًا بها.
الصومال:
بعد تأجيل لمدة عام، أعلنت كل من الصومال والصومال لاند أن عام 2020 سيشهد انتخابات مجلس النواب، كأول انتخابات منذ 50 عامًا.
ليبيريا:
من المتوقع إجراء انتخابات مجلس الشعب الليبيري نهاية هذا العام، وشهدت ليبيريا العام الماضي مظاهرات واسعة في شوارع العاصمة مونروفيا احتجاجا على الفساد وتردي الوضع الاقتصادي. كما تعاني منذ سنوات من تفشي مرض الإيبولا والذي أثر على الاقتصاد بشكل كبير.
مصر:
من المقرر أن تُجرى الانتخابات البرلمانية المصرية في نوفمبر 2020، وكان المستشار بهاء أبو شقة، رئيس لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، قد صرح بأن المجلس الحالي مستمر حتى يناير 2021، لكن موعد انتخابات البرلمان الجديد ستجرى في نوفمبر.
وتشهد مصر تضييقات مستمرة ضد أي أصوات معارضة، وقبل شهور اعتقلت السلطات مجموعة من المعارضين الليبراليين بتهمة تشكيل “قائمة الأمل” لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة.
هل تشهد أفريقيا في عام 2020 والذي تحتفل فيه القارة بمرور 60 عاما من الاستقلال، بتغييرات ديمقراطية حقيقية تعكس استقلالاً واقعيا؟ أم تظل القارة السمراء صورة قاتمة في أذهان العالم بانقلاباتها العسكرية ونشاطات التمرد المسلحة وأنظمة الحكم الديكتاتورية؟ الانتخابات ستقرر النتيجة !
مصادر:
موقع أصوات
اضف تعليقا