كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الإثنين، عن وثيقة سرية تضم “أقوى أدلة” على الحملة القمعية التي تشنها حكومة بكين على مسلمي الإيجور غربي الصين.

وقالت الإذاعة البريطانية إن الوثيقة، التي اطلعت عليها، تقدم أوضح صورة حتى الآن حول كيفية تحكم الصين بمصير مئات الآلاف من مسلمي الإيجور المحتجزين داخل معسكرات اعتقال.

وتضم الوثيقة التفاصيل الشخصية لأكثر من 3 آلاف شخص من سكان إقليم شينجيانج (تركستان الشرقية)، كما تعرض بتفاصيل معقدة الجوانب الأكثر خصوصية لحياتهم اليومية.

وتتكون السجلات المسربة من 137 صفحة من أعمدة وصفوف، وتضم معلومات عن عدد المرات التي يؤدي فيها الناس (المراقبة) صلاتهم، وكيف يرتدون ثيابهم، ومع من يتواصلون، وكيف يتصرف أفراد أسرهم.

وحول مصدر الوثيقة، لفتت “بي بي سي” إلى أنها جاءت من نفس المصدر داخل شينجيانج الذي سرب مجموعة من المواد عالية الحساسية نُشرت العام الماضي، وكان فيها مخاطرة شخصية كبيرة.

بدوره، أعرب “أدريان زينز”، أحد كبار الخبراء في العالم حول سياسات الصين في شينجيانج، الباحث في “ضحايا المؤسسة الشيوعية التذكارية”، ومقرها واشنطن، عن اعتقاده بصحة ما جاء في تفاصيل التسريب.

وأضاف: “تقدم هذه الوثيقة المهمة أقوى دليل رأيته حتى اليوم على أن بكين تضطهد وتعاقب على الممارسات المعتادة للمعتقدات الدينية التقليدية”.

يشار إلى أنه في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” وثائق مسربة تكشف تفاصيل غير مسبوقة عن الحملة القمعية التي تشنها الصين ضد الإيجور.

وحسب الوثائق المكونة من 403 صفحات، التي حصلت عليها الصحيفة الأمريكية، فإن الرئيس الصيني “شي جينبينج”، أوعز لقوات الأمن بـ”عدم إظهار الرحمة مطلقا” تجاه الأقليات.

وتضمنت التسريبات نحو 200 صفحة من الخطابات الداخلية للرئيس الصيني وزعماء آخرين، وأكثر من 150 صفحة من التوجيهات والتقارير حول إخضاع سكان الإيجور للمراقبة والتدقيق.

ومما ورد في الوثائق، أن الرئيس الصيني قال أثناء تفقده فرقة تابعة لشرطة مكافحة الإرهاب في أورومتشي، عاصمة شينجيانج: “ينبغي أن نكون قاسين مثلهم”.

وفي 24 من الشهر نفسه، نشر الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين وثائق حكومية صينية سرية تصف أعمال القمع في معسكرات اعتقال في “شينغيانغ”.

وقال الاتحاد إنه حصل على قائمة توجيهات تعود إلى عام 2017 “تعتبر فعليا كُتيب إرشادات لإدارة معسكرات احتجاز الإيجور”.

ويحتوي الكتيب على توجيهات لكيفية منع الهرب والحفاظ على سرية وجود المعسكرات، وتلقين النزلاء مبادئ مثل “متى يُسمح لهم برؤية أقاربهم أو حتى استخدام دورات المياه”.

وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الإيجور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينجيانج”، أي “الحدود الجديدة”.

ونشرت بكين قواتا من الجيش في الإقليم، خاصة بعد ارتفاع حدة التوتر بين قوميتي “الهان” و”الإيجور”، لا سيما في مدن أورومتشي وكاشغر وختن وطورفان، التي يشكل الإيجور غالبية سكانها.

ومنذ 2009، يشهد الإقليم أعمال عنف دامية قتل فيها حوالي 200 شخص، حسب أرقام رسمية.