قامت الروائية المصرية الشهيرة “أهداف سويف” باستغلال الفرصة التي سنحت لها من ظهورها في النسخة الأولى من مهرجان “هاي أبوظبي”، لتقوم بالتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في دولتي مصر والإمارات، غير آبهة بالمشاكل التي قد تلاحقها فيما بعد بسبب تصريحاتها، خاصة وهي داخل دولة الإمارات.
جاء ذلك وفق ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة، حيث قال: إنه خلال جلسة حوارية مع مدير المهرجانات البريطاني بيتر فلورنس، يوم الأربعاء الماضي، قالت “سويف” للحضور إنَّ “اثنين من نشطاء حقوق الإنسان الإماراتيين كانا سيحضران لولا أنهما مسجونان ظلماً”.
Speaking of Ahmed Mansoor and the responsibility of cultural events to not be used to disguise human rights abuses. @hayfestarabichttps://t.co/HY6vUn3msW pic.twitter.com/BAAxOItn4f
— Ahdaf Soueif (@asoueif) February 28, 2020
ولعل من بين أشهر هؤلاء المسجونين في الإمارات لممارسة حقهم الدستوري في حرية التعبير عن الرأي، الناشط والشاعر أحمد منصور، والمحامي محمد الركن.
وأضافت “سويف” خلال كلمتها: “من السهل جداً أن تصبح الأحداث الثقافية مثل الغمامة”، مستذكرة ابن شقيقتها علاء عبدالفتاح، المسجون حالياً في مصر بسبب اتهامات تتعلق بنشاطه الحقوقي.
“أهداف سويف” تلك الروائية التي أسست احتفالية فلسطين للأدب في عام 2008، أعربت عن رغبتها في الحديث عن أولئك “الذين فقدوا حريتهم ببساطة لأنهم تمسكوا بحقهم في حرية التعبير ودعمهم لمبادئ حقوق الإنسان”.
يشير الموقع البريطاني إلى أن مدير المهرجان ستيفن فري وأكثر من 40 شخصية عامة ومنظمة، وقعوا خطاباً يدينون فيه استمرار السلطات الإماراتية في سجن المواطنين للتعبير عن آرائهم.
يطالب الخطاب المفتوح الذي وقَّعته منظمات مثل العفو الدولية ونادي القلم الدولي قبيل المهرجان، السلطات الإماراتية بإطلاق سراح المدافعين عن حقوق الإنسان المعتقلين، ويُبرِز ما وصفه بأنه تضارب بين دعم وزارة التسامح الإماراتية للمهرجان و “عدم تسامح الدولة مع الأصوات المعارضة”.
يقول الخطاب: “للأسف، تبذل حكومة الإمارات جهداً لإخفاء انتهاكاتها لحقوق الإنسان أكثر مما تبذله لمعالجة هذه الانتهاكات، وتستثمر بقوة في تمويل ورعاية المؤسسات والفعاليات والمبادرات التي تهدف إلى تصدير صورة إيجابية للعالم”.
استغلت أهداف أيضاً -وهي حاصلة على عدة جوائز في الأدب- اعتلاءها المنصة للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين في مصر، بمن فيهم ابن شقيقتها، وقالت: “سطور التعاطف مهمة جداً، وأنا أعلم أنه بالنسبة للأشخاص الذين أعرف أنهم في سجون مصر من المهم للغاية أن نتذكرهم”.
أضافت الروائية المصرية: “من المهم جداً ألا تُستَغَل الفعاليات الثقافية للتعتيم على أوجه الظلم التي انتهت بهم إلى السجن، بل أن تستخدم لتسليط الضوء على قضاياهم”.
يُذكر أنَّ حكومة الإمارات داعم قوي لحكومة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، المتهم باحتجاز أكثر من 60 ألف سجين سياسي منذ وصوله للحكم في 2014.
اضف تعليقا