كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية، عن قرار ملكة البلاد “إليزابيث الثانية”، بالنأي بنفسها عن حاكم دبي الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم”، بعد أن أدانته محكمة بريطانية بخطف اثنتين من بناته.
وحسب تقرير الصحيفة، فإن الملكة “إليزابيث” و”بن راشد” ارتباطا بعلاقة وثيقة، منذ عقود، من خلال حبهما المشترك لسباقات الخيول، وكان “بن راشد” ضيفا شبه دائم على المقصورة الملكية في حلبة سباق Ascot Racecourse الملكية.
وتتوقع الصحيفة، أن ترفض الملكة الآن التقاط صور علنية لها مع حاكم دبي، بعدما أصدر قاضٍ حكماً بأن “بن راشد” اختطف ابنتيه “شمسة” و”لطيفة” وأعادهما إلى دبي.
واعتبرت “التايمز” أن قرار الملكة بتجنب الشيخ “محمد بن راشد” سيلقي تبعاته على علاقة بريطانيا بالإمارات، وهي حليف مهم.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الملكة ترغب في تجنب الزج بها في الخلاف بين “بن راشد” وزوجته الأميرة “هيا بنت الحسين”، رغم أنها ظهرت معه في العديد من الصور والمناسبات منذ عقود من الزمن، كما تلقت منه هدايا سنوية من الأحصنة، واستفادت من خدمات العناية بالخيول الخاصة به.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مسؤولة (لم تسمها) قولها إن “إليزابيث” ستكون حريصة على تجنب أي موقف يمكن أن يجمعها بـ”بن راشد” ليلتقط المصورون لهما، وستتجنب كذلك أن يتم التقاط صور لها مع الأميرة “هيا”.
وأضاف التقرير: “في حال قررت الملكة تجنب الشيخ تماما، فسيكون لذلك عواقب خطيرة؛ إذ إن إمارة دبي شريك استخباراتي ودفاعي مهم لبريطانيا في الخليج”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر من سباقات الخيول قوله إنه إذا شعر الحاكم الإماراتي بالتهميش “فيمكنه ببساطة الرحيل مسرعا”.
وأوضح التقرير أن الإمارات لها دور مهم في الاقتصاد البريطاني، إذ إنها واحدة من أكبر الأسواق المستوردة للصناعات العسكرية البريطانية، ووصلت مبيعاتها من الأسلحة والمعدات مزدوجة الاستعمال البريطانية إلى 7.3 مليارات جنيه إسترليني (10 مليارات دولار تقريباً) في الفترة من 2008 وحتى 2017، كما ضغطت الإمارات على الحكومة البريطانية مراراً، بسبب الصورة السلبية التي يعرضها الإعلام هناك عن العائلة الملكية الإماراتية.
وحاولت بريطانيا، في البداية، التكتم على قضية اختطاف إحدى بنات حاكم دبي، لتجنب الحرج الرسمي مع الإمارات، لكن كل شيء تغير، خاصة مع الحكم الأخير لصالح الأميرة “هيا”.
وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إن المحقق “ديفيد بيك”، الذي كان يُحقِّق في واقعة اختطاف الأميرة المراهقة “شمسة” في عام 2000 من كامبريدج على يد والدها حاكم دبي، حاول التحري عن اختطاف الأميرة، لكن تحقيقه أُغلق لتلافي الحرج الرسمي، وحفظت القضية، وسط مزاعم بتدخل وزارة الخارجية البريطانية.
لكن القرار الذي أصدره القاضي، السير “آندرو ماكفرلين”، رئيس قسم شؤون الأسرة في المحكمة العليا البريطانية، دفع دائرة الشرطة في مقاطعة كامبريدج شاير إلى إعادة النظر في تحقيقها في اختطاف الأميرة “شمسة”، حيث قيل إن وزير الخارجية، آنذاك “روبن كوك”، الذي توفي في عام 2005، كان له يد في اتخاذ هذا القرار على اعتباره أنه “خدمة دبلوماسية” للشيخ “محمد بن راشد”.
واختتمت الصحيفة تقريرها بأن هيئة سباقات الخيول البريطانية تواجه دعوات متزايدة بإعادة النظر في تسجيل الشيخ “محمد بن راشد” لديها، وهذا سيكون قراراً مصيرياً، إذ يملك “بن راشد” مئات الخيول بإسطبلات جودولفين في بلدة نيوماركت بمقاطعة سوفولك الإنجليزية.
اضف تعليقا