قالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إن اعتقال الأمراء الكبار في المملكة العربية السعودية، لم يكن بسبب محاولتهم القيام بـ”انقلاب قصر”، وإنما لعدم ولائهم لولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”.

وفق ما نقلت الوكالة عن مصدرين مقربين من العائلة الملكية السعودية، عن تفاصيل اعتقال عمه الأمير “أحمد بن عبد العزيز” شقيق الملك “سلمان”، وولي العهد السابق الأمير “محمد بن نايف”.

ويعد إقدام ولي العهد على اعتقال عمه “أحمد” خرقا فظيعا لتقاليد العائلة الملكية، فالأمر لا يتعلق بأمير عادي، بل بابن المؤسس “عبد العزيز”، وفق المصدر.

وحسب المصدر فإن “بن سلمان” أراد من اعتقال الأمراء، أن يبعث برسالة إلى بقية العائلة الحاكمة، أنه “لا حصانة لأحد”.

ولفت إلى أن هذه الرسالة موجهة بالمقام الأول للأمراء الذين يشعرون بالظلم والحرمان من الحقوق.

وقال مصدر آخر، إن هذه الاعتقالات كانت “رسالة تدعو جميع أعضاء العائلة الملكية، الذين يشعرون بأنهم حرموا من حقوقهم، إلى الكف عن التذمر والامتثال للقواعد”.

وأوضح مصدر أن هذه الرسالة مفادها أنه “إذا كان من الممكن اعتقال شقيق الملك الأمير أحمد، فإن ذلك يعني أنه من الممكن اعتقال أي أمير آخر دون استثناء”.

وأضاف أن “الأمير أحمد كان يعتبر شخصية يمكن التعويل عليه من قبل أفراد العائلة الحاكمة المعارضين لبسط ولي العهد سيطرته على الحكم”.

ونقلت الوكالة عن أحد الأشخاص المطلعين على الاعتقالات الأخيرة، قوله إن الأمير “أحمد تذمر مؤخرا بشأن قرار الحكومة إغلاق الحرمين الشريفين، بغية منع انتشار فيروس كورونا المستجد في أراضي المملكة”.

وكان لافتا نقل “أسوشييتد برس” عن مصدر قوله إن الأمير “أحمد”، عبّر لدوائر ضيقة محيطة به، عن استيائه من هذا القرار.

ورفض المصدران صحة الادعاءات بأن الأميرين المعتقلين كانا يخططان لمحاولة انقلاب، رغم تذكير الوكالة بتقرير سابق لـ”مجموعة أوراسيا الاستشارية”، قالت فيه إن الأمير “أحمد”، و”بن نايف”، هما بديلان محتملان لتولي الحكم في السعودية.

وقالت “أسوشييتد برس” إن هذا الأمر ربما يعني أن “بن سلمان” يريد من اعتقالهما استباق “حدوث أي أمر مفاجئ في طريق خلافته لوالده في حكم السعودية”.

وفي وقت سابق الجمعة، كشفت صحف أمريكية ومصادر سعودية، أن السلطات في المملكة اعتقلت الأمير “أحمد بن عبدالعزيز” ونجله “نايف”، والأمير “محمد بن نايف”، وشقيق الأخير الأمير “نواف بن نايف” وآخرين.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير لها، إن أفرادا من الحرس الملكي السعودي هم من تولوا عملية اعتقال الأمراء، بشكل درامي، قبل تفتيش منازلهم.

وتقدم رواية الاعتقال وجود مؤامرة بين الأمراء ضد “بن سلمان”، حسبما ذكرت “وول ستريت جورنال”؛ حيث اتُهموا بالخيانة والعمل على انقلاب داخلي.

والمعروف أن الأمير “أحمد” من المعارضين لسياسات “بن سلمان”، قبل أن يعود من منفاه الاختياري بلندن إلى المملكة في 2018، بناءً على دعوتين من شقيقه الملك “سلمان”.

وحسب ما نشرته عدة مصادر، فإن الأمير “أحمد” أثقل الأمراء مكانة في العائلة وافق على العودة بعد حصوله على ضمانات بريطانية وأمريكية بعدم المساس به، وكان يُعول عليه في كبح جماح “بن سلمان”.

بينما تقول تقارير غربية، إن “بن نايف” قيد الإقامة الجبرية بقرار من “بن سلمان”، منذ الإطاحة به من ولاية العهد، في يونيو/حزيران 2017، ولا يخرج إلا بموافقة ولي العهد.