كشف فريق من الباحثين في الأمراض المعدية بجامعة تورونتو الكندية إلى أن تقديرات عدد المصابين بفيروس “كورونا” في مصر يتراوح بين 6 آلاف و 45 ألف مصاب.

وتقول بيانات الصحة العامة والتقارير الإخبارية أن 97 أجنبيا على الأقل زاروا مصر منذ منتصف فبراير/شباط ظهرت عليهم أعراضًا أو ثبتت إصابتهم بـ”Covid-19″ عند عودتهم إلى الوطن.

كان أغلبهم قد قضى وقتًا في الرحلات النيلية التي يعتقد أنها مصدر تفشي المرض في مدينة الأقصر جنوبي مصر، وهي نقطة سياحية ساخنة.

وبحسب مسؤولين مصريين فإن 126 مواطن أجنبي ومصري آخرين ثبتت إصابتهم بالفيروس التاجي منذ منتصف فبراير/شباط، وهذا يشمل امرأة تبلغ من العمر 60 عامًا أعلنت وفاتها الخميس في المنصورة (دلتا النيل) على بعد 465 ميلًا من الأقصر.

حيث جاءت وفاتها، وهي أول مواطنة مصرية تذهب ضحية الوباء الحالي، بعد أسبوع من نقل المسؤولين 45 راكباً من سفينة “أسارا” السياحية التي تم عزلها فيما بعد في الأقصر، غادر حوالي 82 راكباً الحجر الصحي على متن السفينة وسافروا إلى منازلهم بعد أيام قليلة، وسافر مسؤولون من وزارة الصحة المصرية إلى الأقصر لفحص 558 شخصًا آخرين وجميعهم كانوا سلبيين.

وأعلن الجيش المصري عن إجراءات جديدة، بما في ذلك استخدام قسم الأسلحة الكيميائية للمساعدة في الاختبار، لكن المراقبين يخشون من أن إجراءات الطوارئ المصرية ربما تكون قد جاءت بعد فوات الأوان، بعد اختبارات محدودة، وقبضة شديدة على إحصاءات الإصابة ومواقع التفشي والإجراءات القانونية المحتملة ضد أي شخص يتهم بنشر أخبار أو شائعات كاذبة حول المرض.

وقال رئيس الوزراء المصري “مصطفى مدبولي”: “نعلن كل شيء بشفافية كاملة”، لكن مركز السيطرة على الأمراض في تايوان نفى تصريحات وزارة الصحة المصرية بأن امرأة تايوانية على متن رحلة أسارا كانت مصدر الإصابة في الأقصر،وقالوا بدلاً من ذلك إن التحليلات أثبتت أن سلالة الفيروس التي أصيبت بها تعني أنها مصابة في مصر.

وقدم أخصائيو الأمراض المعدية من جامعة تورنتو الذين درسوا التفاوت بين معدلات الإصابة الرسمية والمرجحة في أماكن مثل إيران صورة قاتمة عن الانتشار المحتمل للفيروس في مصر.

وقالوا باستخدام مزيج من بيانات الرحلة وبيانات المسافر ومعدلات الإصابة فقد قدر حجم الفاجعة في مصر بـ19 ألفا و310 إصابات.

ومن المرجح أن مصر لديها المزيد من حالات “كورونا” لم يتم الإبلاغ عنها، بينما قد تساعد قدرة إكلينيكية أكبر للصحة العامة في تحديد الحالات وإدارتها.

واستخدم العلماء البيانات منذ أوائل مارس/آذار عندما كان لدى مصر رسمياً 3 حالات من الفيروس، ما يعني أن الأرقام الآن على الأرجح أعلى.

ولم يرد المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية “خالد مجاهد” على طلبات التعليق.

ويوجد في مصر عدد كبير من الشباب، ما يعني أن عددا آخر من الأشخاص سيظهر عليهم أعراض خطيرة من “كورونا”.

يقول الكثيرون بشكل خاص إنهم سيختارون العزلة الذاتية إذا أصيبوا بالفيروس، ورفضوا الاستسلام لحكومة فرضت الحجر الصحي على الأشخاص في منطقة نائية قريبة من الحدود الليبية، واحتجزت الأطباء في الماضي.

ورفض طبيبان في الأقصر فكرة أنه كان بإمكانهما التغاضي عن الحالات، على الرغم من مغادرة السياح المدينة والإبلاغ عن الأعراض عند العودة إلى المنزل.

وقال أحد الأشخاص الذين فحصوا الركاب في أسارا الجمعة الماضي عرف نفسه باسم “بكري” فقط: “لا توجد دولة في العالم يمكنها اختبار جميع السكان”، ومع ذلك ، تُظهر الأمثلة في جميع أنحاء العالم أن الاختبار الواسع النطاق ضروري لفهم الفيروس شديد العدوى ومكافحته.

وقال: “هناك أعراض وإرشادات محددة حول عدد من علينا اختباره”، مضيفًا أنه تم اختبار 9 سفن سياحية أخرى في 6 مارس/آذار إلى جانب أسارا، مات سائح ألماني على متن “هابي نيل” الذي تم نقله من الأقصر إلى مستشفى الغردقة في ذلك اليوم، وكان الركاب الآخرون الذين تم عزلهم على متن السفينة سلبيين، واستمرت الرحلة.

وشكك أطباء وصيادلة تحدثوا مع “الجارديان” في أن نظام الرعاية الصحية العامة في مصر مستعد لتأثير “كورونا”.