جدول المحتوى

على طريقة المثل العربي الشهير “رمتني بدائها وانسلت”، حذرت مدينة ووهان الصينية من الإصابات المستورة بفيروس كورونا، بعدما عادت مظاهر الحياة الطبيعية مجددا إلى المدينة التي كانت بؤرة لتفشي فيروس كورونا قبل انتشاره حول مختلف دول العالم.

وتم تخفيف القيود على السفر مع استئناف محطة قطارات ووهان المكتظة رسميا الرحلات القادمة السبت، بينما أعيد فتح الطرقات السريعة برفع العزل التام غير المسبوق الذي أبقى أكثر من 50 مليون شخص في أنحاء مقاطعة هوباي في منازلهم.

وأطلق ذلك موجة معاكسة من التنقل من السكان المحليين الذين كانوا عالقين في مناطق أخرى في الصين، حيث تحدّث كثيرون عن تعرّضهم لقيود على حركتهم، إذ بدأوا بالعودة إلى منازلهم بعدما منعوا من ذلك لعشرة أسابيع على الأقل.

 

الصين أكثر أمانا

يقول هان لي المنخرط في عملية التدقيق في العائدين إلى المدينة: “في البداية، كنا أكثر تخوّفا ولربما اعتقدنا أن الوضع أكثر أمانا في الخارج. لكن الآن لا يبدو الأمر هكذا. يبدو أن البقاء ضمن الصين أكثر أمانا”.

وأعلنت الصين نجاحها في احتواء الفيروس، إذ لم تعد الأرقام الرسمية تظهر أي إصابات جديدة محلية المصدر.

وفي ووهان، حيث كانت تسجّل آلاف الإصابات الجديدة يوميا في ذروة الأزمة، بات العدد صفراً.

لكن في وقت تكافح الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من المناطق لمواجهة تفشي الفيروس لديها، تعلن الصين يوميا عن عشرات الإصابات “المستوردة” ما دفعها لتحويل تركيز جهود الوقاية التي تبذلها لمواجهة الخطر القادم من الخارج.

 

الحياة تعود

وفي خطوة كبيرة، أعلنت الصين خفض عدد الرحلات الجوية الدولية إلى رحلة واحدة من وإلى كل وجهة في الأسبوع وخفض الطاقة الاستيعابية للطائرات إلى 75 في المئة، وفرض حظر على دخول معظم الأجانب إلى الصين حتى ممن يحملون تأشيرات إقامة صالحة.

لكن في مشهد يسلّط الأضواء على المخاطر التي قد تواجه ووهان، اكتظت أعداد كبيرة من الركاب في القطارات والحافلات للعودة، ما قد يشكّل ضربة للتدابير التي اتّخذتها المدينة لاحتواء الفيروس.

وفي مدينة هوانغانغ القريبة، بقيت عدة فنادق مغلقة بينما استمر منع الناس من تناول طعامهم داخل المطاعم. وتحذر اللافتات المعلّقة في شوارع المدينة من أن التهديد لم ينته بعد.

وكُتب على لافتة وضعت على جانب أحد الطرقات أن “التجمّع للعب الشدّة هو انتحار”.