قامت المملكة العربية السعودية، السبت، بتكذيب صحة التصريحات التي أعلنها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، واتهم فيها الرياض بأنها سبب فشل اتفاق “أوبك +” وانهيار أسعار النفط لضرب النفط الصخري الأمريكي، حيث اعتبرت المملكة أن موسكو “تزيف الحقائق”.

وفي هذا الإطار جاء رد وزير الخارجية السعودي الأمير “فيصل بن فرحان”، أنه تم الاطلاع على تصريح نسبته إحدى وسائل الإعلام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تضمن أن من أسباب انخفاض أسعار النفط انسحاب المملكة من صفقة أوبك، وأن المملكة تخطط للتخلص من منتجي النفط الصخري الأمريكي، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”.

وشدد  “بن فرحان” على أن ما تم ذكره “عار عن الصحة جملة وتفصيلاً ولا يمت للحقيقة بصلة، وأن انسحاب المملكة من الاتفاق غير صحيح”.

وأضاف: “روسيا هي من خرجت من الاتفاق، بينما المملكة و 22 دولة أخرى كانت تحاول إقناع روسيا بإجراء المزيد من التخفيضات وتمديد الاتفاق إلا أن موسكو لم توافق”.

كما شدد الوزير على أن “موقف المملكة من إنتاج البترول الصخري معروف وأنه جزء مهم من مصادر الطاقة، وأن المملكة كذلك تسعى للوصول إلى المزيد من التخفيضات وتحقيق توازن السوق وهو ما فيه مصلحة لمنتجي البترول الصخري، بعكس ما صدر عن روسيا ورغبتها في بقاء الأسعار منخفضة للتأثير على البترول الصخري”.

ووفق “واس”، أبدى وزير الخارجية السعودي استغرابه مما وصفه بـ “تزييف الحقائق”، متمنياً أن “تتخذ روسيا القرارات الصحيحة في الاجتماع العاجل الذي دعت له المملكة لدول أوبك ومجموعة الدول الأخرى بهدف السعي للوصول إلى اتفاق عادل يعيد التوازن المنشود للأسواق البترولية وأن لا تتعرض أسواق الطاقة للخطر مرة أخرى”.

وأثارت تصريحات “بوتين” قلقا سعوديا، لاسيما بعد أن ألمح الرئيس الأمريكي إلى إمكانية فرض رسوم جمركية على نفط المملكة، إذا تعاملت الرياض مع واشنطن بشكل غير نزيه في أزمة النفط الحالية.

وقال “ترامب”، في إحاطة إعلامية بواشنطن، الجمعة: “الرسوم تدر الكثير من المال لبلدنا، فرضتها على الصين ودول أخرى ودول أخرى فرضتها علينا”.

وأضاف: “هل سأفعل هذا من أجل النفط؟ نعم أستطيع، لكن هل سأفعل ذلك الآن؟ لا.. ولكن إذا تمت معاملتنا بطريقة غير نزيهة، فمن الواضح أن هذه أداة في ترسانتنا”.

وفي وقت سابق، الجمعة، طالب “ترامب”، السعودية وروسيا، بالتوقف عن إغراق السوق العالمية بالنفط، لافتا إلى أنه سيتصدى لأي محاولة تواطؤ في أسواق الطاقة تؤثر على الصناعة الأمريكية.

والشهر الماضي، فشلت منظمة “أوبك” في التوصل لاتفاق مع عدد من المنتجين المستقلين، على رأسهم روسيا، حول اتفاق جديد لكبح الإمدادات وضبط الأسعار.

وانهارت بالتزامن مع ذلك، أسواق النفط، مع فرض الحكومات في العالم قيوداً على السفر، وتدابير عزل لاحتواء الفيروس.