تعرضت سفيرة المملكة العربية السعودية في واشنطن الأميرة “ريما بنت بندر بن سلطان” للتوبيخ على يد السيناتور الجمهوري “تيد كروز”، على خلفية إغراق المملكة سوق النفط بالخام، وهو الأمر الذي كشف عنه السيناتور وعن تفاصيل المكالمة الحادة التي أجراها معها وأعضاء أخرون في مجلس “الشيوخ”.
وهاجم “كروز”، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، السفيرة والسعودية على حد سواء في حديث مع إحدى القنوات الأمريكية، الخميس: قائلاً: “ما فعلته السعودية من إغراق أسواق النفط وخفض سعر الخام هو مصدر قلق كبير بالنسبة لنا بطبيعة الحال”.
وشدد السيناتور الجمهوري: “نحن نرفض محاولة السعوديين استغلال أزمة كورونا من أجل دفع منتجي النفط الأمريكي للإفلاس، وطرد منتجي النفط الصخري في تكساس من السوق، وحرمان الكثير من الناس من الوظائف جراء كذلك”.
عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي الجمهوري تيد كروز متحدثا عن توبيخه السفيرة #السعودية في واشنطن: أبلغتني ان #الرياض وافقت على العمل مع المجموعة لخفض انتاج النفط بنحو ١٠ ملايين برميل. pic.twitter.com/y22IizIN82
— ZaidBenjamin (@ZaidBenjamin5) April 3, 2020
وانهارت مباحثات “أوبك+” (تحالف منتجي النفط من أوبك والمنتجين المستقلين بقيادة روسيا)، في 6 مارس/آذار الماضي؛ جراء رفض موسكو مطالب تقودها الرياض بخفض إضافي في إنتاج النفط من أجل الحفاظ على أسعار نفط عند حدود مقبولة للمملكة.
وردا على ذلك، أطلقت السعودية استراتيجية إغراق السوق المحفوفة بالمخاطر، معلنة أنها ستزيد الإنتاج بمقدار 2.5 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان؛ لدفع الأسعار إلى الانخفاض وإجبار روسيا على الاستجابة لدعوتها.
ونتيجة لذلك، وبصفة خاصة في ظل أزمة “كورونا” التي أدت إلى تراجع الطلب على الخام، تراجعت أسعار النفط بشكل حاد إلى أقل من 30 دولارا للبرميل؛ ما شكل ضربة قاصمة لمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة. فالنفط الصخري، مرتفع التكلفة، ولا يستطيع الاستمرار في ظل أسعار نفط منخفضة.
ولفت “كروز” في هذا الخصوص إلى أنه و12 سيناتورا بعثوا، قبل نحو أسبوعين، برسالة إلى السفيرة السعودية؛ حيث انتقدوا فيها بشدة قيام المملكة بذلك.
واستطرد: “وخلال اتصال هاتفي مع السفيرة السعودية، قبل أسبوع، شارك فيه نحو 9 سيناتورات، قلت لها: لا يوجد ولاية أمريكية لها علاقات تجارية كبيرة مع المملكة مثل تكساس، وأنتم تشنون الآن حربا اقتصادية على تكساس”.
ولفت إلى أن “السفيرة السعودية ردت قائلة: انظروا روسيا. فقلت لها: إيراد اسم روسيا كلام تافه. روسيا عدوتنا ونحن نعامل الروس كأعداء، لكن من المفترض أنكم أصدقاؤنا فلا تلعبوا معنا وتكذبوا علينا”.
وتابع: “لهذا غرد الرئيس صباحا (الخميس) قائلا إنه تحدث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة”.
والخميس، قال الرئيس الأمريكي إنه تحدث هاتفيا مع “بن سلمان” والرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” وإن الرياض وموسكو وافقتا على خفض لم يسبق له مثيل لانتاج النفط يتراوح بين 10 ملايين و15 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل 10% إلى 15% من الإمدادات العالمية.
ولم يؤكد البلدان الخطة، لكنهما قالا إنهما مستعدان لمناقشة سبل لتحقيق استقرار السوق مع منتجين نفطيين عالميين كبار آخرين.
وذكر “كروز” أنه تلقى قبل ساعة اتصالا من السفيرة السعودية؛ حيث أبلغته بأن السعوديين وافقوا بالفعل، بالعمل مع بقية المنتجين، على خفض الانتاج النفطي بنحو 10 ملايين برميل يوميا”.
واعتبر أنه من المفترض أن تعيد هذه الخطوة بعض الاستقرار لأسعار النفط.
واستدرك: “لكن هذا لن يحل المشكلة بشكل كامل؛ فانخفاض الطلب على الخام جراء كورونا له تأثير مدمر على أسوق النفط، حيث تراجع الطلب بما يتراوح بين 25 و30 مليون برميل يوميا”.
وأصبحت الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية أكبر منتج للنفط في العالم، وهو ما يضعها أحيانا في منافسة مع روسيا ودول في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) حتى مع فرض واشنطن عقوبات على عضوين بالمنظمة هما فنزويلا وإيران
اضف تعليقا