تحت تهديد السلاح واستخدام القوة المفرطة، أقدمت السلطات السعودية على تهجير أبناء قبيلة الحويطات، من منازلهم، في المناطق الداخلة ضمن مشروع نيوم، وسط عملية تخللها إطلاق نار، ومقتل رجل رفض تسليم منزله، حسب فيديوهات تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحمل مقاطع الفيديو المصورة، مشاهد لمواطن سعودي يعترض فيه على “التهجير القسري” من منزله في منطقة نيوم الواقعة على البحر الأحمر.

واعترض “عبد الرحيم أحمد الحويطي” من أهالي منطقة خريبة في منطقة نيوم الواقعة على البحر الأحمر بشمال غرب السعودية، وهو المشروع الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، على ما سماه “التهجير القسري”.

وقال “الحويطي”: “في المرحلة الأولى من مشروع نيوم بدأت عملية التهجير القسري للأهالي من منازلهم ومناطقهم، بينما الأهالي جميعا يرفضون الترحيل؛ ولكن للأسف فإن الأسلوب الذي استخدمته الدولة يمكننا أن نسميه إرهاب دولة”.

وتابع “كل من يرفض الترحيل وقال أنا أريد البقاء في ديرتي (منطقتي) ولا أريد التعويض عن ذلك بالمال، فإنه يتم اعتقاله”.

وأشار إلى أن “المشروع يرتكز على تهجير الأهالي من المنطقة واستقطاب بدلا عنهم المسيحيين والنصارى واليهود”.

وشدد المواطن السعودي، في مقاطع أخرى، على أنه ينشر هذه المقاطع ويعلم تبعات ذلك، ولكنه يريد أن يبرز احتجاجه ضد الإجراء الحكومي، ولم يستبعد أن يؤدي به نشر المقاطع إلى السجن والإعدام.

وأضاف “الحويطي”: “انتقد رجال الدين على صمتهم لما يجري في السعودية”، داعيا إياهم إلى العمل بتعاليم الدين، مؤكدا أن الوضع لو استمر على ما هو عليه في الوقت الراهن فسيتم استباحة كل شيء وسيتم تغيير الدين إلى دين آخر.

واستنكر مغردون تفاعلوا مع حديث المواطن السعودي، الترحيل القسري لأهل الحويطات، ناشرين مقاطع مصورة لإجبار الأهالي على الخروج من منازلهم.

وفي السياق ذاته رجح مغردون آخرون، قيام السلطات السعودية بقتل المواطن “عبد الرحيم أحمد الحويطي” عقب حديثه المتداول عما يحدث في الحويطات.

وتبدأ ديار الحويطات، على ساحل البحر الأحمر ممتدة إلى الداخل حتى جبال السروات، حيث تقع إلى الشرق من ديار بني عطية.

وتنتشر عشائر الحويطات على ساحل خليج العقبة من مدينة حقل، وتمتد حتى الجنوب على شاطئ البحر الأحمر حتى مدينة الوجة.

والحويطات هم من الجمامزة من الأشراف بني الحسين الذين هاجروا من المدينة المنورة إلى بادية الشام، واستوطنوا حول العقبة.

ويسعى ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” إلى بناء مدينة “نيوم” على البحر الأحمر، لتكون الواجهة الحضارية للمملكة.

المشروع الذي يتربع على مساحة إجمالية تصل إلى 26.500 كم2، ويمتد 460 كيلومتراً على ساحل البحر الأحمر، تأمل المملكة أن يحل محل وادي السيليكون في مجال التكنولوجيا، وهوليوود في مجال الترفيه، والريفيرا الفرنسية في مجال السياحة.

ولعل ضخامة المشروع، سوف تفرض على الحويطات الرحيل عن ديارهم في مقابل تعويضات مجزية.

بيد أن أهالي الحويطات، يرفضون التهجير من أراضيهم من أجل بناء المشروع الضخم، حيث يؤكد أهالي الحويطات تمسكهم بديارهم، ورغبتهم بأن يكونوا جزءاً من المشروع الجديد، وليس خارجه.

وسبق وأن قال تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إنه من أجل تطوير “نيوم”، تخطط الحكومة السعودية لنقل أكثر من 20 ألف شخص بالقوة، وكان العديد منهم قد سكنوا في المنطقة لعدة أجيال.

وذكرت أن إحدى خطط نقل السكان تفيد بأن مجموعة بوسطن الاستشارية، قالت إن “ذلك سيستغرق حتى عام 2025، لكن بناءً على طلب بن سلمان للتحرك بسرعة، تم تقديم التاريخ حتى عام 2022”.

ومشروع “نيوم”، خصص له صندوق الاستثمارات العامة السعودي 500 مليار دولار.

ويركز المشروع على 9 قطاعات استثمارية متخصصة؛ وتشمل مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة.

ويتوقع أن تبلغ مساهمة “نيوم” بالناتج المحلي السعودي في 2030 نحو 100 مليار دولار.