قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير مطول لها، إن هناك محاولات قام بها كل من ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد”، والرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، لاستقطاب البيت الأبيض لدعم حليفها الليبي الجنرال المتقاعد “خليفة حفتر” قائد قوات شرق ليبيا على حساب حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، ومن قبل واشنطن.
وحسب ما كشفت عنه الصحيفة في تقريرها، فإن الحملة وراء دفع البيت الأبيض لدعم “حفتر” بدأت بالتزامن مع انتخاب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.
وتضيف “نيويورك تايمز” إلى أنه خلال تلك الفترة روج “بن زايد” لـ”حفتر” بين فريق السياسة الخارجية التابع لـ”ترامب” في لقاء سري عقد بنيويورك في ديسمبر/كانون الأول 2016.
وأِشارت، إلى أن “السيسي” الذي وصفه “ترامب” بـ”ديكتاتوري المفضل”، حمل قضية دعم “حفتر” معه إلى البيت الأبيض عندما التقى مع “ترامب”.
ونقلت الصحيفة عن “أندرو ميللر”، عضو مجلس الأمن القومي في بداية إدارة “ترامب”، والباحث في مشروع الديمقراطية بالشرق الأوسط في واشنطن قوله: “كان حفتر نقطة نقاش جوهرية في اللقاءات مع المصريين والإماراتيين”.
ولفتت إلى أنه رغم عدم اعتراف واشنطن منذ الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل “معمر القذافي” في 2011 إلا بحكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة، لكن “السيسي”، و”محمد بن زايد” أخبرا “ترامب”، أن الحكومة الانتقالية ضعيفة ويسيطر عليها الإسلاميون.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين سابقين في الإدارة الأمريكية، أن الزعيمين العربيين ناقشا أن “حفتر” قادر على منع سيطرة الإسلاميين على السلطة في طرابلس، حيث قالا إن وصولهم إلى السلطة سيكون له أثر الدومينو في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن “حفتر” من جانبه تعهد عام 2014 بسحق الإسلاميين ومحوهم وحكم ليبيا كزعيم عسكري، لكنه أقام تحالفا سريا مع حركة إسلامية متشددة تميل إلى التيار السلفي.
وعقبت “نيويورك تايمز”، أن “السيسي” و”محمد بن زايد” تجاهلا هذا التناقض وهما يحاولان الضغط على الإدارة لدعم “حفتر”، وفي الوقت نفسه كانا يعملان مع روسيا، وفتحت مصر قاعدة عسكرية للروس لتأمين الإمدادات العسكرية إلى “حفتر”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “السيسي” و”بن زايد” وجدا أذنا مصغية وتعاطفا من مسؤول الأمن القومي السابق “جون بولتون”، الذي يعرف عنه مواقفه المتشددة ضد الإسلاميين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المكالمة التي أجراها “بولتون” و”حفتر” في الربيع الماضي جاءت في لحظة حرجة حيث كانت محادثات السلام تقترب، وقام “حفتر” بنقل قواته إلى بلدة في الصحراء قريبة من العاصمة محضرا لهجوم مفاجئ.
وعندما طلب “حفتر” موافقة من “بولتون” على خطته كان الجواب “ضوءا أصفر” لا أخضر ولا أحمر، حسبما قال المسؤول السابق في الإدارة.
وذكرت الصحيفة أن 3 مسؤولين غربيين اطلعوا على فحوى المكالمة من “حفتر”، ومسؤولين أمريكيين بارزين، قالوا إن “بولتون” لم يكن موافقا بالمطلق: “لو أردت الهجوم فعليك العجلة”.
وذكرت أن “حفتر” اعتبر أن هذا الكلام موافقة، وشن هجوما مفاجئا وصاعقا على حكومة الوفاق حيث تزامن مع وصول الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جويتريش” إلى طرابلس.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مع استمرار الهجوم قام حلفاء “حفتر” بالضغط على الرئيس شخصيا لدعمه “السيسي” في 9 أبريل/نيسان العام الماضي، و”محمد بن زايد” في 18 أبريل/نيسان 2019.
وأضافت الصحيفة أنه في اليوم التالي نشر البيت الأبيض فحوى مكالمة بين الرئيس و”حفتر” أثنى فيها على الأخير “لدوره المهم في محاربة الإرهاب”.
وذكرت “نيويورك تايمز”، أنه بعد يوم واحد من مكالمة “ترامب” بدأت قوات “حفتر” في قصف المدنيين في العاصمة طرابلس.
ويعلق “بيتر ميليت” السفير البريطاني في ليبيا حتى عام 2018: “كان الأمريكيون يغيرون مواقعهم بطريقة لا معنى لها”، مضيفا: “كان هناك ارتباك وصدمة عظيمة داخل المجتمع الدولي”.
اقرأ أيضاً: تقارير ألمانية: بعد هزيمته النكراء .. حفتر يتلقى دعمًا من بوتين عبر مرتزقة سوريين
اضف تعليقا