نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية، تحليلاً للصحفي الإسرائيلي “جدعون ليفي”، الذي اعتبر إن اشتراط تل أبيب الحصول على معلومات عن جنود مفقودين في وقت سابق مقابل “إدخال أجهزة تنفس صناعي لغزة لمواجهة كورونا، هي ذروة الوضاعة”.
وفي تحليله المنشور قال “ليفي” إنه: “إذا بقي لدى إسرائيل ذرة من مشاعر الإنسانية تجاه سكان غزة، على الأقل في فترة كورونا، فعليها أن تلغي فوراً كل المحظورات وتسمح بتقديم مساعدة طبية واقتصادية غير محدودة للقطاع”.
وأضاف: “وإذا كانت ستظهر تسامحاً أكثر وقدراً أقل من التحدي، فيمكنها التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والجثث مع حماس، ولكن إسرائيل التي انقلب فيها كل شيء بسبب كورونا، بقي هناك أمر واحد على حاله، مغلق وفظ: حصار غزة. كل العالم تغير باستثناء السجن الكبير الذي ينتظر بذعرٍ تفشي الوباء في ظل وجود 65 جهاز تنفس وبدون أجهزة فحص لأكثر من مليوني شخص ومع وجود أبواب مغلقة يملك مفاتيحها السجان الإسرائيلي. هذه هي ذروة الوضاعة”.
والإثنين الماضي، نشرت “هآرتس” بأن حماس قد تقدم معلومات عن المفقودين مقابل أجهزة التنفس، وسارعت مصادر إسرائيلية إلى نفي مجرد التفكير بأن هذه الأجهزة ستنقل إلى غزة، وحماس أيضاً نفت النبأ في أعقاب ذلك.
وأردف أنه “في غزة 65 جهاز تنفس فقط، لأنها مسجونة منذ 15 سنة تقريباً على أيدي إسرائيل، الحقيقة هي أن جنرالاً إسرائيلياً هو من يقرر ما يدخل إليها، بل وما لا يمكن احتمال دخوله، حقيقة تصرخ حتى عنان السماء، أي حق لهذا الجنرال الإسرائيلي كي يقرر كم من أجهزة التنفس سيكون لغزة؟ وأين الشر في ذلك؟ فعندما تريد تركيا مساعدة غزة فإن إسرائيل تضع العقبات”
وقال إن “في الخلفية ثمة صفقة تبادل أسرى وجثث، شخص ما اعتقد أنه يمكننا ابتزاز صفقة في ظل وجود كورونا، غزة أوقفت إطلاق النار منذ تفشي الوباء، كان على إسرائيل أن ترد ببادرة حسن نية، ولكن تلك في إسرائيل تعد إشارة ضعف، إن سؤال من هو الزعيم الأكثر إنسانية، بنيامين نتنياهو أم يحيى السنوار، هو سؤال مفتوح”.
وفي إجابه على سؤاله قال: “نتنياهو مثل أسلافه، مسؤول عن التنكيل بعدد أكبر من بني البشر، الذخر الوحيد الذي في يد السنوار هو مدنيون وجثتان، السنوار يريد إطلاق سراح القليل من آلاف أبناء شعبه المسجونين في إسرائيل، عدد منهم سجناء أمنيون، أو الذين فرضت عليهم عقوبة قاسية، ويريد أن يطلق في البداية سراح كبار السن والمرضى والنساء والقاصرين والـ 55 سجيناً الذين أعادتهم إسرائيل إلى السجن بصورة فضائحية بعد صفقة شاليط، انتقاماً على اختطاف الفتيان الثلاثة، كخضوع لشروط المستوطنين”.
وأكمل: “دولة إنسانية كانت ستطلق سراح كل هؤلاء بدون شرط، كبادرة حسن نية إزاء كورونا. إسرائيل غير مستعدة في هذه الأثناء لإطلاق سراحهم حتى في صفقة، حيث يجب علينا أن نري حماس من الأكبر ومن الأقوى، بقي علينا أن نفكر فقط بضائقة سكان غزة العاجزين، وبخوفهم من الوباء الذي ليس هناك أي رد عليه في غزة، وبالضائقة النفسية والاقتصادية المتفاقمة”.
اقرأ أيضاً: “كورونا” يغلق إسرائيل بشكل كامل
اضف تعليقا