يبدو أن صفقة استحواذ السعودية على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لن تمر بسهولة كما يتمنى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومن بين العوامل التي تجعل مسار الصفقة متعثرا وباء كورونا الذي ساهم في إبطاء إتمامها، فضلا عن الانتقادات الحقوقية الهائلة وعلى رأسها منظمة العفو الدولية، وأخيرا دخلت قطر على الخط أيضا عبر قناة بي إن سبورت لإثناء الإنجليز عن بيع النادي الإنجليزي للأمير المتهور.
وبحسب تقارير صحفية، فإنّ صندوق الاستثمارات العامة السعودي المدعوم من بن سلمان دفع بالفعل مبلغاً مقدّماً لا يمكن استرداده بلغ 17 مليون جنيه استرليني، إلى مالك نادي نيوكاسل مايك آشلي، في إطار صفقة ستبلغ قيمتها 300 مليون جنيه ما يعادل 345 مليون يورو.
قطر تدخل على الخط
في رسالة بعثها المدير التنفيذي لشبكة BEIN Sports القطرية، يوسف العبيدلي، إلى رؤساء أندية الدوري الإنجليزي، ناشدهم فيها بالتحقيق بما إذا كان صندوق الاستثمارات العامة السعودي وممثلوه مؤهلين فعلاً لتملّك نادي نيوكاسل يونايتد.
وأضاف في رسالته: “مستقبل النموذج الاقتصادي لكرة القدم على المحك في حال سمح الدوري الإنجليزي للصندوق الذي يشرف عليه بن سلمان بالاستحواذ على نيوكاسل”، ودعم تحذيراته مستشهداً بمحاولات السعودية المستمرة في القرصنة وسرقة المصالح التجارية للأندية الإنجليزية، الدوري الممتاز وجميع الشركاء في قطاع البث.
وتابع محذرا أندية الدوري الإنجليزي بقوله: “حينما يتم استئناف الموسم في الأشهر المقبلة، كل مباريات الدوري ستبث بشكل غير مشروع عبر خدمات IPTV غير المشروعة التي تعمل من خلال شبكة بي أوت كيو، وتم بيعها بكميات كبيرة في السعودية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وتتهم القناة القطرية التي تملك حقوق بث العديد من البطولات والمنافسات الرياضية، السلطات السعودية بالوقوف خلف قناة “بي آوت كيو” التي قرصنت بث العديد من هذه الأحداث، ومنها الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك في أعقاب الأزمة الخليجية التي أسفرت عن حصار قطر منذ يونيو/حزيران 2017.
يُذكر أنه في سبتمبر/أيلول، خلص تحقيق مولته الفيفا، وعدد من الدوريات الأوروبية إلى جانب الدوري الإنجليزي، إلى أن القمر الصناعي “عربسات” لعب “بدون شك” دورا محوريا في عملية القرصنة.
الرياضة.. حلبة جديدة للصراع
وفي تقرير لها، الأربعاء، رأت نيويورك تايمز أنه من المتوقع أن تنقل الرسالة القطرية الأخيرة ساحة الصراع بين الرياض والدوحة إلى ساحة الدوري الإنجليزي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل الأزمة الخليجية، كانت السعودية أكبر سوق لقنوات ” beIN” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أما الآن، فهي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يتم إذاعة المباريات فيها إلا بطرق غير شرعية، سواء عبر شبكة beoutQ غير القانونية، أو حتى عبر شبكة beIN نفسها، ولكن بصورة غير قانونية حيث تم حظرها منذ 2017.
وتعتبر الساحة الرياضية واحدة من ساحات التنافس القوية بين السعودية وقطر منذ قطع العلاقات وبدء الحصار، حيث دعمت الرياض قبل أشهر اتجاها داخل فيفا لزيادة عدد المنتخبات في مونديال قطر 2022، من أجل إشراك جيرانها في تنظيم البطولة بدلا من استئثار قطر وحدها بالكعكة، لكن مساعي السعودية باءت بالفشل ورفضت فيفا في النهاية واستقرت على أن تقام البطولة في قطر وحدها بنفس عدد المنتخبات الحالي دون زيادة،، كما سعت المملكة لاستضافة النسخة الماضية من بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها قطر بالفعل.
أما في ساحة الكرة الأوروبية، فإن أجواء ساخنة تنتظر البلدان الخليجية حال إتمام صفقة بيع نيوكاسل لصندوق الاستثمار السعودي، لا سيما مع امتلاك الأسرة الحاكمة في قطر نادي باريس سان جيرمان الشهير، بينما يمتلك الشيخ منصور بن زايد شقيق حاكم الإمارات نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، ومؤخرًا حاول بن سلمان دخول الساحة الأوروبية عبر استحواذ مستشاره تركي آل الشيخ على ملكية نادي ألميريا الإسباني الذي يلعب في الدرجة الثانية، بينما يقف الآن على بعد خطوة من تملك نيوكاسل أحد أعرق أندية الدوري الإنجليزي، وهو ما يجعل الدوري الإنجليزي ساحة جديدة للصراع بين فرقاء الأزمة الخليجية.
لا تغامروا بسمعتكم
ويأتي الدخول القطري على خط صفقة نيوكاسل بعد هجوم حاد وجهته منظمة العفو الدولية مجددا ضد مساعي بن سلمان لشراء نادي نيوكاسل يونايتد، معتبرة أن النادي يغامر بسمعته إذا تمت هذه الصفقة.
وفي رسالة بعثتها المنظمة إلى رئيس الدوري الإنجليزي الممتاز، قالت “نعتقد أن هناك أسئلة صعبة وجدية يجب الحصول على إجابات لها لمعرفة ما إذا كان مالكو الصندوق الاستثماري الساعي لشراء نيوكاسل مناسبين للحفاظ على سمعة البطولة واللعبة”.
وأضافت أن “بن سلمان بحكم سلطة الواقع وتحكمه في الاقتصاد السعودي وسيطرته على الصندوق السيادي الاستثماري سيصبح مالكا ومتحكما في نادي نيوكاسل، فكيف يكون ذلك أمرا إيجابيا لسمعة البطولة وصورتها الذهنية؟”.
وأدانت المنظمة سجل حقوق الإنسان السعودي، معتبرة أن الدوري الإنجليزي يغامر بسمعته لمصلحة هؤلاء الساعين لاستخدام بريقها للتغطية على تصرفاتهم غير الأخلاقية ما تضع البطولة ومبادئها وقيم لعبة كرة القدم العالمية في مهب الرياح.
وفي يناير الماضي، انتقدت العفو الدولية ذات الصفقة، واعتبرت أن ما يقوم به بن سلمان في مجال الرياضة هو لتحويل الأنظار عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان والمرأة، ومحاولة من حكومة الرياض لغسل هذا العار الذي يلاحق المملكة على المستوى الدولي.
وتابعت أن السعودية معروفة بمحاولاتها لـ”غسل العار عن طريق الرياضة” باستخدام بريق ومكانة الرياضة العليا كأداة للعلاقات العامة لتشتيت الانتباه عن سجل حقوق الإنسان السيئ لديها.
اقرأ أيضاً: غسل العار بالرياضة.. لهذا يصمم بن سلمان على شراء نادي نيوكاسل الإنجليزي
اضف تعليقا