جدول المحتوى

أثارت وفاة المعتقل السعودي البارز عبدالله الحامد داخل سجنه غضبا عارما ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لاسيما أن الوفاة حدثت في أول أيام شهر رمضان الكريم، وبعد أيام من تحذيرات ومناشدات حقوقية بإنقاذ حياة الحامد نظرا لتدهور حالته الصحية وتعرضه لجلطة دماغية في 9 أبريل الجاري.

معتقلي الرأي": وفاة الحقوقي السعودي البارز عبد الله الحامد بالسجن ...

وتعيد وفاة الحامد إلى الأذهان العديد من حالات الإهمال الطبي التي أسفرت عن وفاة معتقلين كثر داخل زنازين وأقبية بن سلمان القمعية، كما أفادت تقارير طبية مسربة عن أوضاع المعتقلين الصحية أن سجناء الرأي يتعرضون إلى التعذيب والإهمال الطبي المتعمد، وخلصت التقارير الطبية إلى أن السجناء يعانون من كدمات وحروق وجروح ونقص حاد في الوزن، كما كشفت أن بعض السجناء لا يستطيعون الحركة على الإطلاق بسبب جروح في السيقان والهزال الشديد نتيجة سوء التغذية ونقص السوائل في أجسامهم.

 

أحمد العماري .. تعذيب مستمر

في يناير 2019، توفي الأكاديمي المعتقل أحمد العماري عميد كلية القرآن الكريم السابق بجامعة طيبة في المدينة المنورة، بعد أشهر من الإهمال الطبي في سجنه، كما جاءت وفاة العماري بعد معاناة من التعذيب والمرض ومن ثم الإهمال الطبي المعتمد حيث أصيب بجلطة ونزيف في الدماغ قبل أن يفارق الحياة.

غضب في السعودية بعد وفاة الداعية المعتقل أحمد العماري

ووفق حساب “معتقلي الرأي” فإن العماري دخل في غيبوبة تامة، بعد تعرضه لنزيف دماغي حاد نقل على إثره إلى العناية المركزة بأحد مستشفيات جدة بين الحياة والموت، بسبب الإهمال الطبي خلال فترة اعتقاله في العزل الانفرادي بالسجون السعودية.

وكان الشيخ العماري قد وضع في العزل الانفرادي منذ اعتقاله في أغسطس/ آب 2018 حتى نقله إلى المشفى قبل أيام قليلة من وفاته، وتم اعتقاله برفقة أحد أبنائه، بسبب صلته بالداعية المعتقل الشيخ سفر الحوالي.

صالح الضميري .. إهمال متعمد

وفي أغسطس/آب 2019 توفي الداعية السعودي صالح الضميري، بأحد سجون المملكة، وقال حساب “معتقلي الرأي” أنه تأكد من وفاة الشيخ صالح عبد العزيز الضميري في سجن الطرفية، مشيرا إلى أنه توفي جراء “الإهمال الطبي، حيث أنه مريض بالقلب وكان في العزل الانفرادي”.

واعتقل الشيخ الضميري أكثر من مرة لفترة تزيد عن سبع سنوات على خلفية مناصرته لمعتقلي الرأي في السعودية ونصحه الدائم للحكام.

وكان الضميري من بين العديد من معتقلي الرأي الذين طالبت منظمة العفو الدولية السعودية بالإفراج عنهم 

بعد تدهور صحتهم داخل السجون السعودية دون توفير رعاية صحية لهم أو تقديمهم للمحاكمة، في حين تتواصل حملة الاعتقالات بوتيرة كبيرة.

فهد القاضي .. مات مقيدا

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، توفى الشيخ  فهد القاضي، أحد رموز تيار الصحوة الديني في السجن نتيجة الإهمال الطبي بعد أن نُقل إلى المستشفى، وهو في حالة موت دماغي مع تقييد قدميه.

وقال حساب “معتقلي الرأي”: “تأكد لنا أن الشيخ فهد القاضي رحمه الله تم نقله للمستشفى وهو في حالة موت دماغي ورغم ذلك تم تقييد قدمه بالسرير منذ دخوله وحتى تسليم جثته”.

وترك الشيخ على سرير المستشفى يوما كاملا لحين صدور موافقة خاصة من الديوان الملكي بتسليم جثته.

واتهمت عائلة القاضي، التي لديها نفوذ كبير في منطقة القصيم، أحد أكبر معاقل السلفية السعودية، السلطات السعودية بالإهمال والتسبب بوفاة ابنها.

ويعد القاضي رجل دين وباحث شرعي عمل في مجال التعليم والتدريس إضافة إلى عمله كمحتسب في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أحد أبرز الرموز الروحيين لتيار الصحوة، واعتقل في عام 2016 نتيجة نصيحة وجهها إلى الديوان الملكي وحكم عليه بالسجن 6 سنوات.

عبدالله الحامد .. تصفية مقصودة

وفي أول أيام رمضان، توفى الأكاديمي السعودي البارز عبدالله الحامد إثر تدهور صحته بسجن الحائر بالرياض.

واعتبر حساب معتقلي الرأي أن وفاة الحامد اغتيال متعمد قامت به السلطات السعودية بعدما تركته إدارة السجن في غيبوبة عدة ساعات قبل نقله للمستشفى”، مؤكداً أنّ “السكوت على هذه الجريمة قد يتسبب بوفاة آخرين من المعتقلين الأحرار”.

وأقيمت صلاة الجنازة على الحامد، وتم دفنه ومنعت السلطات أحدا يصلي عليه غير أقاربه تحت ذريعة منع التجمعات.

وتجاهل بن سلمان مطالبت منظمة العفو الدولية قبل أيام بضرورة الإفراج عن الحامد نظرا لتردي وضعه الصحي، وتعرضه إلى جلطة في 9 أبريل الجاري، بينما حذر حساب معتقلي الرأي من تصفية الحامد عبر الإهمال الطبي، دون جدوى.

واعتقل الحامد في العام 2013، وحكم عليه بالسجن 11 سنة، لمشاركته في تأسيس جمعية “حسم”، التي كانت تدعو إلى الملكية الدستورية، ولإشراك الشعب في العملية السياسية.ويعد الحامد أحد أبرز المعتقلين السياسيين في السعودية يعاني من وضع صحي متدهور، منذ أكثر من 3 أشهر ولم تقبل السلطات الإفراج عنه رغم سنه الذي شارف 70 عاما.

 

اقرأ أيضًا: نعي أممي لـ “عبد الله الحامد” .. صدمة وخبر حزين أول أيام رمضان