بحجة ضعيفة وجهل بالتاريخ، أراد مطبع سعودي أن يثبت وجود اليهود على أرض فلسطين قبل العرب، غير أن جهله أوقعه في شر أعماله، ليناقض نفسه بنفسه، وينقلب مقاله المطبع إلى محط سخرية واسعة من الناشطين العرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد أثار مقال المطبع السعودي “عبد الرازق القوسي”، والذي احتفت به ونشرته صحيفة “معاريف” العبرية، سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية، بعد أن زعم المطبع أقدمية اليهود على أراضي فلسطين عن العرب، في مقال أقرب إلى أن يكون مزحة ثقيلة الدم.
وزعم السعودي “القوسي”، الذي زار إسرائيل نهاية العام الماضي، أن الأقلية اليهودية التي كانت على أرض فلسطين مطلع القرن العشرين استقرت هناك قبل قدوم العرب إليها.
لكنه وقع في شر أعماله، عندما حاول أن يسوق دلالات تاريخه على مزاعمه، حيث وقع في تناقض شديد عندما ذكر التواريخ التي سكن فيها اليهود والعرب هذه الأرض.
حيث أشار إلى أن الحقيقة التاريخية التي لا خلاف عليها بين المؤرخين، وهي أن الكنعانيين العرب قدموا من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين في الفترة ما بين 2500 إلى 3000 سنة قبل الميلاد، فيما قدم بنو إسرائيل إلى هناك في 1250 قبل الميلاد، أي إنه حسب هذه الحقائق، فقد أقام العرب في فلسطين قبل اليهود بـ 1350 عاماً.
وهو ما جعل مقاله محل سخرية وتندر بين راود مواقع التواصل الاجتماعي، الذين سخروا منه لعدم قدرته على معرفته أي الفريقين أحق بالأرض في هذه الحالة، وأنه يحاول لي ذراع التاريخ لإثبات مزاعمه التطبيعية.
ولم يتوانى “القوسي” في مقاله عن تحميل الدول العربية المسؤولية عن تهجير اليهود منها إلى إسرائيل مطلع خمسينيات القرن الماضي.
وهو الزعم الذي يتناقض مع الكثير من الوثائق التي تؤكد أن إسرائيل مسؤولة في كثير من الأحيان عن دفع اليهود في بعض الدول العربية إلى الهجرة إليها عبر تكليف الموساد شنّ عمليات تخريبية ضد الأهداف اليهودية هناك، ولا سيما في العراق.
كما انتقد المطبع “القوسي” محاربة الدول العربية لإسرائيل، بزعم أنه لا يمكن إزالة دولة حصلت على اعتراف الأمم المتحدة، محملا الفلسطينيين المسؤولية عما وصلت إليه أوضاعهم وقضيتهم، لافتاً إلى أنهم لم يستغلوا قرار التقسيم في تدشين دولة، ولأنهم راهنوا على دعم الآخرين في مواجهة إسرائيل.
وفي أواخر 2019، زار “عبدالرزاق القوسي” دولة الاحتلال والتقى وزير خارجية الاحتلال “يسرائيل كاتس”، في خطوة حظيت بإشادة أوساط إسرائيلية، لاسيما بعدما قال “القوسي”، خلال الزيارة، إن “الشعب الإسرائيلي طيب مسالم لا تصدر منه إلا الكلمة الطيبة”.
وجاءت زيارة “القوسي” إلى إسرائيل بعد زيارة سابقة لمواطنه المدون “محمد سعود”.
وزادت وتيرة التطبيع خلال الفترة الأخيرة بأشكال متعددة بين الإسرائيليين ودول خليجية، عبر مشاركات إسرائيلية في نشاطات رياضية وثقافية.
وتحدث مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة، مؤخرا، عن وجود “تغير إيجابي” في إطار التطبيع مع العرب، رغم الرفض الشعبي الواسع.
اقرأ أيضاً: خطوات سعودية نحو التطبيع .. كاتب يطالب نتنياهو بتخليص العالم من “شر الفلسطينيين”
اضف تعليقا