منذ بداية أزمة كورونا حول العالم، وترامب يحاول أن يؤكد للعالم أجمع أن دولته هي الأقوى في مواجهة الفيروس، سواء بسبب الإدارة أو بسبب النظام الصحي “المتطور” الذي يستطيع السيطرة على الفيروس بأكثر أدوات الفحص تقدماً.

وعلى الرغم من تزايد حالات الإصابة بالفيروس داخل الولايات المتحدة بصورة كبيرة، لم يتراجع ترامب عن تصريحاته بأن أمريكا هي الأقوى، والأفضل.

يوم الاثنين، حاول ترامب استعراض قوة إدارته في أنظمة فحص الفيروس، في مؤتمر ضخم تحت شعار ” أمريكا تقود العالم في الاختبار”، إلا أن كل شيء خطط له ترامب تحطم أمام أسئلة الصحفيين والمراسلين الإعلاميين في المؤتمر.

انهيار ترامب بدأ مع سؤال مراسل شبكة سي بي إس ويجيا جيانغ، حول “الأرقام القياسية التي حققتها الولايات المتحدة في عدد إصابات ووفيات كورونا بخلاف بقية دول العالم؟”، لينفعل ترامب على الحضور قائلاً “الجميع يفقد حياته في جميع أنحاء العالم، هذا السؤال لا يجب أن توجهه إلي، بل يجب أن تطرحه على الصين، وبالتأكيد ستحصل على إجابة غير عادية!”.

عندما حاولت مراسلة أخرى، كايتلان كولينز من شبكة سي إن إن، طرح سؤال، لم تحصل على إجابة وافية، بل جاءت إجابته مختصرة، وأنهى بعدها المؤتمر.

وكان دونالد ترامب قد أعلن الاثنين أن الولايات المتحدة “القائد في حملات الفحص”، مضيفاً أن “الأمة ستحقق انتصاراً هائلة”، مؤكداً “لقد واجهنا وانتصرنا”.

قبل أسبوعين فقط، في مؤتمر صحفي آخر، قال ترامب إنه بينما أحرزت إدارته تقدمًا كبيرًا في توسيع نطاق الاختبار، إلا أنه لا يزال أمامها عمل للقيام به، وبإعلان الاثنين، يبدو أن الرئيس يعتقد أن فريقه قد فعل كل ما يحتاجه للاختبار في آخر 14 يومًا، ومع ذلك لم يتمالك أعصابه أمام أسئلة الصحفيين التي حاولت الوصول إلى تفسيرات لما يحدث على أرض الواقع مقابل تصريحاته بتحقيق انتصارات وما شابه.

ليلة الإثنين، تجاوزت حصيلة وفيات كورونا داخل الولايات المتحدة 80 ألفاً، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز.

آليات الفحص المتبعة في الولايات المتحدة، مشابهة لآليات دول مثل الدنمارك وإيطاليا ونيوزيلندا، حيث يتم إجراء الفحص على 1000 شخص يومياً، وفقاً لجهاز إحصاء ” Our World in Data”، وبمقارنة هذه الأعداد بأعداد سكان الولايات المتحدة، نجد أن أمريكا لم ترق لأن تصبح “الدولة القائد في عمليات الفحص والاختبار”.

من ناحية أخرى، عدد عينات الفحص التي أعلن عنها ترامب مساء الاثنين متأخراً عن الجدول الزمني الذي حددته إدارته من قبل.

في مارس/آذار، أخبر نائب الرئيس مايك بنس الصحفيين أنه بحلول منتصف الشهر ]مارس[، ستنتهي الدولة من فحص 4 ملايين عينة، وستستمر الفحوصات لنهاية الشهر للوصول لعدد أكبر، إلا أن هذا لم يحدث أبداً.

هذا التباطؤ في عمليات الفحص، أثار العديد من التساؤلات لدى الصحفيين، الذين هاجموا “بنس” في مؤتمر الشهر الماضي بسبب تناقض التصريحات، ولم يجد “بنس” أمامه مخرجاً سوى أن “الإدارة ستحاول تسهيل شحن العينات، والأمر متروك للولايات وإدارتها”، لتكون إجابته مؤشراً جديداً على أن وعود الإدارة بشأن عينات الفحص كانت أقل من التوقعات.

خلال الشهرين الماضيين، ناشد مسؤولو الولايات والمسؤولون المحليون الحكومة الفيدرالية للحصول على المساعدة في عملية اجراء الفحوصات، مدعين أنهم ببساطة ليس لديهم ما يكفي من أدوات الفحص أو الإمدادات المادية اللازمة لإدارتهم لتتمكن من القيام بذلك.

من جانبه، رفض ترامب كافة الانتقادات التي وجهت له ولإدارته، زاعمًا أن الحكومة الفيدرالية قد ذهبت إلى أبعد الحدود لمساعدة الولايات للوقوف على أقدامها، حتى أن صهر ترامب، جاريد كوشنر، وصف في وقت سابق من هذا الشهر رد الحكومة الفيدرالية بأنه “قصة نجاح”.

هذه الصورة الوردية التي يحاول ترامب تصديرها للعالم بعيدة كل البعد عما يجري على أرض الواقع في المجتمعات المحلية، وخاصة تلك الموجودة في المناطق الساخنة.

في جيرسي سيتي/ نيو جيرسي على سبيل المثال، حارب العمدة وفريقه الولاية والحكومة الفيدرالية للحصول على موارد اختبار إضافية قبل أن يستقروا على فكرة أنهم لن يجروا أبداً ما يكفي من الاختبارات مهما طلبوا المساعدة.

وفي مناطق أخرى يقول المسؤولون إنهم لا يملكون الموظفين أو الإمدادات اللازمة للقيام بالفحوصات المطلوبة، وعلى الرغم من ذلك، يستمر المسؤولون في البيت الأبيض، وخصوصاً الرئيس وصهره، في الإشادة ببعضهما البعض.

أصدر ترامب قراره للولايات في جميع أنحاء البلاد بإعادة فتحها مرة أخرى على الرغم من مخاوف بعض المسؤولين المحليين بشأن سرعة تخفيف القيود والإجراءات المتخذة سابقاً للحد من انتشار الفيروس.

وصفت الشرائح التي استخدمها المسؤولون خلال المؤتمر الصحفي “التوسع التاريخي للاختبار”، إلى جانب إعلان الإدارة أنه تم إرسال 11 مليار دولار إلى الولايات المختلفة، من خلال تشريع قانون CARES ، “لمساعدتهم في إجراء عمليات الفحص”.

في المؤتمر المُشار إليه، حاول ترامب التماسك قدر الإمكان، معلناً عن قدرة إدارته في التعامل مع الأزمة، وقال متباهياً في رد على سؤال لأحد الصحفيين “إذا أراد شخص ما الخضوع للاختبار الآن، فنحن مستعدون”، وبعد دقائق قال ترامب “إذا أراد الناس الخضوع للاختبار، فسيخضعون للاختبار”، متابعاً “ولكن في الغالب لن يرغبوا في ذلك… ليس هناك سبب… إنهم يشعرون بالرضا، ليس لديهم صعوبة في التنفس، ولا التهاب في الحلق.. ليس لديهم أي مشكلة “.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

اقرأ أيضاً: علاج “كورونا” على طريقة “ترامب” .. يقترح حقن المرضى بالمطهرات!