مع حملة الاعتقالات التي قام بها ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” في 2017، بدأ أمراء العائلة المالكة في البحث لهم عن ملاذ آخر للهروب إليه حال فكر بن سلمان بالتنكيل بهم غيرهم من أعمامه وأبناء عمومته الأمراء.

وهو الأمر الذي كشف عنه موقع متخصص بالإبلاغ عن الجريمة المنظمة وقضايا الفساد حول العالم، حين أعلن عن شراء أمير سعودي من أعضاء هيئة البيعة وزوجته و5 من أبنائه الإقامة الذهبية في قبرص.

ويقول موقع “OCCRP”، في تقريره، أن أمير حائل السابق، “سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز” (ابن شقيق الملك سلمان)، اشترى الإقامة الذهبية في قبرص، هو وزوجته وخمسة من أبنائه، وذلك بعد شهور تلت إعفاءه من منصبه كأمير لمنطقة حائل (أبريل/نيسان 2017).

وقد تقدم الأمير البالغ من العمر 73 عاما، بتصريح للهجرة ليمكنه من الحصول على الجواز القبرصي، بخلاف الإقامة الذهبية التي حصل عليها، ومن شروطها الاستثمار بمبلغ مليوني يورو بالحد الأدنى.

وقدم أقدم الأمير “سعود” قدم على الحصول على الجواز القبرصي، في ديسمبر/كانون أول 2017، بعد أيام فقط من حملة “بن سلمان” على أبناء عمومته ورجال أعمال، والزج بهم كسجناء في فندق “الريتز كارليتون” بالرياض.

ويضيف موقع  “OCCRP” نقلاً عن أستاذ السياسة في كلية لندن للاقتصاد، “ستيفن هيرتوج”، قوله إن توقيت تحرك الأمير “سعود” للحصول على جنسية أجنبية، يشير إلى شعور داخلي بالقلق من ابن عمه “بن سلمان”.

وأضاف “هيرتوج” أن الكثير من أمراء “آل سعود” باتوا يخشون من تصرفات ابن عمهم الشاب.

وقدمت وزارة الداخلية القبرصية طلب الأمير “سعود” وعائلته إلى مجلس الوزراء، إلا أن التخوف يكمن في أن قبرص باتت تملك علاقات جيدة مع السعودية، تبلورت بزيارات متبادلة بين الطرفين، نظرا لصراع البلدين مع تركيا.

وأبناء الأمير “سعود” الذين قدموا معه للحصول على الجوازات القبرصية هم (نورة 47 سنة، فيصل 43 سنة، الجوهرة 42 سنة، بدر 39 سنة، عبد المحسن 35 سنة).

وتلبية لشروط الإقامة الذهبية، ذكر “OCCRP” أن الأمير “سعود” وجه أبناءه بشراء أو بناء قصرين في قبرص، إضافة إلى المساهمة في عدة شركات.

وحصل الموقع على وثيقة، تفيد بأن “عبدالعزيز” أحد أبناء الأمير “سعود”، عين مديرا لشركة تدعى “Casipa Ltd”، وأخرى تدعى “Romolo Ltd”.

الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، “سينزيا بيانكو” لفتت إلى أن صعود “بن سلمان”، وهبوط أسعار النفط، دفع بالكثير من كبار أفراد الأسرة الحاكمة غير الراضيين عن تصرفاتهم، إضافة إلى رجال أعمال، لمحاولة نقل استثماراتهم في الخارج، وكانت الوجهة المفضلة، قبرص ومالطا.

ولفت الموقع إلى أن القانون السعودي يمنع ازدواج الجنسية إلا باستثناء من الملك شخصيا، وهو ما قد يؤدي بالراغبين في الحصول على جنسيات دول أخرى لفقدان جوازهم السعودي، إلا أن الموقع لم يوضح ما إن كانت الجوازات القبرصية تعد بالنسبة للرياض جنسية أخرى أم مجرد وثيقة.

وذكر الموقع، أن أولى الأسماء البارزة التي حصلت على الجواز القبرصي، كان “عبدالرحمن محفوظ” وأسرته، وهو نجل الملياردير السعودي والمصرفي الشهير “خالد بن محفوظ”، وذلك في العام 2015.

و”خالد بن محفوظ” هو رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي سابقا، وبلغت ثروته نحو 3.2 مليارات دولار في 2006.

وكانت صحيفة مالطية كشفت، في نهاية 2018، أن عائلتين ثريتين من السعودية، حصلتا على 62 جوازا مالطيّا، بعد دفعهم ملايين اليوروهات.

وذكرت صحيفة “تايمز أوف مالطا” أن عائلتي “المهيدب” و”العقيل”، وهما من أغنى العوائل في السعودية، حصلوا على الجوازات المالطية، رغم أنهم لم يطؤوا أرضها من قبل.

اقرأ أيضاً: الإذاعة الألمانية: أزمة النفط وكورونا تجعلان مشاريع بن سلمان الفرعونية بعيدة المنال