حذرت دار الإفتاء الليبية، من تورط مسؤولين حكوميين بالسودان، في عمليات الإمداد الإماراتية لمليشيات حفتر التي تتم من خلال جلب مرتزقة من السودان وتشاد لمساندة الجنرال الانقلابي “خليفة حفتر” مقابل رواتب تتولى الإمارات دفعها لهم.

جاء ذلك في بيان لمجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء بليبيا، الذي حذر من الأمر بعدما فاحت رائحة تورط مسؤولين في الحكومة السودانية في ما تقوم به الإمارات من عمليات إمداد لحفتر.

ووصف المجلس ما تقوم به أبوظبي بأنه “متاجرة رخيصة”، حيث يُشترون بالمال من السودان وتشاد، لقتل الليبيين.

وحسب بيان نشره على حسابه في “فيسبوك” الأحد، قال المجلس: “في حال تورط مسؤولين في الحكومة السودانية في الأمر ستكون هناك مآلات خطيرة على البلدين في المستقبل”.

في الوقت الذي ناشد فيه المجلس علماء السودان بأن يكون لهم موقف مما يحدث بشأن تجنيد شباب سودانيين للقتال مع اللواء متقاعد خليفة حفتر لقتل إخوانهم في ليبيا.

وأشار البيان إلى أن الشعب الليبي “يتعرض لأقسى أنواع العدوان والوحشية من قبل مجرمين انقلابيين، هدفهم الوصول إلى السلطة على جماجم أبناء الإسلام وتدمير مقدرات البلد”.

وأضاف مجلس البحوث والدراسات الشرعية في بيانه أنه “بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها حفتر والدول الداعمة له في الأفراد والعتاد، وفشلهم في الدخول إلى العاصمة، لجأ إلى جلب المرتزقة لتعويض النقص”.

وأبدى المجلس أسفه لقيام بعض الدول الشقيقة التي تربطها علاقات أخوة وجوار كالسودان وتشاد، بإمداد حفتر بالمرتزقة لقتل الليبيين، مقابل حفنة من الدنانير، وفق البيان.

وأضاف المجلس مناشدا: “هذا الأمر لا يُرضي من له نخوة ومروءة، حيث يُترك هؤلاء الشباب لاستغلال أصحاب النفوذ الذين يبيعونهم إلى الإمارات كما يُباع العبيد في سوق النخاسة، مستغلين فقرهم وضعفهم وحاجتهم إلى العمل”.

ووصف ما تقوم به حكومة الإمارات من تجنيد للشباب السوداني بالمتاجرة الرخيصة، حيث يُشترون بالمال، ليلاقوا حتفهم في الصحراء ضمن عصابات الحرابة التي يقودها مجرم الحرب حفتر، وفق نص البيان.

وحذر من أن “تورط مسؤولين في الدولة السودانية في هذا الأمر ستكون له مآلات خطيرة على البلدين في المستقبل”، وأضاف أن “المتاجرين بالدماء سيفنون، ولكن الحزازات والشقاق بين الشعبين ستبقى بسبب أعمالهم”.

وحيا العلماء بمجلس البحوث الشعب السوداني على تظاهراته ضد استغلاله من قبل الإمارات، مناشدا العلماء والمعنيين بالقضية في دولة السودان بأن يكون لهم موقف من هذا العدوان ووقف نزيف الدم، مساهمة منهم في حقن دماء إخوانهم المسلمين، وإبراء للذمة، وأكد أن أهل السودان “هم له أهل، وليس غريبا عن نخوتهم ورحمهم”.