ترجمة العدسة عن صحيفة لوفيجارو الفرنسية
محمود عباس، الزعيم العربي البالغ من العمر 85 عامًا، المحاصر بسبب الحجر الصحي، في قصره في المقاطعة في رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، والذي بالكاد تمت رؤيته وسماعه منذ بداية الأزمة الصحية لفيروس كورونا، قد خرج من سباته قبل أيام قليلة من نهاية شهر رمضان للتنديد باتفاقيات أوسلو، أساس التعايش بين الاحتلال الإسرائيلي والدولة الفلسطينية المحتلة.
وقال محمود عباس في خطابه أن السلطة الفلسطينية “هي من اليوم في حِلّ من جميع اتفاقياتها مع الحكومتين الامريكية والاسرائيلية وجميع التزاماتها المبنية على هذه الاتفاقات بما فيها الأمنية.”
أعلن الزعيم الفلسطيني الانفصال عن الدولة العبرية بعد أيام قليلة من تشكيل حكومة الوحدة التي تجمع حزب الليكود لبنيامين نتنياهو وائتلاف حزب أزرق أبيض الوسطي لمنافسه بيني غانتس، وذلك بعد 500 يوم من الأزمة السياسية.
بنيامين نتانياهو لا يزال رئيسا للوزراء، لكنه يشرف على المناصب الاستراتيجية للدفاع والشؤون الخارجية من قبل اثنين من قادة الجيش السابقين، بيني غانتس ورفيقه في السفر غابي أشكنازي.
وقد عقد هذا الثلاثي اتفاقية تتيح لرئيس الحكومة الحرية في تقديم قانون إلى البرلمان يسمح بضم ما يقرب من ثلث الضفة الغربية المحتلة وذلك بوضع المستوطنات اليهودية في المنطقة وفي وادي الأردن تحت السيادة الإسرائيلية.
ويجب تقديم هذا المشروع مبدئيا إلى الكنيست في يوليو، حيث سيحصل على موافقة الأغلبية دون صعوبة كبيرة ولكن بعد نقاشات ساخنة على أقل تقدير.
وسيجعل برنامج الضم الواسع، بما في ذلك وادي الأردن، الأراضي الفلسطينية مناطق محاصرة ومعزولة بلا حدود خارجية مع دولة أخرى غير إسرائيل.
“يقرأ دائما نفس البيان الصحفي”
على مدى السنوات الخمس الماضية، كان رئيس السلطة الفلسطينية يلوح مرارًا وتكرارًا مهددا بإيقاف التنسيق الأمني وقطع العلاقات مع إسرائيل.
في الأول من فبراير في القاهرة، بعد يوم واحد من الإعلان عن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، أعلن محمود عباس رسميًا لمسؤولي جامعة الدول العربية أنه سوف يمزق الصفقات، إلا أن الأخيرة لا تزال سارية في المجالين الاقتصادي والأمني.
أدى تبادل المعلومات بين الجهازين الفلسطيني والإسرائيلي إلى إحباط عشرات الهجمات المعادية لإسرائيل، كما أن لتبادل المعلومات دور في تجنب المناوشات مع القوات الفلسطينية عندما يخترق الجيش الإسرائيلي مناطق تحت السلطة الفلسطينية للقبض على المشتبه بهم.
ولقد وجدت حاليا السلطة الفلسطينية مصلحتها في هذه الطريقة التي تقلل من قدرة الإخوة الأعداء، حركة حماس، على التدخل.
على الجانب الفلسطيني، يشير مسؤولون كبار إلى أن محمود عباس قد توقف عن المراوغة، أما على الجانب الإسرائيلي، فالأمر يسوده بعض الشك، حيث صرح دبلوماسي إسرائيلي ساخرا: “إنه مازال يقرأ البيان الصحفي نفسه دائما”.
يسعى الزعيم الفلسطيني من خلال خطابه إلى توجيه رسالة إلى واشنطن والضغط على الأردن والدول العربية، ويواصل تحذيراته رغم أن المرشح الديمقراطي للرئاسة ونائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن يحذر من أن إسرائيل يجب أن تتوقف عن التهديد بضم المستوطنات وتوسيعها، مضيفًا أن الولايات المتحدة لا تستطيع أبدا ضمان أمن الإسرائيليين بدون عملية السلام.
خلال زيارته الأخيرة إلى القدس، ظل مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة، متحفظا للغاية بشأن هذا الموضوع الذي يديره في البيت الأبيض جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب.
أما الملك عبد الله الثاني فقد تحدث في مقابلة مع مجلة دير شبيجل الألمانية أنه يخشى “نزاعاً كبيرا” بين مملكته الأردن وإسرائيل في حال تم ضم وادي الأردن
.
للاطلاع على الموضوع الأصلي (اضغط هنا)
اضف تعليقا