قالت المقررة الأممية “أجنيس كالامارد”، إن عفو عائلة الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” عن قتلته يعتبر أمرًا “صادمًا”، غير أنها وصفته في الوقت ذاته بأنه كان “أمرا متوقعا”.
وذلك وفقًا لبيان صادر عنها، تعليقًا على تصريحات نجل “خاشقجي” بالعفو عن قاتليه.
وجاء بيان “كالامارد” الأخير بعنوان: “آخر فصل في محاكاة ساخرة للعدالة.. لكنها ليست نهاية العدالة”.
Jamal Khashoggi: The latest act in a parody of justice but not the final act for justice Agnes Callamard, United…
Publiée par Agnes Callamard sur Vendredi 22 mai 2020
وأشارت المقررة الأممية أن هذا العفو “كان متوقعا” لأن جميع الذين تحدثوا عن “الإعدام البشع” لـ”خاشقجي” خلال الأشهر العشرين الماضية توقعوا هذه النتيجة.
وأضافت أن السلطات السعودية تلعب دورها في ما تأمل أن يكون هو الفصل الأخير في “محاكاة العدالة” التي تم ترتيبها جيداً أمام مجتمع دولي جاهز جداً للخداع.
وأكدت “كالامارد” أن هناك دورا للمحاكم الأخرى أيضًا: في تركيا، يجب على المدعي العام والقضاة المضي قدمًا في محاكمتهم لقتلة “جمال” الغيابي.
وتابعت بأنه في الولايات المتحدة ، يجب متابعة جميع السبل المتاحة بموجب القانون المدني والجنائي.
أما في أوروبا، فرأت بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية، يجب تقديم القتلة وكل من دعمهم بطريقة أو بأخرى إلى العدالة.
وشددت “كالامارد” على أن إعلان اليوم يجب أن يدفع الأمين العام للأمم المتحدة إلى العمل على إجراء تحقيق يركز على سلسلة القيادة المتورطة والمسؤوليات الفردية المرتبطة بها “على أعلى مستويات الدولة”.
واسترسلت بأن هناك دورا للبرلمانات؛ يجب على الكونجرس الأمريكي أن يواصل الضغط من أجل أن تنشر الإدارة نتائج سرية حول مدى دور الأمير “محمد بن سلمان” في القتل الوحشي لـ”جمال خاشقجي”؛ يجب نشر هذه النتائج على الملأ.
وختمت بيانها بالقول إن “العدالة لجمال يعني أننا كمجتمع دولي يجب أن نبذل قصارى جهدنا لوقف إعدام الصحفيين”، الصحفيون مستهدفون لحماية من هم في السلطة من المحاسبة ولمنع إعلام المجتمعات حتى لا تظهر الحقيقة، التحقيقات في عمليات القتل التي يقومون بها ضرورية لنا جميعا، إن العدالة لقتلهم هي أضمن طريق يمكن من خلاله استئصال القوة المسيئة للفاسدين وفساد السلطة دون رادع”.
وأعلن “صلاح خاشقجي”، فجر الجمعة، باسمه وباسم أبناء “خاشقجي”، عفوهم عن قاتل والدهم.
وقال “صالح” في تغريدة له على موقع تويتر: “في هذه الليلة الفضيلة من هذا الشهر الفضيل نسترجع قول الله: فمن عفا وأصلح فأجره على الله”.
وأضاف “لذلك نعلن -نحن أبناء الشهيد جمال خاشقجي- أنا عفونا عن من قتل والدنا -رحمة الله- لوجه الله تعالي، وكلنا رجاء واحتساب للأجر عند الله عز وجل”.
وسبق أن كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في أبريل/نيسان الماضي أن أبناء “خاشقجي” مُنحوا منازل تقدر قيمتها بملايين الدولارات ودفعات شهرية لا تقل عن 10 آلاف دولار، إلا أن “صلاح” نفى أن تكون تلك المنح لإسكاتهم عن المطالبة بحق والدهم.
وفي شهر يناير/كانون الثاني من العام الماضي، نشرت وكالة الأنباء السعودية نتائج النيابة العامة بشأن مقتل جمال خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وشملت المحاكمة 31 شخصاً، 11 منهم وجهت إليهم تهم، وأدين ثمانية، وحُكم على 5 بالإعدام، وعلى 3 بالسجن، لكنه حكم قابل للاسئتناف.
وقد خلص تقرير للأمم المتحدة، أصدرته “أجنيس كالامارد”، المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفاً، في يونيو/حزيران 2019 ، إلى أن “جمال خاشقجي” كان ضحية “قتل خارج نطاق القضاء، وأن الدولة السعودية مسؤولة عن ذلك بموجب قانون حقوق الإنسان”.
اقرأ أيضاً: أبناء جمال خاشقجي يعلنون العفو عن قاتل والدهم .. هل هددهم بن سلمان؟
اضف تعليقا