قامت الولايات المتحدة بنشر صوراً لطائرات حربية في قاعدة الجفرة جنوب سرت، أكدت أنها طائرات روسية “مقنعة”، بعضها من طراز ميغ 29، من بين 8 طائرات تم إرسالها في 14 مايو/أيار الجاري.
وقالت القيادة الإفريقية في واشنطن إن موسكو تسعى إلى الاستيلاء على قواعد الساحل الليبي، مما يشكل تهديدًا أمنياً طويل المدى على الجناح الجنوبي لأوروبا.
مؤخراً، يشهد المشهد الليبي تطورات كبيرة على جميع الأصعدة، خاصة بعد تدخل القوى الأجنبية بصورة أوضح في الصراع، ومع ذلك لم تعلن الإدارة الأمريكية بشكل واضح عن أي رأي أو توجه بشأن الحرب الأهلية الليبية، إلا أن تقييمها للتدخل الروسي والتحذير الدراماتيكي بشأن آثر ذلك على أمن أوروبا قد يدفع وزارة الخارجية الأمريكية إلى تقديم دعم أوضح إلى حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المعترف بها لدى الأمم المتحدة.
قوات حفتر، أو ما يعرف بالجيش الوطني الليبي، عانى من سلسلة الانتكاسات والهزائم خلال الشهر الماضي، حيث تم انسحاب مرتزقة فاغنر (منظمة شبه عسكرية روسية) من غرب ليبيا، والتي كانت تدعم هجوم حفتر في محاولاته للاستيلاء على طرابلس، ولعل هذا هو السبب الذي دفعها للإعلان عن تعليق هجومها في طرابلس، في محاولة لإعادة تنظيم خطوط الدفاع.
وقالت الولايات المتحدة إن الطائرات التي وصلت ليبيا حلقت من روسيا عبر سوريا، وتم طلاءها لإخفاء هويتها الروسية.
الجنرال ستيفين تاونسند، قائد القيادة الأمريكية الإفريقية علق على هذا قائلاً “من الواضح أن روسيا تحاول قلب الميزان لصالحها في ليبيا”، وتابع “تمامًا مثلما رأيتهم يفعلون في سوريا، فإنهم يوسعون تواجدهم العسكري في إفريقيا باستخدام مجموعات المرتزقة المدعومة من الحكومة مثل ميليشيات فاغنر”.
وأضاف “على مدار السنوات الماضية حاولت روسيا إخفاء تورطها في ليبيا، إلا أنه لم يعد بإمكانها إنكار ذلك الآن.. لقد شاهدنا بينما طائرات روسية من الجيل الرابع تطير فوق سماء ليبيا”
وقال إن حفتر وعد بشن حملة جوية جديدة، “سوف يكون ذلك طيارين من المرتزقة الروس الذين يحلقون الطائرات الموردة من روسيا لقصف الليبيين”.
كما ذكر تاونسند أيضا إن روسيا ربما تسعى إلى “رفض وصول قوات حلف شمال الأطلسي” إلى المنطقة على المدى الطويل، وهو تطور من شأنه أن يخلق مخاوف أمنية دائمة على الجناح الجنوبي لأوروبا، مشيراً إلى أن التدخل الروسي عبر مجموعة فاغنر عمق النزاع وزاد من عدد الضحايا.
من ناحيته، قال أندريه كراسوف نائب رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما الروسي إن التصريحات الأمريكية ما هي إلا محض مزاعم وخرافات حول قصة رعب من نسج أمريكا، مضيفاً “إن المعلومات حول إرسال روسيا طائرات حربية إلى ليبيا لا تعكس الحقيقة… إنها قصة رعب أمريكية أخرى… هذه معلومات مضللة، ومماثلة لروايات الإدارات الأمريكية السابقة “.
كما قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، يوم الثلاثاء إن موسكو تؤيد وقف إطلاق النار الفوري، وتؤيد المحادثات السياسية التي من شأنها أن تتوج بسلطات حكم موحدة.
وفي حديثه في ندوة تشاتام هاوس، قال ولفرام لاشير- خبير في الشأن الليبي- إن الانتشار الروسي في قاعدة الجفرة الجوية قد يكون محاولة روسية لمنع تقدم الجيش الوطني الليبي المدعوم من تركيا إلى ما بعد طرابلس، مؤكداً أنه إذا نجحت الحيلة الروسية، فقد تتوصل تركيا وروسيا إلى تفاهم، مما يمنح تركيا مجال نفوذ في الغرب وروسيا في الشرق وهي خطوة ستؤدي إلى تهميش أوروبا والأمم المتحدة.
وقال طارق مجريسي، خبير ليبيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن ليبيا شهدت كوارث حقيقية بسبب طموح حفتر لدخول طرابلس، وأضاف إنها قد تمثل فرصة دبلوماسية للدول الخارجية المحايدة مثل ألمانيا لمنع المزيد من التدخلات السلبية ومنع ليبيا من أن تصبح دولة عميلة لقوى خارجية.
أما حنان صلاح، باحثة أولى في هيومن رايتس ووتش، فأكدت أن الانتهاكات ارتكبت من كلا الجانبين، لكن الجزء الأكبر ارتكبته قوات حفتر، ومن المهم للغاية تحديد انتهاكات مجموعة فاغنر، مضيفة “ليبيا حاليا منطقة خالية من المساءلة وذلك منذ عام 2011، أرى اتجاها مقلقا من التهور الكامل من كلا الجانبين… لا يمكن أن يكون هناك تأثير رادع لهذه الجرائم حتى ترفع تكلفة قتل المدنيين، وضمان مساءلة مرتكبي الجرائم، وهو أمر غير متوفر حالياً”.
واختتمت حديثها قائلة إن الأمم المتحدة لديها نظام قوي لفرض عقوبات على الأسلحة في ليبيا، لكنها لم تنجح عندما كانت عضو مجلس الأمن أو عندما كان الحلفاء ينتهكون النظام.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا