تعاني ميليشيات اللواء الانقلابي خليفة حفتر من هزائم متتالية علي محاور جنوب العاصمة الليبية طرابلس، في ظل تقدم كبير تحققه حكومة الوفاق بشكل متسارع علي محاور القتال، ويأتي هذا التقدم في وقت يتزايد فيه الحديث حول الانفضاض الإقليمي والدولي عن حفتر، وأنه أصبح عبئاً علي أنصاره وداعميه قبل غيرهم.
ولم يبق في المنطقة الغربية بليبيا، سوى مدينة ترهونة، كقوة رئيسية، خارج سيطرة حكومة الوفاق، لكنها أصبحت مطوقة كالهلال بعد السيطرة على عدة مناطق محيطة بها.
تقدم ميداني للوفاق
ويسابق الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الزمن من أجل السيطرة علي معاقل حفتر في جنوب العاصمة، وبذلك يضيق الخناق علي ميليشيات حفتر والمرتزقة المتعاونين معه لينحسر في مدينة ترهونة في الجنوب الشرقي من العاصمة.
ووفق مصدر عسكري تابع للحكومة الليبية فإن قوات من الجيش بدأت في التقدم نحو مطار طرابلس القديم ومحور الرملة ومعسكر النقلية جنوبي طرابلس، وأضاف المصدر أن الجيش الليبي بدأ التقدم نحو مطار طرابلس القديم ومواقع استراتيجية بمحيطه جنوبي العاصمة طرابلس، وأوضح أن هجوم اليوم يأتي استكمالا للعملية العسكرية لطرد مليشيا الانقلابي خليفة حفتر بعيدا عن الأحياء المدنية للعاصمة.
وأفاد بيان صادر عن عملية “بركان الغضب” التابعة للجيش، بأن سرية أسود الهاون التابعة لقوات المنطقة العسكرية الغربية تمكنت من تدمير 3 آليات مسلحة لميشيا حفتر بمحور الكازيرما جنوبي طرابلس، كما أعلن سيطرته علي الطريق الرابط بين الكازيرما والخلاطات.
ويأتي هذا التطور عقب نجاح الجيش الليبي في السيطرة خلال الأيام القليلة الماضية على محاور قتال ومعسكرات استراتيجية جنوبي طرابلس، من أبرزها معسكري حمزة واليرموك.
وتواصل ميليشيا حفتر تكبد خسائر فادحة، بسبب تلقيها ضربات قاسية في كافة مدن الساحل الغربي وصولا إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة الوطية الاستراتيجية-غرب- وبلدتي بدر وتيجي، ومدينة الأصابعة بالجبل الغربي جنوب غرب طرابلس.
هروب المرتزقة الروس
في سياق متصل، أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية عن هبوط طائرتي شحن عسكريتين في مطار بني وليد (غرب)، للشروع في نقل مرتزقة شركة فاغنر الروسية، الذين فروا من محاور القتال جنوبي العاصمة طرابلس، جاء ذلك في بيان نشره المكتب الإعلامي لعملية “بركان الغضب” التابع للجيش الحكومي، مساء الأحد، بصفحته الرسمية على موقع فيسبوك.
وأضاف البيان أن “مرتزقة فاغنر تم نقلهم إلى وجهة غير معلومة “، وهو ما يتوافق مع تصريح صحافي لعميد بلدية بني وليد، سالم نوير، قدّر فيه عدد المرتزقة الذين وصلوا إلى المدينة قادمين من طرابلس ما بين 1500 إلى 1600.
وكشف عميد بلدية بني وليد الليبية سالم نوير أن مرتزقة روس غادروا مطار المدينة عبر 3 رحلات، إثر انسحابهم من جنوب العاصمة طرابلس.
وقال نوير، في حديث لقناة “ليبيا الأحرار” (خاصة)، إن رحلات المرتزقة الروس “مازالت مستمرة”، من دون تحديد وجهتهم، وأشار إلى أن منظومات الدفاع الجوي التي أدخلت إلى بني وليد (180 كيلومترا جنوب شرق طرابلس) قادمة من مدينة ترهونة (90 كيلومترا جنوب شرق طرابلس)، وهدفها حماية المرتزقة الروس بعد انسحابهم من جنوبي طرابلس.
وأوضح نوير، أنه بعد وصول منظومات الدفاع الجوي (لم يحدد عددها) للمدينة، منح مشايخ (أعيان) بني وليد، مهلة لمليشيا الجنرال خليفة حفتر، لمغادرتها وإلا سيتم الهجوم عليهم داخل مطار المدينة.
في المقابل، كشفت مصادر ليبية مطلعة عن خلافات حادة نشبت بين مقاتلين سودانيين وتشاديين تابعين لفصائل مسلحة، وقيادة مليشيات حفتر، التي تقاتل إلى جانبها في مناطق الغرب الليبي، بسبب ما أسموه القرارات المتضاربة الخاصة بالانسحاب من المحاور من دون وضع خطة واضحة، ما كبّدهم خسائر كبيرة على مستوى الأفراد والمعدات.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً كبيراً من المسلحين أبلغوا قيادتهم في السودان وداخل الأراضي الليبية، ببدء الانسحاب، خلال الأيام المقبلة، في ظلّ حدوث أزمة بسبب رغبة المقاتلين في الانسحاب مع أسلحة وعربات مدرّعة كانوا قد حصلوا عليها خلال المعارك على مدار الأشهر الماضية، وفق اتفاق سابق بذلك. لكن الاتفاق كان ينصّ على انتهاء المعارك بانتصار حفتر وسيطرته على العاصمة طرابلس ومقاليد الحكم بالكامل في ليبيا، وهو ما لم يحدث، في ظل الخسائر الكبيرة، والانسحابات على صعيد المحاور القتالية كافة.
حلف الشر في مأزق
ويعاني حلف الثورات المضادة بقيادة الإمارات ومصر والسعودية وفرنسا من خيبة أمل جراء الهزائم المتتالية التي يتلقاها حفتر علي تخوم العاصمة طرابلس.
ونقل موقع أفريكا انتليجينس أن النظام العسكري المصري بقيادة السيسي يسعي لإيجاد شخصية أخري بديلة لحفتر بعد هزائمه العسكرية المتتالية.
كما تحدثت تقارير صحفية عن خلافات كبيرة تحدث داخل معسكر الداعمين الإقليميين لحفتر، فبينما تسعي الإمارات إلي تصعيد الحرب علي العاصمة طرابلس والزج بالجيش المصري ليعمل كمرتزقة إلي جانب حفتر، في المقابل لا تستطيع مصر الدخول في معركة عسكرية على الأراضي الليبية في مواجهة تركيا، في وقت بات من الصعب فيه خوض غمارها، نظراً للانشغال بأزمة سدّ النهضة من جهة، وأزمة كورونا من جهة أخرى، في ظل استعداد تركيا جدّياً لخوض معركة كبرى على الأراضي الليبية، وهو ما اتضح من حجم العتاد العسكري الذي نقلته أنقرة إلى حكومة الوفاق، بخلاف مشاركة طيران “أف 16” تركي في مناورات في سماء غرب ليبيا.
وبحسب مصادر، فإن هناك مشاورات موسعة لبحث الأوضاع وتحديد سبل التحرك خلال الفترة المقبلة، وتحديد الخط العام للتحرك، وما إذا كان سياسياً أو عسكرياً، مؤكدة أن ما يشغل مصر في أي تحرك، ضمان عدم إقامة أي قواعد عسكرية لتركيا في ليبيا، إضافة إلى منع نقل أي أسلحة أو مسلحين إلى مصر عبر الحدود المصرية الليبية.
اضف تعليقا