في الوقت الذي تصدر فيه السلطات السعودية للعالم صورتها كونها حامية الإسلام وقلعة الوسطية الحديثة، فإنها في الوقت ذاته تصف حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بأنها منظمة إرهابية، وتتهمها باتخاذ سكان قطاع غزة رهائن، وذلك لتحقيق أجندات خاصة.

هذا مما نشره الأكاديمي والناشط السعودي “أحمد بن راشد بن سعيد” في مقاله الذي اتهم فيه المملكة بممارسة دعاية تسيء للإسلام والقضية الفلسطينية، بالتزامن مع حملة لتجميل صورتها دوليا.

وجاء في المقال الذي نشره موقع “ميدل إيست آي”، لـ “بن سعيد”، إن وسائل الإعلام السعودية  تعمل على جبهتين؛ الأولى ترميم صورة المملكة في الخارج، والأخرى تضليل الناس في الداخل والهيمنة عليهم لتحقيق مصالحها.

وفي كل ذلك، تقوم وسائل الإعلام الجماهيرية بدور البوق الدعائي للمؤسسة الحاكمة.

وأضاف: “كما انقلبت السعودية على القضية الفلسطينية لصالح مشروع الرئيس الأمريكي

” المعروف باسم “صفقة القرن”. ومضت المملكة في حملة قمعية طالت عشرات المتعاطفين مع حركة حماس داخل البلد”.

وحسب المقال، تدور الدعاية السعودية حول إثارة المشاعر القومية الغالية في أوساط الشباب، حتى أن شعارات مثل “السعودية للسعوديين” و”السعودية الكبرى” و “السعودية أولاً” باتت تساهم في إيجاد سردية جديدة وصفتها الأكاديمية الباحثة “مضاوي الرشيد” بالقول إنها “ليست مجرد حركة جماهيرية عفوية وإنما مبادرة تقودها الدولة برعاية ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” نفسه.

وأوضح “بن سعيد” أنه لا يوجد شيء اسمه حرية التعبير في المملكة، حيث يجرى التحكم بالإنترنت وتفرض عليه رقابة مكثفة، كما تفرض رقابة صارمة على الكتب والصحف والمجلات والأفلام وبرامج التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.

واعتبر أن الموقف الرسمي يرى في أي نوع من النقد يتم توجيهه إلى الحكومة “خطيئة” خطيرة ربما أدت إلى تقويض الاستقرار في البلاد، لذلك فإن القمع الذي تتعرض له الأصوات المستقلة في السعودية شديد جداً، حتى لو تم التعبير عن الآراء بشكل مبهم ودونما إشارة صريحة إلى السلطات السعودية.

وأشار إلى أنه تم إلقاء القبض على العشرات من رجال الدين والمثقفين البارزين فيما أطلقت عليه منظمة “هيومن رايتس واتش” الحقوقية “القمع المنظم ضد المخالفين”.

وتحتل السعودية الموقع 170 من بين 180 بلداً في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2020. وفي هذا المناخ القمعي، تُستبدل وسائل الإعلام المهنية بأبواق دعاية تخدم النظام، وتعمل على نشر رؤيته للعالم، وتشيطن خصومه محلياً وإقليمياً ودولياً.

وما يحرك الدعاية السعودية هو فكرة أن جماعة “الإخوان المسلمون” وما يسمى بالإسلام السياسي هما العدوان الاستراتيجيان الأساسيان للمملكة.

وذلك هو السبب في دعم السعودية الانقلاب في مصر عام 2013، الذي أطاح بأول حكومة منتخبة ديمقراطياً في تاريخ البلاد. وهو نفس السبب الذي من أجله تتخذ الدولة موقفاً عدائياً تجاه قطر، والتي انحازت إلى الديمقراطية المصرية وإلى الربيع العربي بشكل عام، وكذلك تجاه تركيا، التي تبنت مواقف مشابهة.

واتهم الناشط السعودي سلطات المملكة بالإساءة للإسلام نفسه، حيث تحرض العربية المملوكة للدولة ضد المساجد والمؤسسات الإسلامية الأخرى في الغرب، زاعمة أنها تشكل خطراً وأنها ترتبط بجماعة “الإخوان المسلمون”، وأنها ممولة من قطر أو تركيا، كما تتعرض كثير من المؤسسات في الغرب من مثل ذلك التحريض.

وقال إن السعودية تحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى شبكة دعايتها، حيث إنها ما تزال منخرطة في صراع مرير مع إيران وفي تنافس معها على الهيمنة الإقليمية، وتجدها في سبيل ذلك تتجه نحو (إسرائيل) طلباً للدعم تطبيقاً لفكرة “عدو عدوي صديقي”، إلا أن مثل هذه الخطوة يمكن أن ترتد عكسياً على المملكة.

اقرأ أيضاً: حكام السعودية يواصلون تكديس السلاح .. والشعوب العربية هي عدوهم الأول!