أطلق المغرب تطبيق “وقايتنا” وتونس تطبيق “E7mi”لتعزيز الوقاية ضد وباء كوفيد-19، وبهذا قرر البلدان توظيف التكنولوجيا في مقاومتهم للوباء.

يعتمد تطبيق “وقايتنا” المغربي على تقنية البلوتوث، فهو يخطر مستخدميه في حالة حصول تقارب جسدي لمدة طويلة مع مستخدم آخر حامل لفيروس كورونا وذلك خلال 21 يومًا بعد حصول التقارب.

وبعيدًا عن المخاوف والخلافات التي أثيرت في فرنسا حول تطبيق المتابعة الطوعي “توقف كوفيد-19″، أطلقت السلطات المغربية يوم الاثنين أداة متنقلة مشابهة تسمح بتتبع الاتصالات بهدف محاربة انتشار وباء كوفيد-19.

ويستخدم هذا التطبيق المسمى “وقايتنا” تقنية البلوتوث ونظام الاتصال بين الأجهزة الإلكترونية المتواجدة على بعد مسافة قريبة، ويتم استخدامه بشكل “طوعي” حسب السلطات.

ولكن كيف يحدث هذا بشكل ملموس؟ وفقًا للمصدر نفسه، “يرسل التطبيق إشعارًا إلى المستخدم في حالة حدوث تقارب جسدي لمدة طويلة من مستخدم آخر حامل لفيروس كوفيد-19″، ويسمح لوزارة الصحة بإجراء “تقييم لاحتمال الإصابة”، ثم التواصل مع الشخص المبلغ عنه إذا تطلب الأمر ذلك.

السيطرة على سلسلة الإصابات

خلال الأيام الأخيرة، ضاعف المغرب -الذي يبلغ عدد سكانه 35 مليون نسمة- عدد الفحوصات بإجراء حوالي 208.366 فحصا، وحسب التقرير الذي نشر يوم الاثنين، فقد تم رصد سبعة آلاف و819 إصابة و205 حالة وفاة.

وبالتزامن مع إطلاق التطبيق، أطلق المغرب حملة واسعة لتعبئة المواطنين، وقامت اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي بالتصديق على تطبيق “وقايتنا” المستوحى من تقنية مستخدمة في سنغافورة، واشترطت هذه الهيئة الرسمية استخدام التطبيق وفق عدة تدابير لحماية البيانات الشخصية.

وقد تم إنشاء هذا المشروع من طرف وزارة الصحة بالاشتراك مع وزارة الداخلية، وبالتعاون مع وكالة التنمية الرقمية والوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، كما تعاونت العديد من الشركات والمدارس –أحيانا بشكل تطوعي- في تنفيذ هذا المشروع، مثل المكتب الشريف للفوسفاط أو مدرسة 1337 للترميز المعلوماتي في خريبكة.

ما يتم إنجازه في البلدان الأخرى

خلال الأسابيع الأخيرة، أنشأت دول مختلفة أنظمة متابعة مع احتداد النقاش أحيانا حول احترامها للحريات الفردية.

فقد حقق التطبيق الحكومي “تريس توغادر” الذي تم إطلاقه في سنغافورة في منتصف مارس نجاحًا محدودا، وذلك بعد انخفاض عدد المستخدمين لهذا التطبيق (1.5 مليون مستخدم، ما يعادل بالكاد ربع السكان)، وبالتالي فقد كان التطبيق ذا فعالية محدودة.

في حين تؤكد دراسة أجرتها جامعة أكسفورد الإنجليزية في مارس أن نجاح هذا النوع من التطبيقات في المساعدة على القضاء على الوباء رهين بمشاركة ما لا يقل عن 60 ٪ من السكان.

أما في الهند، فقد أطلقت الحكومة في الثاني من أبريل تطبيق المتابعة “أراغويا سيتو” بهدف محاربة وباء كوفيد19، وقد تم تحميل التطبيق على نطاق واسع جدا، حيث قام أكثر من مئة مليون شخص بتحميله، أي واحد من كل عشرة هنود، وهو أهم برنامج للرقابة الصحية في العالم.

لكن المنظمات غير الحكومية كانت تحتج منذ عدة أشهر ضد انتهاك الخصوصية الفردية، وتشكك في الطريقة الغيرالشفافة لجمع البيانات عبر تقنيات البلوتوث وجي بي اس.

وقد كان استخدام التطبيق إلزاميًا لجميع الموظفين في القطاعين العام والخاص، واضطرت الحكومة إلى التراجع عن ذلك بجعله أمرا اختياريا.

أما في المغرب، ووفقا لمؤشرات رسمية، تلقت الاستراتيجية الاستبدادية المعتمدة للحد من العدوى-كالحجر الصحي الإجباري، التنقل المحدود، والتفتيش المتكرر للشرطة- تأييدا كبيرا إلى حد ما من طرف السكان.

وتشير السلطات إلى أن استخدام التطبيق يُعتبر “بادرة مدنية للمساهمة في محاربة انتشار الفيروس”، في حين أثار تمديد الحجر الصحي إلى العاشر من يونيو بعض التحفظات، لتبلغ المدة الإجمالية حوالي عشرة أسابيع، ولكن في الواقع، بدأ الكثيرون في العودة إلى حياتهم الطبيعية خلال الأيام الأخيرة.

تكييف التطبيق مع الواقع 

أطلقت الحكومة التونسية في منتصف شهر مايو تطبيق “E7mi”، المتوفر على الأندرويد وفي طور المصادقة عليه على آي أو إس.

وقد تم تطويره مجانا من قبل شركة تونسية ناشئة والتي عادة ما تنشئ أدوات تسويق رقمية للشركات الأجنبية.

وفي حالة استخدام الشخص الحامل للفيروس لهذا التطبيق، فسيحذر ﺍﻟﻤﺮﺻﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺓ المستخدمينَ الآخرينَ الذين كانوا على قرب من المصاب، وذلك بناءً على المعلومات التي يرسلها الهاتف إلى برنامج الخادم (السيرفر).

يقول عقيل نجاتي، مدير شركة ويزلابس الناشئة: “بدأنا في مارس عندما سمعنا عن تطبيق تريس توغادر في سنغافورة، لكننا أردنا القيام بشيء يناسب تونس”.

وبالتالي، “لن يتمكن المستخدمون من إعلان أنفسهم مريضين، وذلك لتجنب أي إنذار كاذب، وتَتْبَعُ الإشعارات التي يتلقاها المستخدم الذي كان على اتصال بشخص مريض مكالمةٌ هاتفيةٌ من ﺍﻟﻤﺮﺻﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺓ من أجل التأكد من أنه تمت متابعة الحالة”.

ويضيف المهندس الشاب: “لقد كنا أسرع من دول كثيرة”، وقد تمت المصادقة على التطبيق التونسي من قبل وزارة الصحة بعد ثلاثة أسابيع من إجراء التجارب.

وتحدّث باسم كشاو المسؤول عن الشؤون الرقمية في وزارة الصحة أن ” الحملة التوعوية ستشجع الناس على تحميل التطبيق، ولكن إذا رأينا أن معدل التحميل لا يزال منخفضًا للغاية، فسوف نفكر في تغيير استراتيجيتنا”.

وقد تم التأكيد على أن الاطلاع على البيانات الشخصية المخزنة لمدة 14 يومًا تحت سيطرة الهيئة الوطنية لحماية البيانات الشخصية سيتم فقط من قبل ﺍﻟﻤﺮﺻﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺓ، وذلك بالنسبة للأشخاص الذين كانوا على تواصل مع الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس.
للاطلاع على الموضوع الأصلي اضغط هنا

اقرأ أيضاً: صحيفة فرنسية: كورونا جعل الشرق الأوسط بيئة خصبة لتفشي الأخبار الزائفة