التغيرات المثيرة التي يشهدها الشرق الأوسط، خاصة العلاقة بين السعودية وإسرائيل التي تغيرت مع تولي الشاب محمد بن سلمان ولاية العهد، يبدو أنها بدأت تؤتي ثمارها خاصة فيما يتعلق بالطاقة النووية للمملكة.

فبعد محادثات السلام في سنة 1978 تغير الموقف السعودي تجاه إسرائيل تدريجيا، وفي عام 2002 قدمت المملكة “المبادرة العربية للسلام”، فيما ظهر التقارب مؤخرا على أشده بعد تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة في الولايات المتحدة.

المحادثات التي تجري بين الجانبين، وكشفت عنها وسائل إعلام عالمية ومن بينها إسرائيلية، هي نتاج زيارة ترامب للرياض، في أواخر مايو الماضي، حيث انطلقت أول رحلة جوية مباشرة بين العاصمة الرياض وتل أبيب، تبعتها أخبار عن زيارة ابن سلمان سرا لإسرائيل.

ولعل من أبرز الدلائل على هذا التقارب أن أي خبر يتعلق بالطاقة النووية في الشرق الأوسط بشكل عام تعلق عليه إسرائيل، لكن الغريب أنه عندما أطلقت السعودية دعوة في 2017 لتقديم عطاءات من أجل بناء أول محطات للطاقة النووية، وتقدمت بطلب معلومات إلى الموردين المحتملين مثل فرنسا وكوريا الجنوبية والصين، لم يدل الإسرائيليون ولو بكلمة واحدة.

وبحسب موقع ” valleyIsrael فالمملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم تريد عام 2018 البدء في بناء محطتين بطاقة إجمالية كبيرة، وسيجعل هذا من السعودية ثاني دولة في العالم العربي تلجأ لاستخدام الطاقة النووية، باعتبارها وسيلة لتنويع إمداداتها من الطاقة لسكانها البالغ عددهم 32 مليون نسمة.

وبذلك تصبح السعودية ثاني دولة في العالم العربي، بعد الإمارات العربية المتحدة التي ستبدأ تشغيل أول محطة عام 2018، تختار النووي لتنويع مصادر الطاقة لديها.

ورغم أن العطاءات السعودية التي يمكن أن تمثل عدة مليارات دولار قد تكون أقل من تلك التي في الهند وجنوب إفريقيا، لكن الموارد المالية الكبيرة للرياض وغياب حركة مناهضة للحرب النووية في البلاد يجعلها واحدة من أكثر القطاعات إثارة للاهتمام بالنسبة للقطاع الفقير منذ الكارثة النووية في فوكوشيما اليابان.

خمسة مرشحين محتملين

وقال مصدر من القطاع إن “المنافسة ستكون صعبة”، مضيفا أنه يتعين على السعودية إرسال طلب للحصول على معلومات للمرشحين المحتملين في أكتوبر الجاري، وستبدأ عملية تقديم العطاءات رسميا في الشهر المقبل.

ومن المتوقع أن تقدم الرياض مزيدا من التفاصيل في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر عقده قريبا في فيينا.

الموقع الإسرائيلي يقول إن السعودية عازمة على بناء قدرة نووية تبلغ 17.6 جيجاوات بحلول عام 2032، وفقا لما ذكره موقع مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة “كاكار” على الانترنت، وهو ما يعادل إنتاج 17 مفاعلا نوويا معياريا.

وأكد مصدر في كوريا الجنوبية أن الرياض يجب أن تقدم طلبا للحصول على معلومات عن أول محطتين للطاقة في أكتوبر مع خمسة مرشحين محتملين: كوريا الجنوبية والصين وفرنسا وروسيا واليابان.

وكانت باريس تبحث منذ سنوات عن بيع مفاعلات نووية للرياض، وقد توجه وفد سعودي برئاسة مدير مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددةإلى باريس في يوليو الماضي لمناقشة مشاريع الرياض النووية.