في فضيحة جديدة للمؤسسات المالية الإماراتية، أعلنت وكالة أمريكية عن اختلاس أحد مسؤولي “أبراج كابيتال” الإماراتية مبالغ تقدر بحوالي 385 مليون دولار.
وهو الأمر الذي كشفت عنه وكالة “بلومبرغ” الأمريكية في تقريرها، حيث قالت إن الجهة المسؤولة عن تصفية شركة “أبراج كابيتال” الإماراتية المنهارة قامت بتقدير مجموع سرقات أحد مؤسسيها بنحو 385 مليون دولار، وهو مبلغ أكبر بكثير مما أعلنه المدعون عليه.
وحسب الوكالة الأمريكية، فإن “عارف نقفي” مؤسس مجموعة “أبراج كابيتال” والرئيس التنفيذي لها واحد من 6 مسؤولين تنفيذيين سابقين في الشركة يواجهون اتهامات تتعلق باختلاسات وانهيار شركة الأسهم الخاصة في 2018.
وأشار المدعون الأمريكيون في أوراق القضية المرفوعة العام الماضي، إلى أنه قام باختلاس أكثر من 250 مليون دولار.
فيما أضافت “بلومبرغ” أن الجهة المعنية بتصفية الشركة تبين لها أن الشخص المتهم سرق 385 مليون دولار بين 2009 و2018، وقام بتحويل الأموال إلى حساباته الخاصة ضمن أكثر من 3700 تحويل مصرفي.
وأكدت أن الجهة الخاصة بتصفية الأبراج تعمل على تتبع المعاملات والتحويلات الخاصة وطلبت من قاضي محكمة في نيويورك الإذن بتقديم مذكرات استدعاء لـ18 مصرفيا على علاقة بهذه المعاملات والتحويلات، موضحة أنه سيتم رفع دعوى قضائية في جزر الكايمان لاسترداد الأموال التي تم تحويلها ودفعها للمساهمين في الشركة المفلسة والدائنين.
وفي يونيو/حزيران 2018، تقدمت “أبراج كابيتال” بطلب تصفية مؤقتة بجزر كايمان، وهي أكبر صندوق للاستثمار المباشر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حتى انهارت العام الماضي بعد خلاف مع المستثمرين حول استخدام أموال في صندوق للرعاية الصحية قيمته مليار دولار.
ووضعت السلطات البريطانية “عارف نقفي” في أبريل/نيسان 2019، الذي نفى ارتكاب أية مخالفات، قيد الإقامة الجبرية في لندن، ويواجه احتمال تسليمه إلى الولايات المتحدة.
بينما ألقت السلطات الأمريكية القبض على مدير تنفيذي آخر بالشركة في الشهر ذاته، هو “مصطفى عبدالودود”، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والمالطية، والشريك الإداري السابق بالشركة، بينما كان في رحلة تسوق جامعية إلى الولايات المتحدة مع زوجته وابنه.
في الوقت الذي أقر “عبدالودود” بأنه مذنب وينتظر صدور الحكم عليه في سبتمبر/أيلول المقبل، وموضوع قيد الإقامة الجبرية، وهو المتهم الوحيد من بين 5 آخرين في شركة “أبراج” المنهارة، الذي أقر بذنبه إزاء تهم موجهة له، وبدأ التعاون مع السلطات الأمريكية في قضايا الفساد ذات الصلة.
وشملت الاتهامات التي تختلف وفقا لطبيعة عمل كل شخص كلا من “المؤسس والرئيس التنفيذي السابق للشركة عارف نقفي، وأشيش ديف المدير المالي السابق، ومصطفى عبد الودود المدير الشريك، ووقار صديق الشريك الإداري السابق والمشرف على العمليات، وسيف فيتيفيتبيلاي، الشريك الإداري السابق في أبراج”.
وتأسست “أبراج” عام 2002، وهي أكبر صندوق للأسهم الخاصة في الشرق الأوسط وواحدة من أكثر مستثمري الأسواق الناشئة نفوذاً في العالم، ولديها شركات ضخمة وقامت باستثمارات وعمليات استحواذ واندماجات كبيرة في قطاعات الرعاية الصحية والطاقة النظيفة والإقراض والعقارات في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
واندلعت شرارة القضية مطلع عام 2018، عندما أبدى عدد من المستثمرين شكوكهم حول إدارة صندوق للرعاية الصحية بقيمة مليار دولار، من بينهم مؤسسة بيل وميليندا جيتس.
وفرضت سلطة دبي للخدمات المالية في يوليو/تموز الماضي غرامة تبلغ نحو 300 مليون دولار على شركة “أبراج لإدارة الاستثمارات”، و15.3 ملايين دولار على “أبراج كابيتال”، بسبب ما وصفته بـ”مخالفات خطيرة ارتكبتها شركتان من مجموعة أبراج، تضمنت القيام بأنشطة غير مرخص لها القيام بها في مركز دبي المالي العالمي وإساءة استخدام أموال المستثمرين”.
اقرأ أيضاً: إرهاب الإمارات ضد أبنائها .. لماذا تحولت “دولة السعادة” إلى سجن كبير؟!
اضف تعليقا