ترجمة العدسة عن صحيفة كوريير إنترناشيونال الفرنسية

يبدو أن سيناريو تقسيم اليمن سيصبح أمراً مقبولاً شيئا فشيئا، لتنقسم اليمن بين الشمال تحت سيطرة الحوثيين، والجنوب تتزايد قبضة الانفصاليين عليه.

وبحسب الصحافة اليمنية، فقد خان السعوديون وعودهم للحكومة المركزية خاصة فيما يتعلق بجزيرة سقطرى الاستراتيجية.

قال “أحمد بن دغر”، رئيس الوزراء السابق متحدثاً عن موقع مأرب برس اليمني أن “هناك من يدعم سياسة تقسيم اليمن”، متابعاً “كل احترامنا للسعوديين، لكنهم لم يحترموا الأهداف الأولية لعمليتهم العسكرية عاصفة الحزم التي انطلقت في مارس 2015”.

وأضاف أنه اعتقد أنه كان لدى السعودية هدف واحد فقط، وهو محاربة الحوثيين وكذلك محاربة السيطرة الإيرانية على شمال البلاد، ولكن في الوقت الحاضر، لا يخفى على أي شخص أن القتال ضد الحوثيين هو مجرد ذريعة لتضليل القضية وتمرير مشروع تقسيم البلاد.

تم تعيين “أحمد بن دغر” رئيسًا للوزراء من قبل الرئيس الحالي “عبد ربه منصور هادي” سنة 2016، لكنه استقال بعد ذلك بعامين، على خلفية تفكك البلاد المتزايد.

وابتداء من سنة 2018، بدأ الانفصاليون في المجلس الانتقالي الجنوبي في إحراز مزيد من النقاط، حيث جعلوا أنفسهم سادة مقر الحكومة في عدن من أجل المطالبة برحيل “دغر”، وقد حاولوا بالفعل السيطرة على جزيرة سقطرى.

لعبة السعوديين في سقطرى

لا تزال تتفاقم التوترات اليوم حول هذه الجزيرة الاستراتيجية الواقعة قبالة الساحل اليمني، بين خليج عدن والمحيط الهندي.

وهذا ما أشار إليه موقع اليمن نت: “في سقطرى تنكشف لعبة السعودية، الدولة المستعمرة وليست المتحالفة”، لقد خدعوا السلطات المحلية، ونشروا قوات هناك بذريعة منع الاستيلاء على المجلس الانتقالي الجنوبي”.

ولكن، في يوم السبت الموافق 20 يونيو، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي أنه سيطر على المنشآت العسكرية والمباني الحكومية هناك، وبالتالي فقد كان يسيطر فعليًا على الجزيرة.

وقد سحب السعوديون قواتهم للسماح بالمناورة، وهذا ما أكده على أي حال حاكم محافظة الجزيرة “رمزي محروس” وشيخ المشايخ “عيسى بن ياقوت” بحسب ما أوردته اليمن نت.

حكومة جديدة

لتقييم الوضع الجديد للمجلس الانتقالي الجنوبي في المشهد اليمني، سيكون من الضروري النظر إلى الإعلانات التي ستصدر في نهاية الاجتماع الذي عقد يومي 25 و26 يونيو في الرياض.

وبحسب ما ورد في موقع العربي الجديد، فإن ” طائرة سعودية خاصة وصلت إلى القاهرة لتقل رئيس مجلس النواب ومسؤولين يمنيين كبار آخرين في المنفى في مصر، يجب أن يشاركوا في لقاء نُظم في الرياض لإعداد حكومة جديدة، والذي عقده “عبد ربه منصور هادي”، الرئيس اليمني المنفي في الرياض، كما يجب أن تضم الحكومة الجديدة على الأقل 50 ٪ من الوزراء المقربين من المجلس الانتقالي الجنوبي”.

ويضيف موقع اليمن نت أنه قد تم التخطيط لمثل هذا التقسيم للسلطة منذ التوقيع على اتفاقية الرياض في نوفمبر 2019، “ولكن حتى الآن، رفض الرئيس “هادي” تطبيق الجانب السياسي من هذا الاتفاق قبل تطبيق جانبه العسكري، أي تفكيك ميليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي.”

وأكد موقع العربي الجديد، تأتي هذه المفاوضات بعد أن “خلفت الاشتباكات الدموية خمسين قتيلاً على الأقل بين قوات المجلس الانتقالي والجيش النظامي اليمني”، وهما حليفا الرياض وأبو ظبي.

وأضاف “في نفس الوقت الذي كانت تحدث فيه هذه الاشتباكات وهذه المفاوضات، هناك دلائل تشير إلى أن سيناريو سقطرى سوف يعيد نفسه في منطقة حضرموت [جنوب الصحراء الكبرى في اليمن]، حيث جمع المجلس الانتقالي الجنوبي الرجال أمام مقر المحافظة.

وأخيراً، بدلاً من أن تضيع الحكومة الشرعية وقتها في التفكير في استعادة سقطرى، يجب عليها أن تخشى من الآن فصاعدا خسارة حضرموت أيضا، دون احتساب منطقة المهرة [حدود عمان]، التي تتعرض أيضا لهجوم من الانفصاليين”.

للاطلاع على المقال الأصلي (اضغط هنا)

اقرأ أيضاً: بعد فشلها عسكريًا .. البنتاغون: السعودية تسعى للتفاوض مع الحوثيين لإنهاء حرب اليمن