ترجمة العدسة عن “بيزنس إنسايدر” الأسترالية

في مقابلة جديدة مع مجلة نيوز ويك الأمريكية، قال كبير مستشاري البيت الأبيض “غاريد كوشنر” إن المملكة العربية السعودية قامت باتخاذ “بضع خطوات خاطئة” تحت قيادة صديقه الأمير محمد بن سلمان، المشتبه في تورطه في اغتيال الصحفي السعودية جمال خاشقجي في إسطنبول 2018، ومع ذلك لا تزال “حليفاً جيداً” للولايات المتحدة.

جمال خاشقجي، هو صحفي سعودي انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل سنوات بسبب آرائه المعارضة للنظام السعودي، فلجأ إلى صحيفة “واشنطن بوست” لينشر آرائه قبل أن يتم قتله وتقطيعه داخل القنصلية السعودية في إسطنبول أكتوبر/تشرين الأول 2018.

الصدام الأبرز بين النظام وخاشقجي كان في 2016 حين منعته السلطات السعودية من الكتابة والظهور العلني بعد أن انتقد ترامب أواخر 2016، حيث كان خاشقجي ضد موقف ترامب وخطابه حول الشرق الأوسط، وقال وقتها “إن توقع ترامب كرئيس سيكون مختلفًا تمامًا عن ترامب كمرشح… هو أمل زائف في أحسن الأحوال”.

هز مقتل خاشقجي العلاقة الأمريكية السعودية بصورة كبيرة، مما أدى إلى ظهور دعوات من مجلسي الكونغرس لإدارة بإعادة التفكير في شراكتها الاستراتيجية الطويلة مع الرياض، وهي الدعوات التي لم ينظر إليها “ترامب” بعين الاعتبار، بل وقفت إدارته -بقيادة كوشنر- إلى جانب المملكة والأمير محمد، لتتوطد علاقة كوشنر وابن سلمان أكثر، وبحسب ما ورد تفاخر ولي العهد ذات مرة بأن صهر الرئيس أصبح في “جيبه”.

من ناحيته، دافع ترامب بقوة عن علاقة الإدارة مع ابن سلمان، حتى بعد نتائج تقارير تحقيقات وكالة الاستخبارات الأمريكية والتي أشارت إلى تورط ابن سلمان في عملية اغتيال خاشقجي بصورة كبيرة.

كما أورد تقرير للأمم المتحدة صدر في يونيو/حزيران 2019 تورط ابن سلمان في مقتل خاشقجي، وخلص إلى أنه “شكل جريمة قتل خارج نطاق القضاء تتحمل دولة المملكة العربية السعودية المسؤولية عنها”.

قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة أغنيس كالامارد في ذلك الوقت: “أظهر هذا التحقيق أن هناك أدلة كافية ذات مصداقية فيما يتعلق بمسؤولية ولي العهد تتطلب مزيد من التحقيقات وتقصي الحقائق”.

في مقابلة في يونيو/حزيران 2019 مع الموقع الإخباري Axios، رفض كوشنر أيضًا إلقاء اللوم على محمد بن سلمان في مقتل خاشقجي، قائلاً “انظر، ما حدث أمر مرعب … بمجرد حصولنا على كل الحقائق، سنقوم بتحديد السياسة الواجب اتباعها، الآن الأمر متروك لوزير الخارجية لتقدير الأمور”.

من جانبه، نفى الأمير محمد، الذي أمضى السنوات العديدة الماضية في إحكام قبضته على السلطة واعتقال المعارضين، أي تورط مباشر أو شخصي في مقتل خاشقجي.

قدمت الحكومة السعودية تفسيرات “غير متسقة” حول مصير خاشقجي، حيث نفى السعوديون في البداية وجود أي معلومات عن مكان وجود خاشقجي، قبل الاعتراف في نهاية المطاف بأنه قتل داخل القنصلية أثناء تواجده لإنهاء بعض المعاملات المتعلقة بزواجه من التركية خديجة جنكيز، ليخرج بعدها وزير الخارجية السعودي مندداً بالأمر، واصفاً مرتكبيه بـ “المارقين”.

بعد الضغط العالمي، قامت السلطات السعودية بتقديم 11 شخصًا للمحاكمة بتهمة قتل خاشقجي، في ديسمبر/ كانون الأول، حكمت محكمة سعودية على خمسة أشخاص بالإعدام فيما يتعلق بقتل خاشقجي، وحكم على ثلاثة آخرين بالسجن، في محاكمة أدانتها الأوساط الحقوقية الدولية، حيث شجبت “أغنيس كالامارد” المحاكمة واصفة إياها بأنها سخرية من العدالة.

وأضافت “كالامارد” أن “حقيقة أن اتهامات القيادات في السلطة السعودية لم يتم التحقيق فيها تعني أن النظام الذي أتاح قتل جمال خاشقجي لم يتم لمسه”.

بالإضافة إلى حادث اغتيال خاشقجي المروع، والذي وضع النظام السعودي بأكمله في حرج أمام العالم بما في ذلك الكونغرس الأمريكي، أثار نواب الكونجرس مرارًا وتكرارًا مخاوفهم بشأن دعم الولايات المتحدة للسعوديين في اليمن.

الأمير محمد هو “مهندس حرب” التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، والتي تسببت في حدوث أسوأ كارثة إنسانية في العالم على الأراضي اليمنية، ومع ذلك، رفضت إدارة ترامب الجهود التشريعية لإنهاء الدعم الأمريكي أثناء الترويج لمبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الرياض.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

اقرأ أيضًا:  الجريمة لن تموت .. كابوس “خاشقجي” لا يزال يطارد بن سلمان