قال مصدر طبي، بدائرة صحة الكرخ الحكومية، أن متظاهرين اثنين قتلا برصاص قوات الأمن في ساحة الطيران القريبة من ساحة التحرير، فيما أصيب 13متظاهراً بجروح وحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي مساء الأحد، وفق المفوضية العليا لحقوق الإنسان.
ويعد القتيلان هما أول ضحايا المواجهات مع قوات الأمن منذ تشكيل حكومة “الكاظمي” الذي تعهد بحماية المحتجين وتظاهراتهم فضلا عن ملاحقة المتورطين في مقتل المئات منهم منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومن الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء “مصطفى الكاظمي” أمهل أجهزة الأمن 72 ساعة لإعلان نتائج التحقيق بأحداث العنف التي وقعت مساء الأحد.
يعاني آلاف العراقيين في عدة محافظات بالبلاد، من النقص في إمدادات الكهرباء بالمنازل، حيث تقول وزارة الكهرباء، إنها توفر التيار بالمنازل مدة 4 ساعات مقابل قطعه ساعتين، فيما ينفي ذلك سكان تلك المحافظات، مؤكدين أن التيار الكهربائي ينقطع لمدة 12 ساعة مقابل توفره لساعتين.
وكانت الاحتجاجات العراقية قد توقفت لفترة منذ تفشي وباء كورونا، حيث اندلعت الاحتجاجات بصورة غير مسبوقة في أكتوبر/تشرين الأول 2019 للتنديد بالفساد والمطالبة بتوفير فرص عمل وخدمات وظيفية، كما طالبوا بإسقاط الحكومة، إلا أنها تلاشت تدريجياً مع تفشي الوباء من جهة، ومع تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران التي تحولت نزاعاتهم تقريباً إلى صراع مفتوح في العراق.
وأكد الأطباء أن المتظاهرين اللذين قتلا أصيبا بطلقات من هذه القنابل “في الرأس والرقبة”، كما اتهم المدافعون عن حقوق الإنسان الشرطة باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع من النوع العسكري الثقيل لاستهداف المتظاهرين في الوجه.
في كل عام، يكون الصيف هو الموسم التقليدي للأحداث، خاصة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وحتى الآن، لم ينجح أي وزير للكهرباء في إتمام مدة ولايته، حيث يتم فصلهم بعد فترة وجيزة من توليهم المنصب لإرضاء الشارع.
وعلى الرغم من أن “الكاظمي” وحكومته نددوا بالعنف الأمني منذ بداية الاحتجاج الذي نتج عنه وفاة مواطنين، إلا أنه على شبكات التواصل الاجتماعي، يتهمهم العديد من المتظاهرين بإعادة إنتاج قمع أسلافهم.
تعليقا على الاشتباكات الليلية قال المتحدث العسكري لرئيس الحكومة إن ما حدث يُعتبر “حوادث مؤلمة” يجري التحقيق بشأنها، وأضاف في بيان آخر أنه ” في ظل مواجهة الاستفزازات، تحاول قوات الأمن عدم اللجوء إلى وسائل عنيفة، ما لم تضطر إلى ذلك” متهما “الأطراف التي لا تريد استقرار البلاد وإثارة قوى الأمن ودفعها إلى المواجهة” بالمسؤولية عما حدث.
من جانبها، رحبت بعثة منظمة الأمم المتحدة في العراق “باستعداد الحكومة للتحقيق” وأضافت في بيان أن “العراقيين يمرون بفترة صعبة مع العديد من التحديات، ويجب حماية حقهم في الاحتجاج السلمي دون قيد أو شرط “.
ترجمة العدسة عن صحيفة لو موند الفرنسية.. للاطلاع على المقال الأصلي اضغط هنا
اقرأ أيضًا: ن. تايمز: كيف دمرت الحرب الموصل في العراق؟
اضف تعليقا