ترامب رفض مقترحات سعودية بغزو قطر في 2017
كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن العاهل السعودي الملك سلمان طلب من خلال مكالمة هاتفية مع دونالد ترامب في 06 يونيو/حزيران 2017 أن تغزو الولايات المتحدة قطر، وهو المقترح الذي رفضه ترامب بشدة، وأوضحت المجلة أن الولايات المتحدة – بعد رفضها غزو قطر- طلبت تفعيل الوساطة الكويتية لحل النزاع داخل حدود مجلس التعاون الخليجي.
اندلع الصراع الخليجي لأول مرة في 05 يونيو/حزيران 2017 عندما فرضت اللجنة الرباعية المناهضة لقطر ]الإمارات والسعودية ومصر والبحرين[، التي أعلنت فرض حصارًا على قطر بزعم دعمها لحركة حماس وتمويل الجهات الإرهابية، وهو حصار انقسم العالم بين مؤيد ومعارض له. على سبيل المثال، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تدخل إلى جانب قطر من خلال إشراك قادة منظمة التعاون الإسلامي وحثهم على عدم الموافقة على خطط اللجنة الرباعية.
كما أنشأ أردوغان قاعدة عسكرية تركية في قطر كجزء من استراتيجية الردع ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وبالمثل، وقفت إيران في صف قطر، وساهمت بصورة كبيرة في حماية الاقتصاد القطري من الانهيار من خلال فتح مجالها الجوي أمام السلع والخدمات، بما في ذلك تسليم المواد الغذائية والخضروات، خلال المراحل الأولى من الحصار.
وأضافت المجلة أنه في غضون ذلك، وقفت إسرائيل “بصورة مفاجئة” ضد التشريع الذي تم تقديمه في الكونجرس الأمريكي والذي كان من شأنه أن يصنف قطر فعليًا كدولة راعية للإرهاب بسبب صلاتها بحماس، حيث تم تقديم التشريع من قبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب آنذاك إد رويس، وهو جمهوري من كاليفورنيا، وأصبحت معارضة إسرائيل الفعلية له واضحة عندما لم تضغط لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية أو غيرها من الجماعات المؤيدة لإسرائيل من أجل ذلك.
في الوقت نفسه، وبحسب المجلة، عززت إسرائيل شراكتها الاستراتيجية الواقعية مع الإمارات، عدو قطر الإقليمي، وقد تضمنت هذه الشراكة الإعلان عن لقاء “إيجابي” في واشنطن بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسفراء الإمارات والبحرين جاء بعد وقت قصير من بدء ترامب تحركاته لسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وهو اتفاق عارضه الزعيم الإسرائيلي بشدة، ومنذ ذلك الحين، خرجت علاقة إسرائيل مع الإمارات من الظل إلى العلن.
ومع تدخل إسرائيل في المشهد، أصبحت التكهنات بأن استراتيجية محتملة للمشاركة المثمرة لواشنطن في الخليج على وشك الحدوث، وبالتحديد من خلال انطلاق التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط المعلن عنه منذ فترة طويلة، وهي مبادرة لإدارة ترامب لم تؤت ثمارها بعد.
تم الإعلان عن التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط رسميًا في مايو/أيار 2017، وبحسب الإعلان سيضم دول مجلس التعاون الخليجي الست – البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة – إلى جانب مصر والأردن، وبسبب دور إسرائيل الواسع في شؤون الخليج، سيتم منحها صفة المراقب.
من المؤكد أن مشاركة إسرائيل العامة في التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط ستكون مثيرة للجدل بالنسبة للدول العربية في ضوء دعمها الطويل الأمد للفلسطينيين، ولكي يتم ضم إسرائيل، يجب أن تُمنح السلطة الفلسطينية في رام الله صفة المراقب أيضًا.
وفي حين أنه من غير الواضح متى سيتم إطلاق التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط، يمكن أن يكون مقره في قاعدة “العديد” الجوية في قطر، والتي تضم القوات الأمريكية والقطرية وقوات التحالف الأخرى، حيث سيوفر الوجود الأمريكي بشكل فعال لقطر بعض الأمن ضد الحظر المستقبلي أو توابعه السيئة.
علاوة على ذلك، ونظرًا لأن المقر الرئيسي لمجلس التعاون الخليجي يقع بالفعل في الرياض، فإن إنشاء “نظير” للمجموعة الجديدة في قاعدة العديد الجوية لن يعزز توازن القوى داخل الخليج فحسب، بل يضمن أيضًا عدم تركيز جميع المنظمات المتعددة الأطراف في منطقة الخليج في بلد واحد.
وبينت المجلة أنه بسبب انعدام الثقة بين شركاء واشنطن في مجلس التعاون الخليجي، فإن الهدف الاستراتيجي للتحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط سيكون لجميع الأغراض العملية الحفاظ على السلام في شبه الجزيرة العربية بدلاً من إنشاء تحالف مناهض لإيران.
من ناحية أخرى لفتت المجلة إلى أن التقارب “المتصاعد” بين دول الخليج وإسرائيل لا يدفعه في الأساس الخوف من إيران، بل التنافس بين دول مجلس التعاون الخليجي على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي في واشنطن.
.
للاطلاع على النص كاملاً من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا