أعلن رئيس الوزراء اللبناني “حسان دياب”، مساء السبت 8 أغسطس، عن نيته إجراء انتخابات نيابية مبكرة، بعد الانفجار المميت الذي وقع في مرفأ بيروت والذي يلقي السكان فيه باللوم على الطبقة السياسية، حيث اقتحم محتجون وزارة الخارجية يوم السبت في بيروت مع تصاعد الغضب بين اللبنانيين بعد أربعة أيام من الانفجار الذي خلف 158 قتيلا وأكثر من 6000 جريح.

قال “دياب” إن “الانتخابات المبكرة هي وحدها التي يمكن أن تخلق مخرجاً من الأزمة الراهنة”، وأضاف أنه مستعد للبقاء في السلطة “لمدة شهرين”، حتى تتوصل القوى السياسية إلى اتفاق حول هذا الموضوع.

صرح رئيس الحكومة اللبناني، والذي شكل حكومته في يناير بعد استقالة “سعد الحريري” في أواخر أكتوبر بضغط من حركة احتجاج شعبية، إنه سيقدم اقتراحه لمجلس الوزراء يوم الاثنين.

السفارة السورية في لبنان أكدت على أن 43 من رعاياها من بين القتلى، دون أن تحدد ما إذا كانوا مدرجين في الميزانية العمومية التي أبلغت عنها السلطات اللبنانية أم لا، كما توفيت زوجة السفير الهولندي في لبنان يوم السبت متأثرة بجراحها.

وقال مصدر أمني لبناني، إن الانفجار الضخم أحدث حفرة بعمق 43 مترا، مستشهدا بتقديرات خبراء الألعاب النارية الفرنسيين الذين أرسلوا إلى الميدان، وقال المعهد الجيوفيزيائي الأمريكي، ومقره فرجينيا إن أجهزة الاستشعار التابعة له سجلت الانفجار على أنه زلزال بقوة 3.3 درجة على مقياس ريختر.

في حين ذاته واصل رجال الإنقاذ اللبنانيون والفرنسيون والألمان والروس وعدد من الجنسيات الأخرى عملياتهم نهاية هذا الأسبوع في موقع الانفجار في محاولة للعثور على ناجين.

من ناحية أخرى، تجمع الآلاف من المتظاهرين، في وسط المدينة للتعبير عن رفضهم العميق للقادة السياسيين الذين يطالبون محاكمتهم بسبب انفجار يوم الثلاثاء.

في الميدان، تجمع آلاف المحتجين وقاموا بنصب مقصلة خشبية ولوح المتظاهرون بالحبال، وهتف بعض المتظاهرين “الشعب يريد إسقاط النظام” ولوحوا باللافتات التي تطالب برحيل “القتلة”.

في المساء، اقتحم متظاهرون بقيادة ضباط متقاعدين من الجيش مقر وزارة الخارجية في بيروت، وأعلنوا عنه “مقراً للثورة”، بحسب صور بثها الجيش على الهواء مباشرة، وقام الجيش بإرسال تعزيزات لطردهم.

كما حاول المتظاهرون الاستيلاء على مقر جمعية البنوك وإضرام النار فيها قبل أن يقوم الجيش بطردهم، واحتل المتظاهرون وزارتي الاقتصاد والطاقة لفترة وجيزة، هذا القطاع على وجه الخصوص لأنه يرمز لسوء إدارة الخدمات العامة والتسبب في كوارث، على رأسها انقطاع التيار الكهربائي.

بحسب تغريدة للصليب الأحمر اللبناني، أصيب 63 شخصًا خلال الاحتجاج ونقلوا إلى المستشفيات، وتلقى 175 آخرون العلاج هناك.

وأوضح رئيس الوزراء اللبناني أن الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت نجم عن تخزين عدة أطنان من نترات الأمونيوم لمدة ست سنوات في مستودع “دون إجراءات احترازية”.

وقد أدى هذا الانفجار، وهو الأكثر تدميراً في تاريخ البلاد، إلى خروج مئات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع، مما أثار غضب الجمهور ضد الطبقة السياسية متهمين إياهم بعدم الكفاءة والفساد.

كما أعلن زعيم حزب الكتائب “سامي الجميل”، السبت، استقالته واستقالة النائبين الآخرين من الحزب المسيحي، وتأتي مغادرتهم بالإضافة إلى خروج نائبتين أخريين هذا الأسبوع: النائب “مروان حمادة” من كتلة الزعيم الدرزي “وليد جنبلاط”، والنائبة “بولا يعقوبيان” المنتخبة على قائمة المجتمع المدني في البرلمان.

وبحسب مصادر أمنية وقضائية، تم اعتقال نحو عشرين مسؤولاً في الموانئ والجمارك، ومن بينهم مدير عام الجمارك “بدري ضاهر” ورئيس مجلس إدارة الميناء “حسن قريطم”.

من جانبه، قال الإليزيه إن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” سيشارك في رئاسة مؤتمر عبر الفيديو مع الأمم المتحدة يوم الأحد في إطار الجهود المبذولة لحشد المجتمع الدولي بعد الكارثة، بهدف جمع الأموال للبنان، وأيضًا لتحديد وسائل ضمان توجيه المساعدات مباشرة إلى السكان والمنظمات غير الحكومية.

كما غرد “دونالد ترامب”، صباح السبت على تويتر، بأن المؤتمر عبر الفيديو سيجمع “الرئيس ماكرون وقادة لبنان وقادة من أماكن أخرى في العالم”.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت النمسا أنها ستشارك بمليون يورو لدعم لبنان، وسيتم إعطاء هذه الأموال للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وكذلك للمنظمات غير الحكومية، من أجل توفير الغذاء والمأوى للضحايا.

وزار الأمين العام لجامعة الدول العربية “أحمد أبو الغيط”، إلى جانب نائب الرئيس التركي “فؤاد أقطاي”، ووزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” المدينة يوم السبت لإبداء دعمهم.

ترجمة العدسة عن صحيفة لوموند الفرنسية.. للاطلاع على المقال الأصلي اضغط هنا

اقرأ أيضًا:  لينا منذر: حان الوقت لتصفية الحسابات مع أصحاب تفجير بيروت