لم يكتف النظام السعودي باعتقال وتكميم أي صوت معارض من أبناء المملكة، بل تعدت انتهاكاته لتشمل الوافدين والمقيمين على أراضي المملكة منذ عشرات السنين، حيث يقبع في سجون آل سعود عشرات المعتقلين من جنسيات عربية وإسلامية مختلفة يعانون نفس ما يعانيه المواطنون السعوديون من انتهاكات.
وفي إطار سعيه لاسترضاء إسرائيل والوقوف في وجه المقاومة الفلسطينية، يعتقل بن سلمان في سجونه ما يزيد عن 60 أردني وفلسطيني منذ فبراير/شباط 2019، وتتم محاكمتهم بتهمة دعم الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم المالي للقضية الفلسطينية.
استئناف المحاكمة
وفي تطور لافت، أعلن رئيس لجنة المعتقلين الأردنيين السياسيين في السعودية خضر المشايخ، استئناف سلطات آل سعود محاكمة أكثر من 60 أردنيا وفلسطينيا موقوفين في سجون نظام آل سعود.
وقال المشايخ في بيان، إن سلطات آل سعود استأنفت المحاكمة في القضية المتهم فيها أردنيون وفلسطينيون موقوفون منذ فبراير/ شباط 2019، إثر اتهامهم بـ” تلقي دعم مالي للقضية الفلسطينية.
وأوضح أن سلطات المملكة استدعت بعض الأردنيين الثلاثاء ممن لم يحضروا جلسة المحاكمة السابقة في مارس/ آذار الماضي، في حين أبلغت بعض المعتقلين باستكمال المحاكمات سبتمبر/أيلول المقبل.
وذكر أن لقاءً جرى مؤخرا في وزارة الخارجية الأردنية مع المسؤولين لمتابعة الملف، الذي بدت مؤشرات ميدانية بإعادة تحريكه بسبب جائحة “كورونا”، إذ أفرجت السلطات السعودية عن أحد المعتقلين مؤخرا في حين أبلغت آخرين بالترحيل.
???? عاجل
تأكد لنا أن المحكمة الجزائية المتخصصة حددت مواعيد لجلسات محاكمة عدد من المقيمين الفلسطينيين والأردنيين المعتقلين منذ أكثر من سنة بتهمة دعم المقاومة وذلك اعتباراً من مطلع شهر صفر القادم.
بدورنا نؤكد على بطلان هذه المحاكمات حيث أن الاعتقال في الأصل ليس له أية أسباب قانونية. pic.twitter.com/grRcuPxjdW— معتقلي الرأي (@m3takl) August 28, 2020
وأشار المشايخ، إلى أن إعلان السلطات السعودية قبل أيام الإفراج عن عشرات الأردنيين يخص المتهمين في قضايا المخدرات، وليس الموقوفين على ذمة قضايا سياسية، ودعوا سلطات آل سعود إلى سرعة الإفراج عن المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين كافة، ودون شرط أو إبطاء.
وأكد البيان أن أوضاع المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين في سجون المملكة، صعبة، وما رافق عملية اعتقالهم من تشتت عائلاتهم نتيجة عدم تجديد الإقامة لهم، أو البقاء مع أوضاع مالية صعبة، ناهيك عن خسارة مصالحهم الوظيفية.
وأشار المشايخ إلى أن غالبية أهالي المعتقلين لا يعرفون أدنى معلومة عن أبنائهم في السجون السعودية، وآخر زيارة كانت قبل شهر رمضان، ومنذ ذلك الوقت انقطعت الاتصالات والزيارات نتيجة تفشي فيروس كورونا.
استهداف حماس
واعتقلت السلطات السعودية قبل نحو عام ونصف، 62 فلسطينيا دون أن توجّه إليهم بداية أية تهمة، من بينهم ممثل حماس في السعودية د. محمد الخضري ونجله “هاني”، لكنها عادت ووجهت إليهم في مارس/آذار 2020، تهمة دعم “كيان إرهابي”، في إشارة للمقاومة الفلسطينية.
والخضري (81 عاما)، يعاني من “مرض عضال”، وهو طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة. وشارك في المقابلة التي جمعت بين العاهل الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وزعيم حركة حماس آنذاك الشهيد أحمد ياسين، عام 1998.
وكشفت مصادر حقوقية عن تدهور خطير على صحة القيادي الخضري.
وذكر حساب “معتقلي الرأي” أن سلطات آل سعود نقلت في يونيو المنصرم، هاني الخضري إلى الزنزانة التي يوجد فيها والده وذلك نظراً لتدهور وضعه الصحي وعدم قدرته على الحركة وخدمة نفسه مؤخراً.
وأعلن نائب رئيس حركة حماس في الخارج، محمد نزال، أن سلطات آل سعود منعت أسر المعتقلين الفلسطينيين في سجون المملكة من زيارة ذويهم خلال عيد الفطر المبارك.
وأشار “نزال” في تغريدة نشرها عبر موقع “تويتر”، إلى أنه تم السماح لكل معتقل بالاتصال مع أسرته لمدة 5 دقائق فقط، كما سُمح لنجل “محمد الخضري” بالإقامة في زنزانة والده المريض “لمساعدته وتلبية حاجاته، لعدم قدرة والده على التحرّك”.
ومؤخرا قال رئيس حماس إسماعيل هنية: كلنا أمل في أن يسعى الإخوة في المملكة لطيّ هذه الصفحة، لأننا معنيون بعلاقة طيبة مع المملكة، ولا يصح أن يتم اعتقال أبناء وأشقاء الشعوب العربية والإسلامية في أي من الدول العربية.
وعدّ المحاكمات السعودية واللوائح الموجهة للمعتقلين مؤسفة ومؤلمة، وغير متوقعة من أي قضاء عربي تجاه أي إنسان فلسطيني يعيش من أجل قضية الأمة.
وتابع: المعتقلين في المملكة كانت أنشطتهم خيرية، ولا يوجد لهم أي نشاط يمسّ أمن المملكة، ونحن لا نتدخل في أي شأن من شؤون الدول العربية، ونعتبر أمن الدول العربية، والمملكة جزءًا من أمننا القومي.
وذكر هنية أن المعتقلين في المملكة يحاكمون على أعمال خيرية كانت تقدَّم للمرابطين في المسجد الأقصى، والفلسطينيين في الشتات، وفقراء غزة، والأراضي الفلسطينية
استنكار حقوقي
ولم تتوقف النداءات الحقوقية بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون السعودية، حيث طالبت منظمة العفو الدولية سلطات آل سعود بالإفراج الفوري عن المعتقلين الفلسطينيين لديها وعلى رأسهم القيادي الخضري ونجله هاني المعتقلين دون أي سبب قانوني.
وجاء ذلك في خطاب وجهته المنظمة الحقوقية الدولية إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، وتضمن تنديدا بالتعذيب الذي تعرض له القيادي بالحركة ونجله، رغم مرض السرطان الذي ينهش في جسده.
ودعت المنظمة الحقوقية الدولية الملك سلمان إلى “ضمان إسقاط التهم التي لا أساس لها ضد الدكتور محمد الخضري والدكتور هاني الخضري وإطلاق سراحهما”.
وحثّت الملك على “التأكد من حماية الرجلين من التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، ومن حصول الدكتور محمد الخضري على رعاية طبية كافية على الفور”.
ودعت العفو الدولية الملك سلمان إلى الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين، ما لم يتم توجيه تهم إليهما بجريمة جنائية معترف بها.
وتأتي المحاكمات مجددا، بعد دعوات أطلقتها زوجات معتقلين لمنظمات حقوق الإنسان للعمل بشكلٍ فوري للإفراج العاجل عن أزواجهن.
وقالوا إن أزواجهن معتقلون منذ بداية عام 2019 بلا تهمة ولا محاكمة لمدة تزيد عن سنة، ثم بعدها تم عرضهم على المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، وسلموهم لوائح اتهامات، وصفنها بـ “الجائرة”.
اقرأ أيضًا: «معتقلي الرأي»: 150 فلسطينياً يتعرضون لانتهاكات في سجون السعودية
اضف تعليقا