فيما يبدو تمهيدا وتبريرا للتطبيع السعودي مع إسرائيل، إثار إمام الحرم المكي “علي عبد الرحمن السديس”، جدلا واسعا في خطبة الجمعة بعد تلميحات عدة حول التطبيع السعودي الإسرائيلي، لاسيما مع استشهاده بوجود سوابق من زمن النبي “محمد” في التعامل مع اليهود.

وفي خطبته قال السديس: “من التنبيهات المفيدة في مسائل العقيدة عدم الفهم الصحيح لعقيدة الولاء والبراء ووجود اللبس فيه بين الاعتقاد القلبي وحسن التعامل في العلاقات الفردية والدولية، كما هو مقرر في المقاصد المرعية والسياسة الشرعية والمصالح الإنسانية”؛ ليعرج بعد ذلك إلى قصص تتعلق بتعامل النبي مع اليهود.

ولفت إلى أن درع النبي كانت مرهونة عند يهودي، وأنه شاطر يهود خيبر الزروع، مشددا على حسن السمع و الطاعة لولي الأمر، وما يقرره ولي الأمر من مصلحة قد لا يفقهها “العوام”، حسب تعبيره. 

كما شدد “السديس” على أن أبرز معالم العقيدة الصحيحة هي “لزوم الجماعة، وحسن السمع للإمام والطاعة”؛ خلافا لمنهج “الخوارج المارقين والبغاة المقيتين والأحزاب الضالة وجماعات العنف المسلحة والطائفية البغيضة الذين يكفرون الولاة ويخرجون على الأئمة، ويسفكون الدماء، ولا يؤمنون إلا بالتفجير والتدمير” بحد قوله. 

ولاقت الخطبة انتقادات واسعة عبر تويتر، إذ اعتبر المغردون أن المملكة تسعى للتمهيد للتطبيع عبر “شرعنة دينية” تمثلها خطبة “السديس”، التي أسقطت مواقف النبي مع اليهود في وقت السلم على حالة غير مطابقة تتمثل في دولة الاحتلال التي قتلت آلاف المسلمين.