تعمد الإمارات في حملاتها الهجومية علي الدول والهيئات والأشخاص إلي تسخير بعض الأبواق المستأجرة التي تجيد النباح هنا وهناك، وعادة ما تتميز هذه الأبواق بالانحطاط الأخلاقي والانحلال السلوكي بالإضافة لبذاءة اللسان الذي طالما اعتاد إطلاق الكلمات النابية والألفاظ الفاحشة دون رادع من دين أو خلق في سبيل تشويه أشخاص بعينهم.

ومن أبرز هذه الأبواق السافلة هو المغرد الإماراتي المدعو حمد المزروعي، والذي اشتهر عنه بأنه “نعل بن زايد” الذي توكِل إليه أبوظبي مهامها القذرة والساقطة مثل الخوض في الأعراض والطعن في الثوابت، مستخدمة إياه لغسل بها سوءتها بعدما تلطخت بعار التطبيع والخيانة.

ومؤخرا، وجد المزروعي فرصته في إظهار وقاحاته والتفاني في التطبيل لولي نعمته محمد بن زايد بعد اتفاق العار التطبيعي الذي وقعه مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث انبرى المزروعي مدافعا ومفتخرا باحتلال اليهود لفلسطين والقدس، ليصبح بذلك صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم، بحسب وصف ناشطين.

تطاول علي الكويت 

وكانت أحدث سفالات المزروعي هو تهجمه على الشعب الكويتي وممثليه في مجلس الأمة، بعدما رفضت الكويت بشكل رسمي الانبطاح وراء عيال زايد والتطبيع مع إسرائيل.

وأثار بيان أصدره نواب في البرلمان الكويتي “مجلس الأمة”، رفض فيه 37 نائباً كويتياً التطبيع مع إسرائيل، غضب “نعل الخليج” حمد المزروعي الذي لا ينفك عن إظهار غرامه بالصهاينة وباتفاقيات الخيانة التي يعقدها ولي نعمته محمد بن زايد مع إسرائيل.

وقال حمد المزروعي، في تغريدة له: “بعيدا عن شعارات واعتصامات وتخوين اخواننا في الكويت العزيزة للإمارات، أطالب أعضاء مجلس الأمة في الكويت باجتماع طارئ بتفويض الجيش الكويتي بتحرير فلسطين والميدان يا حميدان”.

وفي وقت سابق، كشفت مصادر حكومية كويتية مطلعة، موقف الكويت من التطبيع مع إسرائيل، مشددةً على أن موقف البلاد من التطبيع مع إسرائيل ثابت ولن يتغير.

وقالت المصادر، وفق صحيفة “القبس” الكويتية، إن الكويت على موقفها وستكون آخر دولة تطبِّع مع إسرائيل، موضحةً أن الموقف الكويتي يأتي متّسقاً مع نهج سياستها الخارجية الراسخ على مدى عقود في دعم القضية الفلسطينية ومساندتها، باعتبارها قضية العرب الأولى، والقبول فقط، في حلّها، بما يقبل به الفلسطينيون

وتجلّى الموقف الكويتي مجدداً مع ضغط الإعلام الإسرائيلي المستمر، خاصة في الأيام الأخيرة على العرب بضرورة تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل؛ إذ تجسّد في انتفاضة كويتية شعبية كاسحة في وجه الإعلام الإسرائيلي وذيوله، رفضاً وشجباً واستنكاراً.

تشويه مناهضي التطبيع 

ولا يتوقف المزروعي بتعليماتٍ من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد عن تشوية كل من أظهر موقفاً مخالفاً لموقف الإمارات التطبيعي، حيث تطاول “المزروعي” على الأمير الأردني علي بن الحسين بعد موقفه الرافض للتطبيع بين الإمارات وإسرائيل.

ووصف المغرد سيء السمعة “المزروعي” الأمير علي بأنّه “مدمن” مخدرات وأن ما فعله “عيب”، داعياً الإماراتيين الى عدم الزج باسم الأردن والملك عبد الله الثاني في هجومهم على الأمير علي.

وكان الأمير علي بن الحسين نشر مقالاً من موقع “ميدل ايست آي” البريطاني، بعنوان (صفقة إماراتية إسرائيلية: انفراج أم خيانة؟.

ويتحدث المقال عن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، ويحتوي على صورة “مهينة” لولي عهد أبوظي محمد بن زايد عليها حذاء وكتب فوقها كلمة (خائن)، حذفه لاحقاً.

وبحسب ما نقلته صحيفة “القدس العربي” عن مصادر مطلعة فإن الملك عبدالله الثاني أصدر أمراً ملكياً لشقيقه بشطب مشاركته للمقال من صفحة تويتر تماماً، بعدما شطبت الصورة التي ترافق النص.

ومن المرجح بحسب الصحيفة أن سلسلة اتصالات عاصفة جرت قبل شطب النص على تويتر.

وأصر الأمير “علي” على أن مشاركته للمقال لا تعني تبنيه، ولخمس ساعات تقريباً قاوم ضغوطاً لشطب النص وعلى أساس عدم مسئوليته أو مسئولية بلاده عن مقال لكاتب أجنبي.

وبحسب أوساط دبلوماسية كشفت بأن الجانب الإماراتي في الاتصالات أصر على إزالة تغريدة الأمير تماماً وليس تعديلها أو إعلان أنها لا تمثل موقف الأمير.

ويصر الإماراتيون الآن على توجيه اعتذار مع أن وجهة نظر الأمير عدم وجود مادة أو موضوع يعتذر عليه لا هو ولا حكومة بلاده.

ومعروف انّ الأمير علي بن الحسين وقف إلى جانب شقيقته الأميرة هيا بنت الحسين في أزمتها القضائية مع زوجها حاكم دبي محمد بن راشد .

وسبق للأمير علي أن نشر صورةً جمعته مع شقيقته الأميرة هيا، وعلق عليها قائلا: “اليوم مع أختي وقرة عيني هيا بنت الحسين”.

 مدح إسرائيل

في سياق آخر، يصر المزروعي على كيل كلمات المديح والثناء للاحتلال الصهيوني ولليهود بصفة عامة، بيمنما لا ينفك المغرد البذيء عن تشويه الفلسطينيين وتوجيه البذاءات والشتائم بحق الشعب الفلسطيني وقضيته، فضلا عن السخرية من معاناته وآلامه التي يعانيها علي يد أصدقاء المزروعي من الصهاينة المحتلين.

وبعد الاتفاق التطبيعي، عمد المزروعي إلي تصعيد لهجته المعادية للفلسطينيين والمادحة للصهاينة، وخصوصا بعدما هبطت أول رحلة جوية إسرائيلية بشكل رسمي في مطار أبو ظبي لتعلن التدشين الفعلي لاتفاق الخيانة التطبيعي بين الإمارات والكيان الصهيوني .

وأظهرت الإمارات احتفاءً كبيراً بالرحلة، حيث أعدت استقبالا رسميا، واستعدادات كبيرة لوصول الطائرة التي تقل كلاً من مستشار ترمب جاريد كوشنر ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شابات، ورفعت الأعلام الأمريكية وأعلام الاحتلال الإسرائيلي، في سماء أبو ظبي.

ونشر المزروعي تغريدات سخر فيها من حقوق الشعب الفلسطيني متهما إياه ببيع أرضه والمتاجرة بها لكسب مصالح شخصية، كما سخر من مقاومة الفلسطينيين للمحتل الصهيوني معتبرا ذلك عنفاً غير مقبول.

ويحظى المغرد المثير للجدل حمد المزروعي بحصانة لدى النظام الحاكم في دولة الإمارات رغم ما يثيره من انتقادات هائلة داخل الدولة وفي محيطها الخليجي ما يثير التساؤلات دائما عن مكانة الرجل.

ولطالما أثار المزروعي الكثير من الجدل بتغريداته المسيئة والتي يؤكد مراقبون أنها عملت على صب الزيت على نار الأزمة الخليجية المستمرة منذ عام 2017 وتضمنت فرص حصارا على قطر.

وتؤكد مصادر أنه رغم المحاولات المكثفة من مسئولين كبار في الإمارات لجم المزروعي، فإن بن زايد كان يتدخل في كل مرة لتوفير الدعم للمغرد المثير وإطلاق العنان له أكثر لنشر إساءاته.