في خطوة جديدة على خطى التطبيع غير المباشر، كشفت مصادر دبلوماسية سودانية، أن الإمارات والسعودية تمارسان ضغوطا كبيرة على صناع القرار في الخرطوم للحاق بقطار التطبيع مع إسرائيل إرضاء لترامب لتسجيل مكسب انتخابي جديد قبيل الانتخابات الأمريكية المرتقبة.
وبحسب المصادر فإن أبوظبي والرياض تحاولان استغلال الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تجتاح السودان، وكارثة السيول التي تسببت في تشريد نحو مليون سوداني في الضغط على الحكومة ومجلس السيادة؛ لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء السوداني “عبد الله حمدوك”، خلال اتصالات غير معلنة، عدم قدرته على المشاركة في خطوة التطبيع؛ لكون حكومته غير مخوّلة باتخاذ مثل تلك القرارات المصيرية، ولكونها أقرب لحكومة أزمة أو حكومة انتقالية، وأن إجراء كهذا يمكن لمجلس السيادة البتّ فيه.
لكن المصادر لفتت إلى أن “حمدوك” يتهرب من الخطوة لعلمه بمدى رفض الشارع السوداني للتطبيع مع إسرائيل، وإدراكه أن خطوة مثل هذه كفيلة بتفجير ثورة جديدة في وضع مأزوم بطبيعته.
وفي ذات السياق، أكدت المصادر أن الإمارات وجهت دعوة لـ”البرهان” لزيارتها خلال الأيام القليلة المقبلة لحسم الأمر، مشيرة إلى أن رئيس مجلس السيادة لا يعارض خطوة التطبيع بشكل عام، في ظل ما ستحصل عليه بلاده من دعم مالي واقتصادي كبيرين، لكنه يشترط تطبيق السعودية لها أولا.
وأبدى “البرهان” استعداده لإصدار إعلان بتطبيع العلاقات مع إسرائيل على أن يكون اسم السعودية قبل اسم السودان في بيان الإعلان؛ لكون ذلك سيساهم في امتصاص صدمة القرار أمام الشارع السوداني، بحسب المصادر.
وصرح “ترامب” خلال توقيع اتفاقي التطبيع الإماراتي والبحريني، بأنه يتوقع انضمام 5 دول عربية إلى التطبيع مع (إسرائيل)، مشيرا إلى انطلاق مشاورات معها، فيما أكدت مصادر دبلوماسية غربية، آنذاك، أن الدول العربية التي قصدها “ترامب” في حديثه بشأن انضمامها لاتفاق التطبيع، هي السعودية وسلطنة عمان والسودان وموريتانيا وجيبوتي.
اضف تعليقا