ترجمة وتحرير العدسة عن وكالة الأنباء الفرنسية
تتزايد الدعوات إلى مقاطعة البضائع الفرنسية في العالم العربي وخارجه كرد فعل على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة، والتي هاجم فيها الإسلام والمسلمين بشدة، متعهداً بعدم التراجع عن نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد، فيما اعتبره المسلمون إهانة مباشرة واستفزاز صريح لمشاعرهم.
وجاءت تصريحات ماكرون الاستفزازية، الأربعاء، بعد الأزمة التي نشبت على خلفية مقتل المعلم “صمويل باتي” أمام مدرسته ضاحية باريس في وقت سابق من هذا الشهر، بعد قيام الأخير بعرض “رسوم كاريكاتارية” تصور النبي محمد في هيئة مستفزة لمشاعر المسلمين، أثناء درسه عن حرية التعبير.
وبعد مقتله، تصدر المُعلم منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام باعتباره قائداً لحملة كراهية ضد المسلمين بسبب تعمده اختيار -لموضوع درسه- ذات الرسومات التي تسببت قبل خمس سنوات لهجوم دموي على مكاتب الناشر الأصلي للرسومات- مجلة تشارلي إيبدو في يناير/كانون الثاني 2015، رغم علمه تماماً أن الدين الإسلامي يحرم أي رسم أو تصوير لشخص النبي محمد.
الرسومات الساخرة مع تصريحات إيمانويل ماكرون أثارت غضب جموع العرب والمسلمين حول العالم، لتخرج الدعوات بمقاطعة البضائع الفرنسية، وربما كل ما هو فرنسي في بعض الدول، لتلق هذه الدعوات تفاعلاً كبيراً من المسلمين، بالإضافة إلى قيام ملايين المسلمين بتغيير صورتهم الشخصية عبر الفيسبوك إلى شعار تحذيري يقول “إلا رسول الله”.
في تعليقها على الواقعة، قالت وزارة الخارجية الأردنية، السبت، إنها تدين “استمرار نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد بحجة حرية التعبير” لافتة إلى أن أي “محاولات تمييزية ومضللة تهدف إلى ربط الإسلام بالإرهاب”.
كما دعا حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني المعارض لرئيس الفرنسي إلى الاعتذار عن تصريحاته وحث المواطنين في المملكة على مقاطعة البضائع الفرنسية، ليحذو حذو قطر والكويت اللذين بدآ المقاطعة بالفعل بعد سحب المنتجات الفرنسية من عشرات البقالات والمحال التجارية.
جاءت هذه المقاطعة لتصب في صالح المنتج المحلي أو بمعنى أدق المستثمر المحلي في بعض الدول، على سبيل المثال في قطر، تتنافس سلسة سوبر ماركت وهايبر ماركت الميرة بقوة مع سلاسل السوبر ماركت الفرنسية Monoprix و Carrefour على الاستحواذ على حصة أكبر في قطاع البقالة القطري المربح، ومع مقاطعة كل ما هو فرنسي، وإعلان سلسلة محال الميرة عن سحب المنتجات الفرنسية من المتاجر حتى إشعار آخر، فإن الخسارة الفرنسية على المستوى الاقتصادي ستكون فادحة بالتأكيد.
من جانبه، انتقد رجب طيب أردوغان – رئيس تركيا إحدى أكبر الدول والقوى الإسلامية اليوم- ماكرون بسبب سياساته تجاه المسلمين، قائلاً إن الرئيس الفرنسي بحاجة إلى إجراء “فحوصات عقلية”.
وقال أردوغان في خطاب متلفز يوم السبت “ماذا يمكن للمرء أن يقول عن رئيس دولة يعامل ملايين المواطنين والمقيمين فيها من مختلف الجماعات الدينية بهذه الطريقة! أولا وقبل كل شيء، يجب عليه إجراء فحوصات نفسية وعقلية”.
أصبح ماكرون الآن في العالم العربي هو رمز لنشر ثقافة الكراهية والحرب الطائفية ضد المسلمين، خاصة وأنه قبل تصريحاته يوم الأربعاء، كان قد أثار بالفعل مشاعر المسلمين في أوائل أكتوبر/تشرين الأول عندما قال في تصريحات استفزازية “الإسلام دين يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم”.
ووصف نايف الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تصريحات ماكرون بأنها “غير مسؤولة” مضيفاً أنها “ستزيد من انتشار ثقافة الكراهية”.
بالإضافة إلى ذلك أعلنت جامعة قطر على موقع تويتر، أنه في أعقاب “الإساءة المتعمدة للإسلام ورموزه”، سيتم تأجيل الأسبوع الثقافي الفرنسي إلى أجل غير مسمى، بعد أن كان عام 2020 هو عام الثقافة الفرنسي القطري، لتخسر فرنسا بذلك على المستوى الثقافي أيضاً.
اضف تعليقا