ترجمة العدسة عن موقع “إنتلجينس أونلاين”
تسببت الانتخابات الأمريكية في إثارة الكثير من التوتر في أروقة القصر الملكي في المملكة العربية السعودية، حيث يفكر الملك سلمان بن عبد العزيز ومستشاروه المقربون في الخطوات الأولى للرئيس المنتخب جو بايدن تجاه البلاد التي ظل يتحدث عنها بكلمات قاسية خلال السباق الرئاسي.
لم يكن بايدن عدواً للرياض عندما كان نائباً لرئيس باراك أوباما، ومع ذلك، بدا أنه يتخذ موقفاً مختلفاً تماماً من السعودية الآن، رغم تصريحاته الدائمة بأنه لن يبتعد كثيراً عن اتباع نهج إدارة أوباما في إدارة الملفات المحيطة.
من خلال تصريحات بايدن، بدا تماماً أنه لن يحذو حذو ترامب في دعم محمد بن سلمان -ولي العهد السعودي- والتغطية على جرائمه وانتهاكاته، لذلك من المتوقع أن يصبح بن سلمان عقبة في العلاقات بين البلدين، وهو ما ينتظر القصر الملكي الآن معرفته.
ظل أعضاء الكونغرس الديمقراطيون الأمريكيون يهاجمون محمد بن سلمان منذ اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018، كما حاول النواب الأكثر نشاطا أكثر من مرة في وضع المسؤولين السعوديين تحت عقوبات اقتصادية، ومن المتوقع ألا تتوقف ضغوطات الكونغرس على شاغلي البيت الأبيض الجدد لإصدار التقرير الذي يوضح مسؤولية المسؤولين السعوديين عن مقتل خاشقجي، الذي كتبته المخابرات الأمريكية لكن إدارة ترامب حجبته.
قضية أخرى قد تصبح عائقاً بين إدارة ترامب والقصر الملكي السعودي، والسبب فيها بن سلمان أيضاً، وذلك بسبب التصرف الانتقامي “الثأري” الذي قام به ضد وزير الداخلية السابق وولي العهد السابق محمد بن نايف ومستشاره السابق سعد الجابري، وكلاهما مقربان جداً من وكالة المخابرات المركزية وتربطهما علاقات وروابط قوية جداً مع مسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل عام.
تود الرياض محاكمة نايف بتهمة الفساد – ومنع عودته إلى السياسة نهائياً – فيما يتعلق بالعقود التي تعود إلى عهده وعهد الجابري في وزارة الداخلية، ومن الجدير بالذكر أن معظم العقود كانت مع شركات أمريكية، ومع صعود بايدن، تصاعدت مخاوف الرياض بشأن الحفاظ على علاقات مستقرة مع الولايات المتحدة ووكالة المخابرات المركزية.
وبحسب الخبراء والمحللين، يحاول الملك سلمان الآن دراسة الخيارات التي ستكون متاحة أمامه إذا قرر بايدن اتخاذ موقف متشدد من المملكة، أو بالأحرى من النظام الحالي، لهذا يرجح البعض أنه قد يتم التضحية بمحمد بن سلمان إذا بدا أنه يمثل عبئًا على النظام في تعاملاته مع الولايات المتحدة.
على مدار السنوات الأخيرة الماضية، تصدر محمد بن سلمان المشهد في المملكة، واستحوذ على عجلة القيادةوأصبح هو الحاكم الفعلي للبلاد، رغم عدم اختفاء والده من المشهد، حيث أعرب القصر الملكي عن استيائه من مكتب ولي العهد في عدد من المناسبات، مثل تصريحاته بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية.
وبالمثل، في ذروة قضية خاشقجي، غضب الملك، أثناء سفره، من قيام محمد بن سلمان بإعفاء شقيقه خالد بن سلمان من العمل كسفير للسعودية في الولايات المتحدة وتعيينه نائب وزير الدفاع بدلاً من ذلك.
وجود خالد بن سلمان في الولايات المتحدة كانت رغبة من الملك شخصياً، إذ رأى أن وجوده سيعزز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة وأن خالد محبوباً ومرحباً به في الأوساط الصناعية الأمريكية.
اللافت للنظر، أن العديد ممن تم تهميشهم من قبل محمد بن سلمان في عمليات التطهير ضد الفساد “المزعومة” ويعيشون الآن في الخارج، يرون في خالد بديل لمحمد بن سلمان كولي للعهد، ويبدو أن هذا وصل إلى محمد بن سلمان، فأدرك تماماً الخطر الذي قد يشكله خالد عليه، لهذا يخضع الآن لمراقبة دقيقة في الرياض.
يفكر الملك المسن أيضًا في أبنائه الآخرين، يتمتع تركي بن سلمان، الابن الأصغر لزوجة الملك الثالثة، فهدة بن فلاح بن سلطان، بقبضة قوية على الأعمال التجارية، وكذلك سعود بن سلمان، الابن الوحيد للملك من زوجته السابقة، سارة بنت فيصل السبيعي.
أما أبناء الملك من زوجته الأولى سلطانة بنت تركي السديري فلم يغيبوا عن المشهد أيضاً، سلطان بن سلمان وعبد العزيز بن سلمان وفيصل بن سلمان قريبون من القصر الملكي، وتربطهم علاقات جيدة وقوية به.
وهناك أيضاً عبد العزيز بن سلمان يسيطر بصورة أو بأخرى على المصدر الرئيسي للإيرادات في البلاد بصفته وزير النفط الآن، وكذلك رجل الأعمال الثري فيصل بن سلمان- الذي أسس “جدوى” للاستثمار والمجموعة السعودية للإعلام البحثي- هو حاكم المدينة المنورة.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا