صرح مسؤولون أمريكيون وخليجيون يوم الجمعة أن السعودية وقطر توصلتا إلى اتفاق مبدئي لإنهاء نزاع استمر أكثر من ثلاث سنوات أدى إلى انقسام الشرق الأوسط، وتحديداً منطقة الخليج العربي، وهو ما اعتبرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية خطوة تمهد الطريق لمحادثات إقليمية أوسع قد تهدئ التوترات بين الخصمين الخليجيين بحلول نهاية العام.

ومع ذلك، لم يبد المسؤولون الخليجيون استبشارهم بالخطوة، إذ حذروا من احتمالية أن تتعثر هذه الخطوة إذا لم يتم إقناع بقية دول الحصار – البحرين والإمارات ومصر- بضرورة محاولة إيجاد حل لإنهاء الخلاف المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات كان هدفه عزل قطر.

وقال مسؤولون خليجيون إن الاتفاقية لا تزال مؤقتة، معربين عن مخاوفهم من أنها قد تفشل حتى قبل التوقيع عليها، إذ لا يزال يتعين على القادة السعوديين إقناع الدول الأخرى بقبول الحل الوسط، مشيرين إلى أن مصر أبدت تحفظات.

من جانبهم، قال مسؤولون أميركيون إن ترامب تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الخميس في محاولة للضغط عليه بشأن هذه القضية، بينما تعمل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على إنجاح الصفقة.

يُذكر أن موقف ترامب من الأزمة الخليجية قد تغير، حيث كان من أشد الداعمين لموقف دول الحصار في البداية، كما دعم قائمة من 13 طلباً أصدرتها تلك الدول كشرط لإعادة العلاقات مع قطر، من بينها إغلاق قناة الجزيرة، وتقليص العلاقات مع إيران، وهي الشروط التي رفضتها قطر جملة وتفصيلاً، معتبرة أن هذا تدخلاً فجاً في السيادة الداخلية.

الاتفاق المبدئي المُشار إليه يتم بوساطة كويتية أيضاً، وقد أعلن مسؤولو الدول التي تسعى للمصالحة أنهم بدأوا محادثات جديدة مع أمير الكويت الحاكم – الذي اتخذت بلده دور الوسيط منذ اليوم الأول للخلاف- والذي بدروه أعرب عن رضاه عن التقدم المحرز نحو إيجاد حل نهائي للصراع، مشيداً بـ “الجهود المتواصلة والبناءة التي بذلت مؤخرا للتوصل إلى اتفاق نهائي لحل الخلاف الذي نشأ بين الأشقاء”.

جاءت بوادر التقدم في أعقاب عدة أيام من المحادثات المكثفة التي توسطت فيها الولايات المتحدة، حيث سافر غاريد كوشنر، صهر ترامب، وفريقه إلى المملكة العربية السعودية وقطر في وقت سابق من هذا الأسبوع في محاولة لكسر الجمود في المحادثات التي أحبطت التوصل إلى اتفاق لسنوات.

وقال مسؤولون أمريكيون وخليجيون إن السعودية وقطر توصلتا في المحادثات إلى اتفاق مبدئي لإنهاء الخلاف، ومن المرجح أن يتم توقيع هذه الصفقة في غضون أيام.

وتوقع الخبراء أنه إذا تم سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيشارك شخصياً في اجتماع لمجلس التعاون الخليجي المكون من ست دول في وقت لاحق من هذا الشهر للتوقيع رسميًا على اتفاق لإنهاء الخلاف مع المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر إن المحادثات الأخيرة تهدف إلى وضع إطار للحوار والمصالحة، مؤكدة وأن المناقشات المستقبلية ستسعى إلى إنهاء الأزمة.

وقالت في حوار لها مع قناة الجزيرة القطرية “نؤكد أننا منخرطون في هذه المحادثات بشكل بناء وإيجابي وصادق من أجل تعزيز مصالح شعوب الخليج”.

على الجانب الآخر، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر افتراضي استضافته روما إنه “متفائل إلى حد ما بأننا على وشك الانتهاء من اتفاق بين جميع أطراف الخلاف”.

الأزمة الخليجية بدأت قبل ثلاث سنوات في يونيو/حزيران 2017، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر دون سابق إنذار العلاقات مع قطر، مع فرض حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً واقتصادياً، متهمين الدولة بدعم الجماعات الإرهابية، وهي اتهامات نفتها قطر بصورة قاطعة.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا