“أم هارون”، هو مسلسل درامي أثار الكثير من الجدل مع بداية عرضه في رمضان الماضي، بل حتى أثناء التحضير له، وذلك بسبب الرسائل غير المباشرة التي حملها المسلسل للترويج لاتفاقيات التطبيع بين الخليج العربي وبين إسرائيل، وهي معان لم يجرؤ أحد على التفوه بها أو حتى التفكير بها حتى الماضي القريب، بسبب الصراع الأزلي المستمر بين العالم العربي وبين إسرائيل.
صحيفة “جورزلم بوست” نشرت مقالاً الأسبوع الجاري رصدت فيه التأثير الكبير لـ “أم هارون” على التمهيد للشارع العربي والخليجي للتطبيع مع إسرائيل، وكيف ساعد هذا المسلسل الذي حصد العديد من الجوائز في تغيير النظرة العامة لاتفاقيات التطبيع التي تم التوصل إليها بين إسرائيل ودول الخليج الصيف الماضي.
الشقيقان البحرينيان علي شمس ومحمد شمس هما كاتبا سيناريو المسلسل، وقد فازا مع فريقهما بجائزة America Abroad Media هذا العام عن مسلسلهما الدرامي التاريخي أم هارون، والذي استقطب قاعدة جماهيرية ضخمة وبث على قناة مملوكة للمملكة العربية السعودية MBC، وهي قناة يخضع أي محتوى يتم بثه إلى رعاية الدولة.
المسلسل الذي تم بثه لأول مرة خلال شهر رمضان المبارك في وقت سابق من العام الجاري في البلدان الناطقة بالعربية، كان عبارة عن رحلة استكشافية للعلاقات بين المجتمعات العربية المسلمة والمسيحية واليهودية، أو هكذا ادعى صناع العمل، في حين أن الهدف الحقيقي ورائه لم يكن خافياً، إذ حمل المسلسل رسالات واضحة لضرورة التعايش بين هذه المجتمعات الآن، ونسيان الأزمة الواقعة بفعل الاحتلال الإسرائيلي للأراض الفلسطينية العربية.
نقلاً عن حواره مع The Media Line، نشرت صحيفة “جورزلم بوست” تصريحات “علي شمس”، الذي يعتقد أن توقيت إطلاق البرنامج كان مهمًا بشكل خاص لأنه تم بثه قبل أشهر فقط من توقيع اتفاقيات إبراهيم، والتي بموجبها تم تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين.
وأكد شمس “هذه الدراما الكبيرة أثرت بصورة كبيرة على الناس وكيف تلقوا أنباء التطبيع…. قبل أم هارون وعدم التعرف على اليهود، كان [الجمهور] سيصاب بالصدمة “.
وأضاف شمس “أحد الأشياء التي سعيت لتناولها في العرض هو مدى اختلاف منطقة الخليج فيما يتعلق بأديان الناس في الأربعينيات، خاصة وأن الدراما مبنية على قصة حقيقية، متابعاً “كان الخليج في الأربعينيات مختلفًا تمامًا عما هو عليه اليوم؛ لم يكن يهتم أحد بديانتك… هذا هو التاريخ… الكثير من أصدقائي في البحرين حيث أعيش هم يهود”.
من جانبه، قال عبد المحسن النمر، الممثل السعودي الذي يلعب دور الحاخام داود في مسلسل أم هارون، إن المسلسل عُرض في “وقت حساس للغاية” بسبب اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج التي أعقبته.
وأضاف لـ The Media Line: “”لم يكن مخططاً لذلك”.
وأشار النمر إلى أن أحد أهداف المسلسل هو إظهار اليهود والمسيحيين والمسلمين الذين يعيشون معًا في سلام وإلقاء الضوء على جزء أقل شهرة من تاريخ المنطقة.
تحدث شمس والنمر إلى ميديا لاين على هامش حفل توزيع جوائز America Abroad Media (AAM) السنوي، وهي منظمة غير ربحية مقرها واشنطن، وقد قدمت المنظمة هذا العام جائزة خاصة لفريق أم هارون.
من جانبه، يعتقد الدكتور آرون لوبيل، مؤسس ورئيس AAM ، أن المسلسل يجسد المواقف المتغيرة للمملكة العربية السعودية تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مضيفاً “المسلسل دليل على أن قناة مملوكة [للسعودية] ، وأكبر قناة عربية في المنطقة ، مستعدة للتعامل مع العروض التي تضم شخصيات يهودية”، علاوة على ذلك، فإن القناة قامت ببث المسلسل خلال شهر رمضان “أهم شهر لمشاهدة المسلسلات في الوطن العربي”.
حفل الافتتاح حمل دلالات أخرى أيضاً على سعي دول الخليج العربي لترسيخ التطبيع مع إسرائيل، إذ أطلق المغني الإسرائيلي دودو تاسا والمغني الإماراتي محمد الشحي أغنية جديدة سجلوها معًا في دبي في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا