علق مركز دراسات إستراتيجي وأمني أمريكي، والمعروف باسم “ستراتفور”، في تقرير له، على المصالحة الخليجية التي تمت بين قطر ودول الحصار.

ورأى “سترتفور” أن إنهاء الحصار المفروض على قطر منذ يونيو 2017 لن يحل نقاط التوتر المحتملة في العلاقة السعودية الأمريكية بشأن اتفاقيات الأسلحة وتنسيق التكنولوجيا النووية وسياسات الرياض في مجال حقوق الإنسان. 

وأضاف أن اتفاقيات الأسلحة الأمريكية السعودية ستواجه تدقيقا جديدا في ظل إدارة “بايدن” لأنها تقيم كيفية استخدام السعوديين للأسلحة. 

وأكد أن إنهاء الحصار المفروض على قطر لن يؤدي أيضا إلى تهدئة مخاوف الحزبين في واشنطن بشأن برنامج نووي مدني سعودي.

مراجعة العلاقات

وأشار “ستراتفور” إلى أن إدارة “بايدن” المقبلة وعدت بمراجعة استراتيجية العلاقات الأمريكية السعودية، وأعلن “بايدن” أيضا عن اهتمامه المتجدد بالتعددية وانتقد تصرفات السعودية في اليمن، فضلا عن سجل حقوق الإنسان في المملكة.

وأوضح أن البرنامج النووي المدني السعودي كان قد أثار مخاوف في الولايات المتحدة من أن الرياض ترغب في تطوير أسلحة نووية، ولم تقدم الرياض تأكيدات حول كيفية إدارتها لدورة الوقود النووي، الأمر الذي زاد من حدة هذه المخاوف.

ويخشى المشرعون الأمريكيون من أن البرنامج النووي المدني السعودي قد لا يلتزم بنفس الضمانات التي يطبقها حلفاء أمريكا الآخرون، مثل الإمارات، للحد من الانتشار النووي، بحسب تقرير “ستراتفور”.

اليمن وقطر

ووفقا للتقرير الأمريكي فإن الرياض تحاول موازنة الانتقادات من إدارة “بايدن” بشكل استباقي وسط دعوات في الولايات المتحدة لدول مجلس التعاون الخليجي بتقليص الخلافات الداخلية. 

وكشف التقرير أن حصار يونيو 2017 لم يكن يحظى بشعبية لدى المسؤولين والسياسيين الأمريكيين، الذين كانوا يخشون أن تؤدي الأزمة الخليجية إلى تقويض جبهة إقليمية موحدة ضد إيران، فضلا عن الاستقرار العام في الخليج العربي.

وأضاف أن المشرعين الأمريكيين انتقدوا السياسات الخارجية العدوانية للسعودية تجاه دول مثل اليمن وقطر. 

وأكد أن التنازل العلني عن المطالب الـ 13 الصادرة ضد قطر عام 2017 ينسجم مع أولويات واشنطن في منطقة الخليج بما في ذلك التضامن الخليجي.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد قطعوا العلاقات الدبلوماسية وروابط السفر والتجارة مع قطر في يونيو 2017، وأصدرت الدول الأربعة لائحة تتضمن 13 مطلبا من قطر لرفع الحصار.

وفي 4 يناير الجاري، وافقت السعودية على فتح حدودها البرية والبحرية، وكذلك مجالها الجوي، أمام قطر، في خطوة وصفت بالمصالحة بين دول الحصار والدوحة.

يذكر أن مركز “ستراتفور” تطلق عليها الصحافة الأمريكية اسم “وكالة المخابرات المركزية في الظل” أو الوجه المخصص للسي آي إيه، ومعظم خبراء مركز ستراتفور ضباط وموظفون سابقون في الاستخبارات الأمريكية.